بقلم: رأفت فهيم جندى
الشعوب الغربية شعوب عملية لا تتحكم العواطف في مصالحها، فلقد أسقط الشعب البريطاني ونستون تشرشل رئيس وزرائهم الذى كسب للبريطانيين الحرب العالمية الثانية، وأيضا اسقط الشعب الأمريكي بوش الأب بعد ان كسب تحرير الكويت وبعده انهيار الاتحاد السوفيتى، ولم يعترف له بجميل أن أمريكا صارت القوة العظمى المنفردة بل أختار الشعب الأمريكي بعدها من احسوا انه افضل من بوش الأب.
وبينما أسقط الامريكيون بوش الأب، كان الكويتيون يحتفون به ويغدقون عليه الهدايا بملايين الدولارات في زيارته للكويت بعد تحريرها، وأيضا دفعوا له الرسوم الجمركية لهذه الهدايا والتي هي أيضا بالملايين.
فهل المصريون الآن يختارون السيسى للرئاسة بنفس منطق العاطفة الشرقى بعد أن خلصهم من كابوس الأخوان الذى جسم على مصر لمدة عام؟
الشخصيات التي كانت مرشحة للرئاسة في المرة السابقة كان منها من هو قدير بالاختبار مثل عمرو موسى والفريق احمد شفيق أما عن حمدين صباحى فهو يمثل التجربة والخطأ، أفكاره ورقية ولم يوضع موضع الاختبار ابدا.
السيسى مثل مبارك وصل لمنصبه بالكفاءة، ولم يكن نتاج ثورة مثل عبد الناصر والسادات، فهل سيكون السيسى مثل مبارك؟
مبارك أصم اذنيه عن شعبه وكان بالفعل ثقيل السمع، وكثيرا ما عبر عن هذا بوضع يده على اذنه لكى يسمع اسئلة الصحفيين، بينما السيسى أصم اذنه عن تحذيرات القوى العالمية وصمم على تحرير مصر من كارثة الأخوان واضعا رقبته على كفه من اجل مصر.
مبارك كان متكبرا على شعبه ولم يقرأ أفكاره، والسيسى أجاد قراءة الشعب واتخذ الموقف الذى سر الملايين، والذى كان فيه من مصلحة مصر العليا قبل ان يبيعها الأخوان في سوق الخردة.
السيسى رجل كفء إداريا ومنضبط عسكريا ومحبوب جماهيريا واثبت بما لا يدع مجالا للشك اخلاصه لمصر، فمن هو البارز لنا على الساحة السياسية الذى يتفوق عليه الآن؟!
بالتأكيد هناك شخصيات أخرى فى مصر لها نفس القدرة والكفاءة وربما أكثر، ولكن لم تعطى لها الفرصة لكى تبرز لنا، وهذا هو عيب النظام القديم الذى جعل من السياسيين خيال المآتة لإكمال مسرحية هزليه اسمها أجهزة الحكم، بينما كان الحكم في يد واحد تركه لبعض رجال الاعمال وكان هو لا يسمع لا يرى ولا يتكلم.
نزول حمدين صباحي لمنافسة السيسي حاليا واجب مصري قومى يذكر لحمدين بالخير، نشكره عليه من اعماقنا ونصفق له بقلوبنا، فهو عالم بخسارته من الآن ويضحى بهذا لكى تربح مصر انتخابات ديمقراطية تكون حصوة فى عين المراقبين المفتريين الغربيين، او لكى لا نعثر الغربيين!
مبروك مقدما للمشير السيسى ـ ما لم يحدث ما هو في غير الحسبان ـ وشكرا جزيلا لحمدين صباحي، والذي سينتظر أيضا الصعوبات الاقتصادية المقبلة لكى يزايد مرة أخرى علي الرئاسة بعد 4 سنوات من الآن.