د.أسامة الغزالى حرب | الثلاثاء ١ ابريل ٢٠١٤ -
٠٤:
١٢ م +02:00 EET
د.أسامة الغزالى حرب
هل تريدون معرفة الحال التى أوصلت جماعة الإخوان وأنصارها مصر إليها، بدون أى توصيفات أو تحيزات؟ فقط إقرأوا تفاصيل ما حدث للمواطنة المصرية (القبطية) الشابة مارى سامح جورج ..وتأملوا الصور التى نشرت للواقعة!
مارى فتاة فى مقتبل العمر، تشع ملامحها وابتسامتها روحا مصرية أصيلة ، كانت تقود سيارتها الصغيرة فى منطقة عين شمس بالقاهرة، يوم الجمعة الماضي(28/3) حاملة علاجا لسيدة مسنة مقعدة، وشاء قدرها أن تسير وسط مظاهرة “الإخوان” إياها التى قتلت فيها الصحفية الشابة ميادة أشرف.
ولأنها كانت ترتدى “صليبا” على صدرها(تماما مثلما ترتدى أى فتاة مسلمة مصحفا او “ماشالله”) فقد تجمع حولها المتظاهرون المتعصبون فى مشهد مقيت سجلته إحدى العدسات، وكأنهم مجموعة من الوحوش الشرسة التى تتكالب حول فريستها.ولنتخيل، أى فزع ورعب أصاب تلك المسكينة وهى تشاهد أولئك الذين تجمعوا حولها متصايحين، فحطموا سيارتها وأخرجوها منها، وتسابقوا فى الإعتداء عليها بالأيدى والحجارة و الخناجر، طعنها أحدهم بسكين فى رقبتها ، وشد آخرون شعرها وبنطالها، قبل أن يطلق أحدهم رصاصة إلى قلبها، تماما مثل الرصاصة التى أطلقت فى ذات اليوم ، وفى ذات المكان، على ميادة .
من هؤلاء الذين قتلوا مارى القبطية؟ هل هؤلاء حقا مسلمون؟ هل ينتمى هؤلاء إلى الذين استوصاهم الرسول محمد (ص) خيرا بمصر وأقباطها؟ هل هذه هى “المودَه” التى تحدثنا عنها الآية الكريمة :”لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون”(المائدة:28).
لن ننساك ياماري، وسوف يسجل اسمك بين الشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لتعود لمصر روحها الأصيلة النقية، مصر الرافضة لكل تعصب، والمتسامية فوق كل الصغار و الأقزام! ليرحمك الله ، وليبارك روحك الطاهرة يامارى
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع