مينا ملاك عازر
ثوار مصر وإخوانها فتحوا أفواههم نعقوا على تويتراتهم، كتبوا على فيسبوكهم، هاجموا السيسي لأنه أقدم على فعل مشين، خضع للشعب المصري، ونفذ رغبته ورشح نفسه للانتخابات الرئاسية، هذه جريمة هؤلاء الثوار الذين طالبوا بالحرية يحرمون على الشعب أن يريد خلاف رغبتهم، ثوار مصر يأبون أن يروا شخص ينزل على إرادة الجماهير وهو غير راغب في ذلك، إخوان مصر يظنون أن مرسي لم يزل يحكم، وأنه الرئيس الشرعي، الجرف تقول أن مرسي هو الرئيس الشرعي، وعلاء عبد الفتاح الثائر يلعن أبو إللي عملوا إللي هما عايزينه وخلوه يترشح، صادق يقول أن السيسي سيخسر كل الأشياء بما فيها حياته.
المذهل أن علاء عبد الفتاح يهاجم حكم العسكر، ولا غضاضة في أن ترى حكم رجل خلع الزي العسكري وترشح، واختاره الشعب، ولكن الكارثة في لعنه أبو الناس، هل هذا ما رباه عليه أبوه؟ هل يقبل لعن أبوه؟ وإن قبل فلن يجد من يفعل لأننا شعب متربي نحترم رأي الآخر وإن كان قليل الحياء.
أم أيمن تقف على الجرف، وتتمسك بشرعية مرسي، تراه الرئيس الحقيقي، تستنكر أن يترشح لمنصبه أحد، وكأن الشعب لم يلفظ مرسي وجماعته، لم يلعن اليوم الذي اختارهم فيه، لم يتمنى قطع يده قبل أن يمد يده ويصوت لهم، نسيت أم أيمن ما فعله الشعب بهم وتبقى على توهمها بأن مرسي لم يخرج أحد للإطاحة به، يشفيك يا أم أيمن من مرض جماعتك ويشفي كل إللي زيك.
أما الرياضي صاحب الروح الرياضية علاء صادق يقول أنه ولو انتصر السيسي في الانتخابات سيخسر كل شيء بما فيه حياته، قد يكون السيسي سيخسر كل شيء هذا وارد لو فشل في حكم البلاد، ولما لا؟ وهل كان السيسي نبياًّ؟ لكن السؤال الحقيقي هنا لماذا يخسر حياته؟ هل ستقتلونه؟ وهل تفخر بأنكم قتلى البشر وسفاكي الدماء!؟ وهل هذا أمر محترم أن يُقتل رجل أهله حب الجماهير ليرأس جمهورية؟ هل هذا يغضبك يا أيها الرياضي، يا من تتمتع بالروح الرياضية؟ هل لا زلت تغش نفسك وتنسى أن الشعب حكم كحكام الكرة ورفع الكارت الأحمر في وجه جماعتك يا دكتور!؟.
يا سادة اختلفوا مع السيسي كما شئتم، وقولوا عنه ما شئتم، وهاجموه كما شئتم، ولكن بالحق فيما يحق لك أن تهاجمونه فيه، وليس بالباطل وبقلة الحياء والتهديد بالقتل، فلن يخف منكم ضابط طيلة عمره يضع روحه على كفه، فما الجديد في هذا، السيسي له أخطاءه، ونقاط علينا أن نهاجمه منها، وإلا نكون مفسدين له، وحتى لا يتعود على الحصانة، فهو من الآن أصبح مشيراً سابقاً ومرشح محتملاً للرئاسة، وموضع للهجوم، وعليه أن يضع نفسه في اختبار تحمل قدرة على الرد وإلا فليعد عما اختاره لنفسه من اعتزام الترشح.
المختصر المفيد الهجوم فن وليس صوت عالي وتهديد.