عرض / سامية عياد
كيف يكون مجد الإنسان فى أمور مخزية!!
يا للعجب من خداع عدو الخير
الإنسان السوى يخجل من افتضاح أخطائه ويسعى فى هدوء للتخلص منها ، قال الكتاب "عار الشعوب الخطية" ، فكيف يمكن أن يتباهى البعض بأخطائهم وفضائحهم ويفتخرون بها على الملأ وكأنها مجد يتزينون به ؟
يحدثنا القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو عن هؤلاء الذين يفتخرون بأخطائهم ، الافتخار بالخطية وبالأمور المخزية هو أحد الحيل الدفاعية التى تستخدمها الخطية لتحصين وجودها داخل الإنسان من أجل إجهاض أى حركة توبة يمكن أن تنمو فى القلب ، فعندما يسمح الإنسان للخطية بالتواجد فى حياته ، فإنها لا تكتفى فقط بهذا التواجد بل تسعى بكل قوة لكى تتملك وتثبت وجودها لكى تستطيع تدمير حياته بالكامل ، فكيف يكون مجد الإنسان فى أمور مخزية؟!
هناك أمثلة عملية معاصرة تجسد معنى مجدهم فى خزيهم منها ، الذين يكتبون قصصا وروايات مملوءة بالإيحاءات الجنسية المبتذلة ويعتبرون هذا فنا وإبداعا ، الذين يرتدون الملابس الفاضحة ، ويعتبرون هذا أعلى درجات الأناقة والجاذبية ، الذين يتحدثون عن أنفسهم كأبطال لأنهم يشربون زجاجات من الخمر دون أن يسكروا ، الذين يفاخرون بالحديث عن علاقاتهم الغرامية غير الطاهرة مع الجنس الآخر متباهين بجاذبيتهم وقدرتهم على الإيقاع بالآخرين ، الذين يجاهرون بالإلحاد والتطاول على الله والسخرية من المؤمنين ، الذين يفتخرون بأعمال العنف والبلطجة ومخالفة القانون ، الذين يتباهون بإدانة آباء الكنيسة وإظهار نقائصهم والتعريض بهم على صفحات التواصل الاجتماعى فى الإنترنت ، الذين يفتخرون بترديد الأغانى الخليعة أو ينشرون الصور العارية على صفحاتهم دون حياء .
يا لحسرة القلب على هؤلاء الذين يجب أن نصلى لهم باكين كقول معلمنا بولس الرسول "عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته" (2 تى2 : 25_26 ).
وعلى صعيد متصل يحدثنا نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس عن هؤلاء الذين يعتقدون أن مواهب الروح القدس حكرا على القديسين فقط ، اما هم ضعفاء خطاة ويقتنعون بهذا لتخدير ضمائرهم وتبقى عليهم أسرى فى فخ التهاون والتراخى ، بالطبع هذا خداع عدو الخير ، فالروح القدس مستعد فى كل لحظة أن يعمل عجائب فى كل إنسان لكن ليس بدون إرادته ، الله الذى قال "أفغر فاك فأملاه" (مز81 : 10) لا يستطيع أن يملأك بفيض روحه القدوس بينما أغلق "روح الاكتفاء" فمك .
لنقف الآن أمام ضمائرنا متسائلين ما هو الذى يرضينى والذى بحسب معياره سآخذ من الله ؟ هوذا نحن فى موسم الصوم فدعونا لا ننصت لصوت العدو المخادع الذى يقنعنا أنه يكفيك أن تصوم جزءا من الصوم ، يكفيك أنك تصوم الصوم كله فلا داعى للصوم الانقطاعى ، يكفيك أن تحضر قداسا واحدا فى الأسبوع ، يكفيك .. يكفيك.. يكفيك ..!