الأقباط متحدون - «السيسى».. وحرج اللحظة (3)
أخر تحديث ١٥:٢٤ | الاثنين ٣١ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣١٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«السيسى».. وحرج اللحظة (3)

السيسي
السيسي

محمود خليل
حالة الحرج ليست لحظة خاصة عاشها المشير «السيسى» حين قرر أن يخلع «الزى العسكرى» العزيز عليه ويترشح للانتخابات، بل هى حالة عامة أوقع «السيسى» العديد من مؤسسات الدولة فيها خلال رحلة ترشحه للرئاسة عبر الشهور الماضية. فالذاكرة لم تنسَ بعد أن الكثير من وزراء الحكومة الحاليين وقّعوا على استمارات حملة «كمل جميلك» التى كانت تدعو المشير السيسى للترشح للرئاسة، والأمر نفسه ينطبق على العديد من المحافظين، ومن لم يوقّع على الاستمارة، طنطن بالعديد من التصريحات فى مناسبات عدة، أعلن فيها تأييده لترشح «المشير» ودعمه له. وحسبى أن أذكرك فى هذا المقام بأن المهندس «إبراهيم محلب» رئيس الوزراء الحالى سبق أن وقّع على استمارة حملة «كمل جميلك» لدعم ترشح السيسى، وأن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لا يفتأ يكيل للمشير «السيسى» قصائد المديح ويشيد بدوره فى الموجة الثالثة للثورة فى 30 يونيو.

وفى إطار الدور الفريد الذى يقوم به الجيش المصرى فى دعم خطوات خارطة الطريق من المتوقع أن تشرف القوات المسلحة على الانتخابات الرئاسية التى سوف يكون المشير «السيسى» طرفاً فيها. وأتصور أنك لا تحتاج إلى التذكير بقيام «المشير» ببث خطاب ترشحه إلى الشعب عبر تليفزيون الدولة الرسمى، بعد أن انضمت قنوات التليفزيون إلى محطات الإذاعة الرسمية، وهو أمر لم نشهده مع أى من المرشحين خلال انتخابات 2012، أو مع أى من المرشحين المحتملين فى الانتخابات المقبلة. أضف إلى معلوماتك أيضاً ما ذكره الإعلامى «وائل الأبراشى» من أن السيد «عمرو موسى» اقترح ضم اللواء «عادل لبيب» وزير التنمية المحلية إلى حملة المشير «السيسى» نظراً لخبرته فى المحليات. وما أدراك ما المحليات ودور المحليات فى إدارة الاستحقاقات الانتخابية!

نحن إذن أمام مشهد انتخابى فريد من نوعه -بعد ثورة يناير بموجاتها المتلاحقة- تحتشد فيه دولة بوزرائها ومحافظيها وأجهزتها المحلية وجيشها ووسائل إعلامها وراء مرشح معين. ومن عجب أن يتحدث هؤلاء الأشخاص أو المسئولون بتلك الأجهزة والمؤسسات عن حيادية الدولة فى إدارة الاستحقاق الانتخابى. والأعجب من ذلك حالة البلاهة الفريدة من نوعها التى تدفع هؤلاء إلى الظن بأن الشعب يصدّق ما يقولون ويتعامى عما يفعلون!

الدولة بمؤسساتها ومسئوليها جزء من حرج اللحظة التى يعيشها المشير «السيسى»، ولست أدرى مدى رضائه أو رفضه لهذه الممارسات، وتوافر رغبة حقيقية لديه بأن يأخذ حكم مصر بثمنه الذى تفرضه أبسط قواعد الديمقراطية.

المشهد الحالى للانتخابات الرئاسية يدفع أى مراقب داخلى أو خارجى إلى الاستدعاء العاجل لمشهد انتخابات 2005 (الأولى والأخيرة فى حياة المخلوع)، بل قد نكون بصدد مشهد أكثر عبثاً منها.. وفى رحم هذه الحالة يكمن أحد مؤشرات اللحظة الحرجة التى لا أدرى كيف سيتخطاها المشير أو من يشير عليه!
نقلآ عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع