الأقباط متحدون - شجاعة الإخوان
أخر تحديث ١٣:١٥ | الاثنين ٢٤ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣١٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شجاعة الإخوان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
أرجوك عزيزي القارئ أن تتأمل معي كيف يدير الإخوان معاركهم على الأرض؟ تجد المغمورين يواجهون رجال الشرطة والقانون، والمشهورون والرؤوس الكبيرة إما أُلقي القبض عليها بعد مطاردات وفترات هروب طويلة أو نجحوا في الهروب فعلاً لخارج البلاد وعملوا من أنفسهم مناضلين وثوريين وأخذوا يسبوا البلاد محتمين بأموال وقاعدة أمريكية بالخليج تسمى قطر، وأولائك الذين فلحوا في الهروب تراهم يتبادلون الأدوار فإما يظهر البعض منهم  على شاشة الجزيرة والآخر يظهر من خلف الكيبورد ثم يعودون فيتبادلون الأدوار لكن المهم كلاهما تحت حماية أمريكا.

وحتى أولائك الذين ليسوا بقطر القاعدة الأمريكية الأكبر يختفون ولا يعلم أحد أين هم؟ وتجدهم يقولون ما لا يُقال بشجاعة متناهية يسبون ويشتمون ويتهمون بالخيانة، ويُشيرون كلام كثير واتهامات أكثر، ويشعلون الفضاء الافتراضي الإنترنت بكلامهم واتهاماتهم وتلميحاتهم وأحلامهم وأوهامهم ومبادراتهم، وكله يصب في أنه من الضروري عودة مرسي.

الإخوان لم يعودوا كاذبين فقط وإنما هم أيضاً شجعان يقفون أمام المحكمة يرفعون شعار رابعة بعد أن كانوا لا يستطيعوا أن ينزلوا الانتخابات إلا بعد موافقة جهاز أمن الدولة، الإخوان رغم ما تراه فيهم من هروب وجبن بادي مظهرياً إلا أن هذا كله ما كانوا يقدروا على فعله أيام مبارك، هل كنت ترى مظاهرات إخوانية إبان حكم مبارك؟ هل كنت تراهم في الجامعة يخربون

أن يخرجون للشارع ليشعلوا النار بسيارات الشرطة. نعم كل اعتمادهم على أولائك الأنفار الذين لا ثقل لهم بداخل الجماعة، وهذه هي الكارثة، أن حربك ليس إلا مع عصا ممسوكة بأيدي قلة هاربة لا تقدر إلا على الكلام، لا تستطيع أن تطولهم لمحاسبتهم ومحاكمتهم ورغم هذا إلا أنني مصر على أنهم أصبحوا أشجع من ذي قبل ولذا علينا أن نسأل لماذا ومن أين لهم بهذه الشجاعة!؟

إن استطعنا الإجابة على هذين السؤالين نستطيع الوصول للب القضية، ونعرف بالتالي كيف ننهي على تلك الأفعال التي تؤذينا؟ تلك الأفعال التخريبية والتدميرية التي لا تؤذينا في ظاهرها التدميري فقط وإنما أيضاً في إظهار صورة سيئة عن الحكم والنظام والأوضاع الأمنية بالبلد، كما أنها تستهلك مجهود الأمن في أمور كان من الأفضل أن تكون مركزة في أمور أخرى.

اقطعوا رأس الحية يا سادة ولا تحاربوا أذنابها فقط، فلا الأذناب تؤذي قدر سم الرأس، ولا حربك معها سيقضي عليها إذ سرعان ما سينبت لها أذناب أخرى، وهكذا جففوا منابع التمويل المستتر، وليس تجميد أموالهم الداخلية، اقطعوا عنهم المدد ليصبحوا بلا ظهير، ابرموا صفقة ولو كان بها حد أدنى من الدناءة، نعم الدناءة المقبولة، صفقة مع أمريكا تجعل أمريكا ترفع يدها عن دعم الإخوان، واقضوا على حماس وقووا علاقاتكم بروسيا لتكونوا قادرين على قطع رأس الحية وكسر سمها.

المختصر المفيد ليست الشجاعة فى أن تقول كل ما تعتقد، ولكن الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter