بقلم: ليديا يؤانس
مدينة جميلة مشهورة بإبداعاتها، أهلها سر جمالها بخفة ظلهم، مناخها يرد الروح ويشفي العليل.
وفي يوم ما طلعتلوش شمس، حدث إنفجار مُروع بأعظم ميادينها، جاب عاليها واطيها واختلط الحابل بالنابل، الأتوبيسات الكبيرة ركبت علي العربيات الصغيرة، وكل سواق عايز يركب جناحين ويطير بنفسه وسيارته، مُش مُهم يسوق للأمام ولا للخلف ولا حتي يُدخل في التُروماي ولا حتي يدوس علي المُشاه. المشاه نسيوا أولادهم وفروا من هول الكارثة، يدوسوا علي بعض والي يطير في الهواء وينزل فوق سيارة أو تحت عجلاتها، الكُل عايز يهرب بجلده من لهيب النار والهلاك.
حالة من الرعب والفزع والهلع وكل واحد بيقول يالا نفسي أنا ومن بعدي الطوفان!
عظيماً جداً أن يكون الإنسان بداخله إنسان! ويحب أخيه الإنسان! ويعيش في سلام مع أخيه الإنسان! وأن يكون بداخله ضمير الإنسان!
ولكن.....
ليس عظيماً أن يختلط عليك الأمر فلا تستطيع التفرقة بين الإنسان والشيطان، بين الخير والشر، بين اللي ينفع واللي يضر!
أنتُم قلوبكم قاسية كده ليه؟ هل تجردتُم من الإنسانية؟ واحد مجنون، مُختل عقلياً، مريض نفسياً، مغسول الفكر، مدفوع له الأجر، قتل وذبح وهدم وحرق وسرق وفجر منشأت وشرد ناس وهَجَرْ عائلات ومَثَل بأجساد أبرياء! ولكن الرحمة مطلوبه وسماح يا أهل السماح، والعفو عند المقدره! بدلاً من الإعدام تبقي مدي الحياة أو مؤبد أو بضعة سنوات أو شهور، وإيه المانع تكون غرامة مالية أو براءة بسبب الخلل الشيطاني المُتأصل فيه!
عجبي!!! ضمائركُم متألمة من أجل من؟ من أجل الذين تجبروا ودمروا الأخضر واليابس، وأرهبوا الأعزل والمُسلح، الصغير والكبير! لماذا ضمائركم لم تتألم من أجل المجني عليهم، من أجل خراب البلد وتدمير إقتصادها، من أجل الأمهات والزوجات والأبناء والأحباب الذين تحولت حياتهم إلي جحيم لا يطاق.
من فضلكم لا تكيلوا بمكيالين، وإذا أردتم العدل فلتعدلوا ولا تخلطوا بين الحق والضلال.
المساواة بين المرأة والرجل مطلب إنساني وحضاري، مساواه في الحقوق والواجبات، ومساواة أيضاً في العقوبات. الله كلي الرحمة والعداله وقانونه يقول إذا أخطأت المرأة تتساوي في العقاب مثلها مثل الرجل. ولكن عند البعض إختلطت الأمور وتعالت تغاريد الرأفة والرحمة من أجل نساء قمن بنفس العمل الإرهابي الذي يقوم به الرجال!
عجبي!!! أخذتكم الحمية والرجولة من أجل جنس ناعم ولا خشن! من أجل حرائر ولا جرائر! من أجل إمرأة ولا شيطانة!
أرجوكم أنظروا بعين الرحمة لباقي النساء اللاواتي وقعن تحت طائلة القانون بسبب بعض الأخطاء أو الجرائم وطالبوا بالإفراج عنهن لأنهم نساء أيضاً!
يابخت أولاد الشوارع، الأطفال والشباب الصغار، الذين كانوا يتسولون الشوارع، ويفترشون أرصفة الطريق عوضاً عن الأسره، ويأكلون لقمتهم بالذل أو الحرام! أمر المشير السيسي من عدة شهور أن تقوم المؤسسة العسكرية بإحتضان هؤلاء الأولاد وتدريبهم وتعليمهم بعض الحرف التي تؤهلهم للعمل والكسب ليكون لهم مستقبل يشرفهم ويشرف البلد.
وياحسرة علي بنات الشوارع! لقد صُدمنا بما سمعناه وشاهدناه بأنه توجد بنات صغيرات أعمارهن تتراوح ما بين 12 – 18 يسكنون الشوارع ليس لهم مأوي، ولا يجدون أحياناً لقمة العيش، وقعن فريسة الإستغلال الجنسي من أولاد أو شباب منحلين أخلاقياً، فحدث ما يُسمي بزنا المحارم والحمل السفاح، فلفظهم المجتمع ليواجهوا طريق مظلم نهايته الدمار ووصمة عار للبلد.
أليس من حق بنات الشوارع أن يتساوين بأولاد الشوارع في أن يحظين بإهتمام الدولة وتكون هناك حلول لهذه المشكله المُشينه في حق مصر!
هذا النداء مرفوع للمشير السيسي بالرغم من أن الوقت غير مناسب الآن، ولكن لابد من إيجاد حل لهذه المشكله بصورة أو أخري وبأسرع ما يمكن.
بسبب الإنفجار المروع كل واحد بيقول يالا نفسي أنا ومن بعدي الطوفان!
الغني إزداد غني والفقير إزداد فقراً!
الإضرابات والمظاهرات أصبحت روتين يومي مُقرر وفرض مثل أوقات العباده ومُش مُهم عجلة الإنتاج تُدور المُهم نطالب بحقوقنا مثل بلدان العالم!
المُطالبة بالحد الأدني والحد الأقصي لمستويات المعيشه بغض النظر عن الغطاء المالي وبدون عطاء فعلي وعملي من جانب المواطنين!
كل الناس أصبحوا حُكماء في أعين أنفسهم وكل منهم يُدلي بتصريحاتُه وآراؤه عبر المواقع الالكترونية والإعلامية من مُنطلق الحرية والديمقراطية والشعارات الثورية البراقة!
الكُل يشُك في الكُل، والبعض يُخَون البعض، والبعض يتهم البعض، لدرجة ان البعض يخشي أن يأتي عليه الدور في الإتهامات التي قد لا يكون لها أساس من الصحه بل هي مجرد تخمين ومستندات واهية قد تكون صورة أو تصريح أو موقف يترتب عليه أدلة الإتهام وحاول يا شاطر تثبت براءتك!
الكُل يتشدق ويلهث وراء حرية الفكر وعندما يتعارض فكر البعض مع فكرك تقوم الدنيا وتبدأ المحاكمات الكلامية والتي قد تتطور إلي المطالبة بمحاكمات قضائية وسحب الجنسية من الزنديق الذي تجرأ وخالف الآخرين في فكرهم!
طبقاً للمفاهيم والثقافات المتخلفة أصبح المجني عليه أو عليها هو الجاني كما يحدث في حالات التحرش الجنسي والإغتصاب لتبرير الجرائم التي ترتكب من الجناة!
من الآخر كده، الدنيا بقت لخابيط في لخابيط!
المشهد يستوجب قائد يدير الدفة ليصل بالبلد لبر الأمان، فتقدم إثنان لكي يختار الشعب بالديمقراطية والإرادة الشعبية الحرة.
كل منهما له شعبيته، وكل منهما يود أن يقدم لمصر والمصريين أغلي وأقصي ما عندة من إمكانيات لكي تسترد مصر مكانتها وتكون قد الدنيا.
مطلوب من كل مصري أن يتعامل بطريقة حضارية في المسألة الإنتخابية بغض النظر عن تأييده الشخصي لشخص دون الآخر! ليس حضارياً ولا ديموقراطياً أن نسئ للشخص الذي لا نؤيده! لقد أُعجبت كثيرا ببعض كُتابنا الأعزاء حينما تقدم الأستاذ حمدين صباحي للترشح أن قال البعض منهم "نحن نُحبك ونُقدرك ولكن سوف لا ننتخبك!" ولكنهم لم يسيئوا للرجل.
أتمني من كل قلبي أن أري روعة وأصالة الشعب المصري في الإنتخابات القادمة وأولاً وأخيراً نحن في يد الرب ويعمل ما فيه الخير لمصر علشان ما يبقاش فيه ميكس X ميكس!