الأقباط متحدون - بيلاطس يسأل والمسيح لا يجيب !
أخر تحديث ١٣:٠٨ | الخميس ٣ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣١٤٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بيلاطس يسأل والمسيح لا يجيب !

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

كتب / ابراهيم صالح

كانت لحظة مثول المسيح أمام قاضيه  الطبيعى بيلاطس لحظة تاريخية  بكل المقاييس فلقد ظهر فيها القاضى مهزوما من داخله بينما بان فيها المتهم قوى
مُهاب  وهذا أمر عجيب جدا أن نرى القاضى خائف مرتعب والمتهم ثابت وجرىء  فلقد كانت  محاكمة  المسيح درامية بكل مقاييس الدراما حيث كشفت عن

متناقضات وصراع نفسى داخلى "مونولوج"  حيث يتبين لنا فيها تحير الإنسان ممثلا فى حاكم المدينة  الرومانى بيلاطس  الذى لا يعرف ما هو الحق "   38قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟».  يوحنا 18. فبيلاطس وهو صاحب سلطان كان تائها فى معرفة الحقيقة  لا يعلم ما هى  رغم أنه قاض و ولا يتصور فيه أو منه أن يسأل متهم  ماثل امامه مهما كان  شأنه عنها  لكن الرجل  كان متأوها من الداخل  يعانى من صراع داخلى  صراع قبول الحقيقة ورفض التفريط فى المنصب ومن ثم فقد ذهب يسأل المسيح عن الحقيقة منتظرا منه الإجابة  القطعية ورغم ان المسيح اجابه من خلال شخصه إلا  ان بيلاطس  فضل أن لا يفهم  على ان يفهم 

لذا فإنه إنتظر جواب  سؤاله فى شكل خطاب كلامى  معان ومفردات وأمثلة نعم بيلاطس كان ينتظر كلام  فلسفى منمق  ومنطق يونانى  محدد  كان ينتظر تعريف الحق فى بيت شعر أو حكمة قصيرة وهذا ما لم يفعله المسيح  لأنه يفهم مع من يتكلم ونحن هذه الأيام نعاني من نفس معاناة بيلاطس نعانى بعقولنا بحثا عن الحقيقة نتساءل ما هى مدلولاتها ومرادفاتها  ونحن إن كنا نتساءل  ننتظر أيضا كما انتظر بيلاطس جواب كلامى حروف والفاظ و نقاط ولكننا لو فتحنا قلوبنا لو نظرنا بها لفهمنا وإستوعبنا الحقيقة بشكل كامل   ولسوف نعرف ما هو الحق وما هى شواهده ومن هم رجالاته ولكن إستسهال الحق يجردنا من مكنة الوصول إليه أمانينا الداخلية  ومصالحنا الخارجية تحجبنا عن رؤيته بصورته الصحيحة  ولكننا رغم ذلك الإستسهال لا زلنا نتألم ونتأوه لأننا لا نعرف الحق  "ندعى ذلك بطبيعة الحال" عجيب هو أمر الإنسان  يرى ولا يرى ينظر ويحجب وجهه  عما يرى علما بأن هذه الأيام  هى أيام الحقيقة أيام  الإستبيان ورغم أنها قريبة إلا اننا نراها بعيدة  وقد كانت  هى كذلك قريبة من بيلاطس وهو يحاكم المسيح ولكن المصالح منعته من إقرارها حقا كانت لديه فرصة  مثالية لتطيب نفسه وتهدئة خواطره المضطربة لكنه إختار قيصر إختار المنصب  وترك الحقيقة .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter