واصفة سياساته بالـ "فوضوية"..
ألقت صحيفة Y News العبرية المعروفة بيديعوت أحرونوت، الضوء على السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما في المنطقة، ووصفتها بأنها "فوضوية".
وقالت "أحرونوت": إن مشكلة الرئيس أوباما تكمُن في اعتقاده بأن موهبته في إلقاء الخطابات - التي كانت سببًا في دفعه لدائرة الضوء السياسي وتسليط الأنظار عليه وتولية الرئاسة الأمريكية - يمكن أن تكون مفتاحًا لحل النزاعات الدولية.
وأشارت "أحرونوت" إلى أن سياسة الولايات الأمريكية "الفوضوية" في المنطقة، تسببت في تحويل مسار الربيع العربي وإدخاله في دائرة من الفوضى.
فعلى صعيد الوضع السوري، لم تتحرك الإدارة الأمريكية ساكنًا لإنهاء الحرب الأهلية المشتعلة، كما أنها وقفت لتشاهد الرئيس السوري بشار الأسد وهو يقوم بانتهاك قرار الحظر الدولي على استخدام الأسلحة الكيميائية، دون اتخاذ أي إجراء.
فضلًا على دعم الولايات المتحدة لإيران بالدرجة التي مهّدت لها الطريق كي تصبح "دولة نووية"، دون أن يُبدي البيت الأبيض أي انزعاج من فكرة أن إيران والمملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج سيتفاخرون خلال السبعة سنوات القادمة بقدرتهم على تعزيز برامجهم النووية "المدنية" الخاصة بهم.
أما فيما يتعلّق بالأزمة الأوكرانية، اكتفى "أوباما" بإدانة العدوان الروسي في شبه جزيرة القرم وفرض بعض العقوبات على الساسة ورجال الأعمال الروس بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، متجاهلًا دور الولايات المتحدة في التحريض على انفصال كوسوفو عن صربيا.
واعتبرت الصحيفة أن موقف "أوباما" في أوكرانيا يمكن أن يكشف العلاقات السرية الدائرة في المجتمع الدولي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، بما في ذلك إرسال الولايات المتحدة مفاعلات نووية روسية وصواريخ متطورة إلى إيران وغيرها من الدول المارقة.
وعلى ذات المِنوال، تضاءل نفوذ الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية؛ لافتقار أوباما للشجاعة الكافية لمواجهة الزعماء المناهضين لأمريكا - علنًا - في فنزويلا والدول المجاورة، والتي تفضّل اللجوء إلى الصين وروسيا للحصول على قروض واستثمارات.
وفي الوقت نفسه، برّرت الصحيفة هشاشة وفوضوية سياسة "أوباما" الخارجية؛ قائلة إنه تولى الرئاسة الأمريكية في وقت حرِج وقت أن كانت البلاد تعاني كارثة مالية؛ جراء الحروب الطائشة في أفغانستان والعراق.
ومع ذلك، يجب إلقاء اللوم على "أوباما" وتحميله مسئولية اتباع سياسة خارجية غامضة يقودها اعتناقه فكرة "غاندي"، القاضية بأن الخطاب الحق يمكن أن يحل النزاعات الشائكة.
وختامًا، اعتبرت "أحرونوت" أن أوباما (رجل مناسب في المكان الخطأ)، قائلة: إن الكاريزما التي يتمتع بها تجعله أقرب إلى أن يكون زعيمًا لكنيسة أو وكيلًا لمنظمات حقوق الإنسان، لا لأن يكون رئيسًا للولايات المتحدة بسبب هشاشة سياساته التي تسببت في نشر الفوضى بالساحة الدولية وإضعاف العالم الغربي.