الأقباط متحدون - سموم برهامى
أخر تحديث ١٨:٠١ | الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣١٣٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سموم برهامى

برهامى
برهامى

هل أصبح ياسر برهامى رمز المرحلة؟ لا يمر أسبوع الآن دون أن يخرج علينا ليبث سمومه فيما يخص الأقباط.. والسؤال ليس لماذا يفعل هذا لأن إجابة هذا التساؤل معروفة ومفهومة، أما ما هو ليس مفهوما ولا معروفا فهو لماذا يستضيفه الإعلام ليمنحه هذه المساحة التى باتت شبه دائمة للهجوم على الأقباط؟

هل ندفع الآن ثمن تحالفات ٣ يوليو؟ وهل يستفيد السلفيون الآن من هذا التخالف بأن يتصدروا المشهد بدلا من الإخوان تمهيدا للانتخابات البرلمانية القادمة؟ لم يدفع السلفيون ثمنا فى هذا التحالف بل استفادوا منه على طول الخط دون أن يكونوا حتى مددا عدديا له، فلا هم شاركوا فى مظاهرات ٣٠ يونيو ولا هم شاركوا فى الاستفتاء، لم ينلهم سوى غضب الإخوان وكانوا مستعدين لدفعه كثمن فى سبيل أن يحلوا محلهم.. أما الآن فقد باتوا يحصدون ثمن ما لم يدفعوا فى سبيله شيئا. كل ذلك مفهوم بل متوقع ودورهم فى كتابة الدستور كان مفهوما أيضا ومتوقعا، نحن ندفع ثمن ضرورة تواجدهم فى التخالف حتى لا يبتز هذا التحالف بمعاداته لكل ما هو إسلامى.. مفهوم أن يحصدوا الثمن لكن ما هو غير مفهوم لماذا يجب على الأقباط أن يدفعوا الثمن بالهجوم عليهم ووصفهم بالكفار؟ ما هو غير مفهوم حقا: كيف يتسنى لأحد أن يجاهر علانية هكذا لفئة من المواطنين دون أن يحاسب على جريمة التحريض والحض على الكراهية؟ ما فائدة الدستور إذن وأين هى المساواة إذا كان من حق أحدهم أن يخرج ليهاجم الآخرين ويتهمهم بالكفر دون أن يدفع ثمن فعلته هذه.

أما لماذا بات ياسر برهامى ضيفا دائما على العديد من البرامج والقنوات، ولماذا باتت الفقرة المفضلة له هى هجومه على الأقباط؟ فالرد على هذا التساؤل مفهوم، فالإعلام بات يستبدل رموز السلفيين برموز الإخوان وبالذات ياسر برهامى الذى يمنح الإعلام فقرة ساخنة مثيرة للجدل، وهل هناك أكثر جدلا من الهجوم على الأقباط ونعتهم بالكفار؟ إذا ما كان الإعلام يسعى إلى السخونة والإثارة فمن المؤكد أننا نحن من سيدفع ثمن هذه السخونة والإثارة بما يتم نشره من سموم ومن الاستعداء على الأقباط وتصويرهم بأنهم كفار.. هل ياسر برهامى والسلفيون رموز هذه الحقبة؟ وهل تقديمهم فى البرامج يعنى أن هذا هو الإسلام الصحيح أم أننا مازلنا ندفع ثمن تحالف يونيو، بل إن ما يتم التخطيط له الآن أن يتصدر السلفيون الصورة سواء كان ذلك نتيجة لاتفاقات أو كان نتيجة لغباء إعلامى يسعى للسخونة والإثارة حتى لو كان الثمن يدفعه أبناء الوطن من الأقباط، وإلا فما الذى يتصوره أى إعلامى يستضيف ياسر برهامى ليقول إن الأقباط كفار، ما الذى يتصوره هذا الإعلامى من نتيجة لدى قطاعات كبيرة من هذا المجتمع تربت على الكراهية؟ هل يتصور أنها سترفض مثل هذا الخطاب التحريضى أم أنه سيترسخ أكثر لديها؟ وهل المطلوب منا أن نصدق أن تحويل ياسر برهامى- وخطابه المناوئ للأقباط- إلى فقرة مكررة محفوظة هو محض صدفة، أو مجرد غباء إعلامى كما حدث فى بداية الثورة؟ هناك درس واحد مستفاد مما حدث منذ الثورة وهو أنه لا شىء يجرى بالصدفة.

المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع