الأقباط متحدون - كابتن .. انتا أرثوذكسي يا كابتن ؟
أخر تحديث ٢٣:٠٤ | الاثنين ٢٤ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣١٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كابتن .. انتا أرثوذكسي يا كابتن ؟

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

الكاتب : مايكل ماهر عزيز

" أعرف من أين سقطت وتب ؟ " .
 هكذا أرسل لي صديقي المتدين رسالته التحذيرية تلك ، عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك ) بسبب ما أكتبه من نقد لبعض تصرفات رجال الدين الذين دائما يُقحمون أنفسهم بالامور السياسية ، يري صديقي المتدين فى انتقادي الموجه لــ (بعض) أولئك الاباء ، بمثابة إعلان حرب علي كنيسة الرب ، وهجوم صريح علي إيماننا الارثوذكسي  ، حقيقتا أصبحت مثل تلك الاتهامات لا تؤثر فيي ، لكن ما يستوقفني ويجعلني أتساءل بتعجب : هل انتقاد بعض تصرفات رجال الدين يعتبر هجوم علي الكنيسة كمؤسسة روحية ؟
 
توجد أجابات لحل هذا السؤال لكن الاجابة الأعمق ستكون بكل صراحة ، وبدون تجميل هو أن الخطاب الديني المعادى للطوائف الذي يتم توجييه للاقباط من قبٌل رجالات دينهم المسيحي بمختلف طوائفه ، جعل من الاقباط شعب يؤمن دائماً بنظرية المؤامرة ، فإن المؤمن البسيط يري في أي شخص متعارض مع توجهات قادة كنيسته : يراه شخصاً عدوا وكارها للايمان .. ليس الارثوذكس وحدهم ما يعانون من تلك الآفة ، بل دخل معهم على نفس السياق أخواتنا البروتستانت .
 
هنا نجد أنفسنا واقفين أمام فريقين ، كل فريق له أنصاره ومريديه - داخــل هذان الفريقان - توجد " مجموعتان " مستقلتان ومتحررتان بشكل يسمح لهما التواصل مع الفريق الاخر دون أي حساسية أو نزعة طائفية ، " هدف تلك " المجموعتان " بالاساس هو محاولة إحداث تغيير حقيقي ، وعمل إصلاح تنظيمي داخل فريقهما الذي ينتمون إليه  " - هنا تكمن المعضلة - يعتقد أبناء الفريق الذي تطالب مجموعته بالاصلاح ، أن هؤلاء الاصلاحيين لا ينتمون إلى كنيستهم الام ، فيبدأون يشككون في ولاءهم بالكنيسة ، فبالنسبة لإولئك المؤمنين هؤلاء المُصلحون عبارة عن مجموعة من الخارجين عن الايمان القوٌيم ، فتبدأ الاتهامات تنهال على أي شخص يطالب بإصلاح وتغيير داخل منظومته الكنسية التى يتبعها .
 
الشئ المؤسف ، أنك دائما ما تتعرض لهجوم من أولئك المؤمنين المحافظين عندما تطرح وجهة نظرك حيال ما يحدث من أحداث داخل كنيستك ، فعندما تطرح وجهة نظرك خلال مشاركتك بوست أو تعليق تكتبه بمواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ، تويتر ) ، تجد هؤلاء المحافظين يدينون ما تكتبه لانك أصبحت بنظرهم خارجاً عن الاعراف والتقاليد المتبعة ، وسوف تهاجم بدون أدني شك ، هنا ستأتي اليك أسئلة حاسمة من أحدهم : هل انتا ارثوذكسي ؟ وطالما حضرتك ارثوذكسي ! بتهاجم كنيستك ليه ؟؟ هل تروج لفكرا معين ؟؟   والعكس الصحيح يحدث بالنسبة للطوائف الاخري ، ستجد نفسك بالنهاية أنه يمارس عليك إرهــاب فكري من قبل أولئك المتشددين  ، وستري أنه يحتدم عليك أن تكتب ما يرضي ويعجب هؤلاء المتشددين ، ولكن لو أطلقت لنفسك العنان لكتابة ما في وجدانك فأعلم بدون أدني شك أنك سوف تفتح علي نفسك أبواب جهنم .
 
عزيزي .. عزيزتي ، الارثوذكسية الحقه ليست في تبجيل رجال الدين وتقديسهم ، والبروتستانتيه الحقه ليست في التطاول على ايمان الارثوذكس كما يفعل بعض المتطرفين الانجيليين ، من حقك أن تذهب إلى الكنيسة التي يرتاح لها قلبك ووجدانك ، ولكن ليس من حقك أن تتطاول وتزدري عقائد الكنائس المختلفة معك بالايمان ، ومن حقنا أيضا كأشخاص مستقلين أن ننادي بالاصلاح  والتغيير داخل كنيستنا القبطية ، فنحن نفعل ذلك لاننا نحب كنيستنا ونغار عليها لان "غيرة بيتك أكلتني" (مز 69: 9) ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter