مينا ملاك عازر
كتب الأستاذ محمود خليل بجريدة الوطن يهاجم فيه الموقف الذي يتخذه الأستاذ عمرو موسى كمتكلم بالنيابة عن السيسي، ويستكثر عليه هذا والسيد محمود خليل من أكثر المهاجمين للمشير السيسي، ولا مانع في هذا، وبهذه المناسبة فعلى المشير السيسي أن يستعد من الآن ويؤهل نفسه على أن يتلقى الهجوم برحابة صدر علماً بأن هذا سيزيد بعد تخليه عن بزته العسكرية ليترشح للرئاسة، هذا ما يخص السيسي، وأما ما يخص السيد عمرو موسى فهو معتاد على هذا منذ أن كان وزيراً لخارجية، وعمل بالعمل العام وحتى رئاسته للجنة الدستور.
لكن المشكلة الحقيقية يا سادة في أن يرى الأستاذ خليل عيب في أن يتحدث موسى بالنيابة عن السيسي، وهذا في رأيي لا عيب فيه أبداً، فالرجل لحرج منصبه الحالي يجد نفسه عاجز عن الحديث علنية ومخاطبة جماهيره ومريديه، فما المانع أن ينوب عنه موسى في هذا!؟ سبق لي وأن أنفردت في إحدى حلقاتي ببرنامج لسعات وفي لقاء جمعني مع الباشمهندس حسام الدين علي مساعد رئيس حزب المؤتمر أن حزب المؤتمر سيضع برنامج الرئاسة للمشير السيسي أي أن هناك رابطة قوية بين المشير وموسى، فموسى هو حزب المؤتمر وحزب المؤتمر هو موسى.
لا مانع أن فريق الرئاسة القادم يكون فيه موسى، السيسي وآخرين، السيسي رئيساً، موسى مستشار لرئيس الجمهورية لشئون السياسة الخارجية، فهو بارع فيها، وهذا لا يمكن أن يُقال عنها أنها عودة للنظام السابق، فرصيد موسى لدى الشعب كافي ويزيد، رائع بارع دبلوماسي مخضرم ذو ثقل، فما المانع أن يستعن به المشير في فريق رئاسته ليستفد من قدراته خاصةً وأن المشير له خبرات عسكرية داخلية تفوق خبراته الخارجية بدليل استعانته بوزير
الخارجية في أثناء سفره لروسيا وقلة خبرة المشير في مجال السياسة الخارجية لا يعيبه وإلا ما كان لرؤساء العالم مستشارين ووزراء ليكملوا نواقصهم وحتى ما هم بارعين فيه يجدون آخرين يقومون بدورهم فيه ليخففوا حملهم وإلا كان للسيسي أن يحتفظ بوزارتي الدفاع والإنتاج الحربي لنفسه مثلاً.
يا سادة إن أردتم أن توجدوا بالورد عيب فلا تقولوا له أنه أحمر الخدين، فإن جاءكم مرسي يفتي بكل شيء ويلغي مستشاريه ويهملهم غضبتم وعِبتم عليه، جاءكم السيسي يقرب منه الكفاءات استكثرتم عليهم أن يقوموا بمثل هذا، ثم ما المانع أن يفعل الإنسان أي شيء مهما علا شأنه ما دام هذا يصب في خانة خدمة الوطن.
حقاً، زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا فلم تبكوا.