الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ -
١٨:
٠٨ م +02:00 EET
بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
ولد "وليم سليمان قلادة " فى(24 مارس 1924) ، فى محافظة كفر الشيخ،بشمال مصر، لأسرة قبطية ميسورة الحال ،كان والده من أبناً لثورة (1919م) ـ الثورة الشعبية الشاملة،التى ضمت شتى طوائف الشعب المصرىـ وتلقى تعليمه ما قبل المرحلة الجامعية بذات المدينة، وإلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرج فى عام 1944م ،وواصل دراساته العليا فى القانون المدنى العام،فسجل أطروحته بعنوان" التعبير عن الإرادة فى القانون المدنى المصرى فى إطار مقارن"،وحصل على درجة الدكتوراه فى عام 1954م،وكان ضمن مجلس "السنهوري باشا"الذى سعى لأصدار دستور 1954م.
وبدأ حياته العملية فى خدمة وطنه الغالى مصرمن خلال عمله في إدارة الشئون القانونية بوزارة الحربية المصرية عقب تخرجه، وترقى في السلم الإداري بالوزارة حتى أصبح رئيسا لقسم التشريع بإدارتها القانونية بمجلس الدولة،وبعدها فتولى العديد من المناصب القضائية والمهام التنفيذية،حتى وصل إلى مستشارًا مرموقًا بمحكمة القضاء الإداري، ثم مستشارا بالمحكمة الإدارية العليا فى مجلس الدولة وظل بها حتى بلوغه سن التقاعد فى عام 1981م،واستمر كوكيل للمجلس حتى عام 1984م.
وأسندت إليه العديد من المهام الوطنية التى كان منها، مشاركته عام 1979م في اللجنة المصرية السودانية، التي تشكلت لإعداد شروط العقد الخاص بقناة جونجلي التي كان من المزمع إنشاؤها في مدينة الخرطوم لإفادة البلدين من حصة مهدرة من مياه النيل، وأيضًا عمل مستشارا للهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف الصحي خلال(1973-1984م) كما كان العضو القانوني الممثل لمجلس الدولة في لجان البت في المناقصات العالمية والمحلية، التي تمت بالتعاون مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي للإسكان والتعمير، كما شارك خلال الفترة من(1991-1994م) في إعداد مشروع القانون الذي تقدمت به وزارة الأشغال، والموارد المائية المصرية بشأن اتحادات مستخدمي مياه الري.
وقدم محبته لوطنه فى العمل السياسي، عبر مدخل الوحدة الوطنية التي كرس لها صفحات عديدة من عمره،وترك"وليم سليمان قلادة " العديد من المؤلفات والدراسات والمقالات فى مجال المواطنة وتقبل الآخر نـذكر منها على سبيل المثال الحوار بين الأديان 1967م، مدرسة حب الوطن، و"المسيحية والإسلام على أرض مصر" عام 1986م،"مبدأ المواطنة" الذي صدر عام 1999م،"الشعب الواحد والوطن الواحد" 1989م،وقبل أن يرحل عن عالمنا الفاتى وضع مخطوطاً لكتابه "المواطنة المصرية".
ولا أحد ينكر دوره فى خدمة الكنيسة القبطية،حيث تولى رئيسا لتحرير "مجلة مدارس الأحد"(1954-1959م)، التي أنشــــأها أحد أبرز رواد الإصلاح والتطوير في الكنيسة المصرية "حبيب جرجس" في الثلث الأول من القرن العشرين، وكانت تلك المجلة لسان حال حركة مدارس الأحد التي ينظر إليها المسيحيون باعتبارها حاملة لــــواء الإصلاح الكنسي خلال منتصف القرن العشرين،وترك لنا العديد من المؤلفات الكنسية التى تعد الآن أحد أهم مصادر التاريخ القبطى نـذكر منها ،"الكنيسة المصرية تواجه الاستعمار والصهيونية" عام 1968م، و"الدسقولية" (تعاليم الرسل) عام 1979م، و"المسيح في بيته" عام 1982م، و"رسالة إكليمندس الروماني إلى الكورنثيين" عام 199م.
ولم يختلف أحد من الكتاب و المؤرخون على مواقف "وليم سليمان قلادة" ووجه نظره من حيث دور الكنيسة القبطية المصرية، حيث تزعم الاتجاه التوفيقي الذي يرى أن للكنيسة دور دينيا فى تربية النشأ القبطى دينياً وأخلاقياً،ودور وطنيناً فى الدفاع عن قضايا الوطن ضد إى معتدى.
ورحل عن عالمنا الفانى بعد حياه حافله من العمل الوطنى فى 10 سبتمبر 1999م،عن عمر يناهز (75 عاماً)،نيح الله نفسه بين احضان القديسين.