عرض / سامية عياد
نفخر بأنه أحد آباء كنيستنا العريقة
وصفت جنازته بأنها جنازة القرن
بعد مرور سنتين من رحيله عن عالمنا ، البابا شنودة الثالث ليس بحاجة الى الحديث عنه ، وما يزال حبه يملأ القلوب بل ويزداد فيها ، وما تزال ابتساماته وعباراته ماثلة أمامنا ، وما يزال صوته العذب يداعب وجداننا ، هذا الأب الذى نفخر بأنه أحد آباء كنيستنا العريقة والخالدة ، عن البابا شنودة الثالث يحدثنا نيافة الأنبا مكاريوس.
ولد نظير جيد روفائيل (البابا شنودة ) بقرية سلام منفلوط محافظة اسيوط سنة 1923م من أبويين تقيين ، أكمل حياته فى القاهرة ، أظهر نبوغا فى دراسته فى كلية الآداب، والكلية الإكليريكية ، فاختير فى التدريس فيها ، تتلمذ على يد الأرشيدياكون حبيب جرجس ، وامتاز بقدرة على التعبير سواء بالحديث أو الكتابة ، ظهرت ميوله الأدبية والوطنية مبكرا ، حيث بدأ فى كتابة الشعر والمقالات ، وازداد شعوره الوطنى بالتحاقه كضابط فى الجيش المصرى.
ترهب بدير السريان باسم الراهب أنطونيوس السريانى فى 1954 ، عشق حياة الوحدة فعاش فى مغارة لعدة سنوات ، فى عام 1962م تمت رسامته أسقفا للتعليم فاهتم بالوعظ والكلية الإكليريكية ، تم تجليسه على الكرسى البابوى فى 14 نوفمبر1971 ، وكان أول من أقام فى الكاتدرائية الجديدة بدير الأنبا رويس بالعباسية ، فى فترة حبريته ازداد عدد الإيبارشيات من 22 الى 50 إيبارشية ، وفى الخارج من 3 الى 28 ، كما ازداد عدد الكنائس خارج مصر الى 550 كنيسة فى 60 دولة ، ايضا ارتفع عدد الأديرة من 14 الى 35 ديرا داخل وخارج مصر ، كما أنشأ ديرين للرهبات ليصبح عددها فى أيامه سبعة أديرة.
رأس مجلس كنائس الشرق الأوسط لعدة دورات ، ومجلس الكنائس العالمى ، صدر عنه حوالى مئة كتاب كما نوقشت أربعة رسائل دكتوراة وماجستير حول حياته وانجازاته، ونال الكثير من الألقاب مثل معلم الأجيال وذهبى الفم وبابا العرب وغيرها، حصل قداسته على أكثر من سبعة عشر من الوشاحات والأوسمة والدكتوراة الفخرية من جامعات مصر والعالم ، أصدر بعض اللوائح الكنيسية مثل لائحة المجمع المقدس ولائحة معهد الدراسات ، كما اسس اسقفية الشباب واسقفية لشئون افريقيا ، فى ايامه تم عمل الميرون المقدس ست مرات ، كما احضرت الكنيسة بعض رفات البابا أثناسيوس الرسولى.
وضعه الرئيس السادات سنة 1981م رهن الإقامة الجبرية بوادى النطرون وظل بها حتى 1985م ، فى السنوات الثلاثة الأخيرة من حياته عانى كثيرا من المرض وأظهر من ضبط النفس فيها ما أظهره طوال حياته ، تنيح عن عمر يناهز 89 سنة بعد أن قضى على الكرسى البابوى أكثر من 41 سنة ، وصفت جنازته بأنها جنازة القرن واعلنت الحكومة الحداد ثلاثة ايام ، بطائرة عسكرية نقل جثمانه الى مثواه الأخير ، حيث دفن بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون حسب وصيته.
والحديث لا ينتهى عن البابا شنودة الثالث ، انتظرونا الحلقة القادمة وماذا لو لم يصل البابا شنودة بطريركا؟ ...