بقلم : سمير حبشي
أعزائى القراء : إنه فى الحقيقة وللعلم ، لم تتخذ قوة عالمية من الكذب والخداع منهاجاً لتحقيق أغراضها ، مثلما فعلت الولايات المتحدة في ترويجها أكذوبة أنها رائدة الحفاظ على الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وقد كشفت الأيام مدي الزيف والخداع الأمريكي ، ليس علي شعوب العالم وحدها بل علي الشعب الأمريكي ذاته . وكثيرا ما يوهم الشيطان الإنسان بأن الخداع السياسي مشروع ، إذا استخدم في مكان وزمانٍ وجبت فيه الخدعة كأحد مقتضيات الأزمة أو المشكلة أو اختلاف الظروف ، ويظهر ذلك جليا فى تصرفات الدول وحكامها
، ويظن الإنسان أن الخدعة شيء من الحكمة وحسن التصرف ، وفي السياسة تغليب العقل على القوة ، والكيف على الكم.. ودائما ما يحمل الخداع السياسي في وجه عملته البراق، السلبية والرياء والنكران والكذب والخراب ، والكذب والخداع وجهان لعملة واحدة هى السياسة .. والكذب هو سلاح الشيطان الأساسى في الغواية ببني البشر منذ بداية خلق الإنسان فى الوجود ، وهو سلاح الأشرار لبلوغ المآرب الدنيئة ، وارتكاب المظالم المنكرة ، وتزييف الحقائق والتمويه على الواقع ، والكذب هو أبو التضليل والزور والإفك والبهتان ، وأصل كل نقيصة نهت عنها الأديان ، وأنكرتها الأخلاق ، فكم من مآسي وكوارث ومظالم تقع في هذا العالم ، بوسيلة الكذب وعلى أساس الكذب !!
وأمريكا خير مثل لما أقول ، فقد ارتكبت فظائع وجرائم ضد الإنسانية تحت مسمى ضلالة وكذبة مكافحة الإرهاب . فلا تتعجبوا يا إخوتى إذا أصبح الحزن رفيق الإنسان فى كل مكان!! ، فنحن نصير أكثر بؤسًا كلما قابلنا وجوها كالملائكة تخفي الشياطين بداخلها ، الخداع في عالمنا صار أسلوب الحياة ، الأصدقاء الذين يخدعوننا هم أعداء ويتظاهرون بالوفاء ، حتى الحكام يخدعوننا باسم القانون والحرية وحقوق الإنسان ، ولكن الكذبة التى فاقت كل الأكاذيب إتساعا وإنتشارا ، ويكاد يصدقها الكثيرون ، هذا العداء المتبادل بين إيران وكل من أمريكا وإسرائيل ، والإتهامات الإعلامية المستمرة ، بين اسرائيل وايران دون أي فعل حقيقي ، لتضليل الشعوب في المنطقة العربية .. ولماذا تهدد أمريكا وإسرائيل بضرب إيران ولا تنفذان تهديداتهما
؟ !! ، فى الوقت الذى تُظهر إيران العزم على إخفاء إسرائيل من الوجود .. إنها مسرحية يلعبون الثلاثة فصولها على مسرح العالم الذى أصبح الديكور والإضاءة فيه هما الكذب والخداع ، فتحت عباءة العداء المتبادل بينهم نجد الحقائق التالية : -
1- أكثرمن 30 مليار دولار حجم الإستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية ، وتعاون اقتصادي غير مسبوق ، رغم الإعلان الرسمي عن عداوات متبادلة.
2- صحيفة يديعوت أحرنوت تقول : إن مائتى شركة إسرائيلية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع إيران ، وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران .
3- المرجع الأعلى ليهود إيران داخل إسرائيل هو الحاخام الأعظم يديديا شوفط ، يرتبط بعلاقات حميمية مع قائد فيلق القدس الإيراني الفريق سليمانيو ، وعلى علاقة مستمرة مع وزير الدفاع الأمريكى
4- معابد اليهود في طهران وحدها تجاوزت مائتى معبد يهودي ، بينما أهل السنة في طهران عددهم مليون ونصف لايسمح لهم بالصلاة في مساجدهم ، وفى الوقت الذى لا يوجد ربع هذا العدد من المعابد اليهودية فى بعض البلدان الأوروبية .
5 - من بين يهود كندا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا يوجد سبعة عشر ألف يهودي إيراني ، يملكون شركات نفطية كبرى وشركات الأسهم ، ومنهم أعضاء في مجلس العموم "اللوردات". فى هذه البلاد .
6- تستفيد إيران من يهودها في أمريكا عبراللوبي اليهودي ، بالضغط على الإدارة الأمريكية لمنع ضرب إيران مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران لشركات يهودية.
7 - من اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة إثنا عشرة ألف يهودي من إيران ، ويشكلون رأس الحربة في اللوبي اليهودي ، ومنهم أعضاء كثيرون في الكونجرس ومجلس الشيوخ .
8 - توجد ليهود إيران إذاعات تبث من داخل إسرائيل ، ومنها إذاعة راديس التي تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة ، كما توجد لديهم إذاعات على نفقة دولة إيران .
9 - في إيران ما يقرب من ثلاثين ألف يهودي ، وتعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج دولة إسرائيل ، ولم يقطعوا تواصلهم بأقاربهم في إسرائيل .
10 - الرئيس الإيراني من أصول يهودية ، أكد ذلك المرجع الشيعي أبوالقاسم خزعلي أحد أشهر رجال الدين الشيعة في إيران ، ونشرت تصريحاته الصحف الإيرانية .
11 - وزيرالدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إيراني من يهود أصفهان ، وهو من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي لتوجيه ضربات جوية لمفاعلات إيران النووية..
12 - يحج يهود العالم إلى إيران ، لأن فيها جثمان بنيامين شقيق نبي الله يوسف ، وفاق حب اليهود الإسرائيليين لإيران أكثر من حبهم لمدينة القدس .
13 - إيران بالنسبة لليهود هي أرض كورش مخلِّصهم ، وفيها ضريح إستر ومردخاي المقدس ، وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق وكلهم أنبياء مقدسون عند اليهود.
14 - لماذا إسرائيل لاتقتل حسن نصرالله ، وطائراتها تحوم فوق بيته في ضاحية بيروت ، بينما في فلسطين تقتل قادة المقاومة حتى لوكانوا داخل المساجد ؟! .
15 – وإذا عدنا لصفحات التاريخ القديم ، نجد أن إيران تنتقم من العرب لأنهم أسقطوا دولة المجوس الساسانية ، وإسرائيل تنتقم من العرب لأجدادهم يهود خيبر وبني قينقاع ، والثأر دائما هو ملة واحدة فيجمعهم الحقد والإنتقام .
16 - استطاعت إيران أن تخدع العرب بعداوتها لإسرائيل ، وشركات إسرائيل لها الأفضلية في الاستثمارات داخل إيران عبر أكثر من مائتى شركة إسرائيلية.
17 - من مذكرات رامســفيلد : الســـيستاني اســـتلم مائتى مليون دولار من المخابرات الأميركية ، ليســاعدهم على غزو العراق وليصدر لهم فتاوى تلزم الشيعة بعدم التعرض لقوات التحالف ، والتعاون معها على أكمل وجه.
18 - الثورة الاسلامية بايران بقيادة الخميني عام 1979 تمت بدعم من المخابرات الإسرائيلة ، وتعضيد كامل من أمريكا ، وكانت الغاية منها زرع دولة شيعية في المنطقة ذات الأغلبية السنية ، لإثارة النعرات والنزاعات الطائفية في المنطقة و أعطت مجلة التايم (الأمريكية) الخمينى لقب رجل العام في سنة 1979 .
وأخيرا هل تعلم أن ثلثي الجيش الإسرائيلي وأكبر المستوطنات من يهود إيران ، وإيران تعتبرهم مواطنين مهاجرين؟! .. ولا تنسى أننا عندما نتكلم عن إسرائيل ، فنحن نتكلم عن الإبنه المدللة ، والولاية الواحد والخمسين لأمريكا ... وهل تعلم أن حلفاء الأمريكان ويدهم اليسرى فى العالم الآن " الإخوان المسلمين " قد نقلوا مركز قيادتهم الدولية فى الشهر الماضى إلى إيران ؟ !! لأنهم يعلمون جيدا أن حليفتهم أمريكا ستحمى ظهرهم هناك .
عزيزى القارئ : هذا قليل من الحقائق الكثيرة والمثيرة حول العلاقات والإتصالات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا التى تتم خلف الكواليس ، التي تبدو ملتهبة على السطح ودافئة خلف الستار، في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة والتي تخالف تماما الشعارات والخطابات العدائية والتصريحات النارية بينهم .