الأقباط متحدون - خالتي بتسلم عليك
أخر تحديث ١٦:٢٤ | الثلاثاء ١ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣١٤٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خالتي بتسلم عليك

علي سالم
علي سالم

 خرج خالي من السجن في لندن بعد خمسة أعوام ليجد في انتظاره السيدة جانيت التي تسببت في سجنه. ركب إلى جوارها وساد الصمت بينهما إلى أن وصلا إلى مكان هادئ بجوار بركة مياه جميلة يسبح فيها البجع الأبيض وفجأة انهارت جانيت باكية وهى تردد في ألم: اغفر لي يا عبده.. اغفر لي يا عبده لكي أتمكن من النوم.. يعلم الله أنا عبد المأمور.

 
احتواها خالي بين ذراعيه في حنان وقال لها: جانيت.. ولا يهمك.. ما حدث كان خيرا، لقد كنت في حاجة لهذه العزلة الإجبارية لكي أتعلم ما تعلمته.. بل أنا الذي يجب أن يشكرك. وبالمناسبة أنا أعرف كل شيء عنك الآن.. أنت النقيب جانيت عضو المخابرات الأميركية، وكنت مكلفة من جهازك بمعرفة أسرار مصر من خلالي تمهيدا لتفكيكها وتقسيمها وتفتيتها، وأنت من أصول إيرانية، والدتك هي روح الحياة أنغام المطربة الشهيرة وأبوك هو شمس التعبانين الجنرال في الحرس الثوري الإيراني.. هكذا ترين أنني قرأت ملفك كاملا.
 
انتزعت جانيت ابتسامة من بين الدموع وقالت: وأنا أيضا أعرف من أنت يا سيادة العقيد عبده سوالم.. أنت أيضا مشتغل بالخدمة السرية، كان من المستحيل أن شخصا في ثقافتك ورجاحة عقلك يعمل فراشا في السفارة، لم يكن الأمر في حاجة لذكاء كبير، لقد كشفتك في أول لقاء بيننا في بار البطة السوداء. لقد رحب بك الجرسون وقال لك هامسا: خالتي بتسلم عليك. كل مخابرات الكرة الأرضية كشفت هذه الشفرة بعد أن استخدمتها نادية الجندي في فيلم «مهمة في تل أبيب».. أعترف أنني كنت مكلفة بالحصول على أسرار مصر ولكن بعد سنين من العمل الشاق اكتشفنا أنه لا توجد عندكم أسرار ولا يحزنون.. لقد قدمت استقالتي من المخابرات الأميركية، وبالمناسبة أنا الذي توسطت لدى المخابرات الإنجليزية لكي تطلب من الحكومة الإفراج عنك.. أنا أحبك يا عبده.. اعتبرني حبيبة وجارية وصديقة وزميلة ولكن لا تحرمني من حبك.. اعتبر نفسك منذ هذه اللحظة سي السيد أقصد سي عبده.. سي عبده يا حبيبي، «خدني لحنانك خدني عن الوجود وابعدني.. بعيد بعيد أنا وأنت».
 
همس لها خالي: جانيت.. هناك شرطي على بعد خطوات ينظر لنا باستياء وغيظ.
 
فردت عليه: هل تتصور أننا في القاهرة.. واجب الشرطة هنا هو حماية هؤلاء الذين يتبادلون القبلات في السيارات أو أي مكان آخر.
 
فقال خالي: يا جانيت يا حبيبتي.. هذا الشرطي كل جيناته مصرية، أبوه الحاج نعيم كان عضوا في جماعة الجهاد المصرية وحصل على لجوء سياسي في إنجلترا بعد أن أثبت لهم أنه إرهابي، وأمه هي الحاجة أم أحمد مسؤولة القسم النسائي في التنظيم الدولي لنفس الجماعة.. وهذا الشرطي الشاب على الرغم من أنه ولد هنا ونشأ هنا في حضن الحضارة الغربية إلا أنه لم يتخلص بعد من صنوف التخلف الذي تعلمها من أبيه وأمه.
 
قال ذلك وفتح نافذة السيارة وصاح في الشرطي: خالتي بتسلم عليك.
 
على الفور ابتعد الشرطي وهو يردد معتذرا بالعامية المصرية: أنا آسف يا فندم.. ما حدش بلغني إن حضرتك في مأمورية هنا.. ربنا يخليك لمصر يا فندم.

نقلا عن الشرق الاوسط

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع