الأقباط متحدون - وجدى الحكيم أيام زمان
أخر تحديث ٠٤:١٦ | الاثنين ٢٤ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣١٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وجدى الحكيم أيام زمان

المؤرخ الكبير «وجدى الحكيم»
المؤرخ الكبير «وجدى الحكيم»

فاطمة ناعوت
هاتفنى المؤرخ الكبير «وجدى الحكيم» ليخبرنى بأن المثقفة الجميلة «درية شرف الدين»، وزيرة الإعلام، سألته تقديم برنامج جديد للتليفزيون المصرى عنوانه: «أيام زمان»، يحكى كواليسَ الزمن الجميل، وغيرَ الُمعلَن من أنباء عمالقة الفن والأدب والإعلام. ثم سألنى رأيى لأنه متردد! فهتفتُ عبر الهاتف: «وهل تمتلكُ رفاهية الرفض؟! بل هو تكليفٌ منّا جميعًا، نحن الشغوفين بهذا العصر التنويرى، لتحكى لنا، أنتَ الحكّاء الأعظم، كيف صنع أولئك الأماجدُ مجدَنا، علّنا نتعلمُ؛ فنستعيده».

تقول فيرجينيا وولف فى مذكراتها: «ما لم يُدوَّن، لم يحدث». فالأحداثُ التى لا يكتبها التاريخُ، سوف يطويها النسيانُ مع تعاقب السنوات. لهذا نحتاج فى عصور الانحطاط، كعصرنا، إلى العودة إلى دفاتر أسلافنا لكى نتعلّم منهم كيف نعلو.

سيحكى لنا الحكيم كيف كتب «أحمد رامى»، أغنية: «رقّ الحبيب» فوق كوبرى أبوالعلا، حينما فاجأته كوكب الشرق باتصال هاتفى: «عاوزة أشوفك يا رامى». فنزل من فوره للقائها، وخفقاتُ قلبه تتسارع، حتى كاد يتوقف، فضربه سهمُ الشعر قائلا: «ولمّا قرب ميعاد حبيبى، ورحت أقابله». سنعرف كيف كانت تتم زياراته لموسيقارنا العظيم محمد عبدالوهاب: يُفتح له باب المنزل، فيسارع عبدالوهاب بغلق باب مكتبه على نفسه، ولا يسمح للحكيم بالدخول، إلا بعد اجتياز «الاختبار». وما الاختبار؟ أن ينطق كلمة: «ممنون»، دون اختلاط الميم بالنون، وعدم ظهور «الباء». فإن خرجت: «ببنون»، فذاك دليلٌ على إصابة ناطقها بالزكام، وعليه مغادرة المنزل، لأن الأستاذ (الموسوس) لا يصافح المزكومين مخافة العدوى. سنعرف كيف طارد أم كلثوم ١٨ سنة ليفوز منها بلقاء إذاعى! لأنها كانت تقول: «لا أواجه الميكروفون إلا للغناء. أما الكلام فشأنكم، أنتم معشر الإعلاميين».

هذا العظيم، وجدى الحكيم، قرّر أن يكون كريمًا معنا، ويُطلعنا، عبر برنامجه الجديد، على تسجيلات مصورة وصوتية من كنزه الشخصى، لأنه يدرك أنه كنزُ مصرَ والمصريين، من حقنا أن نتشاركه.

أما الخبر السار الآخر، الذى أبهجنى به فى تلك المهاتفة، فهو موافقته على كتابة عمود «مجرد ذكريات» بجريدة «اليوم السابع» بطلب الإعلامى «خالد صلاح».

أشكرُ الإعلامية الجميلة، د. درية، لأنها تقاتل بكل قواها لكى تُعيد للتليفزيون المصرى مجدَه القديم. «ماسبيرو، الهرم العائد» كما أسميتُه فى مقالى بـ«المصرى اليوم» بتاريخ ٢١ أكتوبر ٢٠١٣. هو الصرح الهائل الذى تعلّمنا منه صغارًا كلَّ صنوف المعارف من علوم وفنون وآداب وتراث ولغة. أنتظرُ اليوم الذى أراه فيه كما كان حتى ثمانينيات القرن الماضى. شكرًا لرموزنا الرفيعة، وننتظرك بشغف يا حكيم الفن وذاكرة الأجيال، أيها الشاهد على الزمن الجميل.
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع