لدينا غيرة على كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون

عرض / سامية عياد

كلمات عذبة رقيقة عن المتنيح البابا شنودة الثالث يحويها غلاف الكرازة فى عددها 11و12 من السنة الثانية والأربعون تقول الكلمات : رحل البابا شنودة وكأنه لم يرحل توارى بالجسد ولكنه ملء الأسماع والأنظار والأفكار ، ترك كما" هائلا" من المواقف والتفاعلات والقرارات والتراث الأدبى القبطى . هنيئا له بالراحة بعد التعب ، والنصرة بعد الجهاد ، والفرح بعد المعاناة والأتعاب والأعراق الجزيلة , وهو وإن مات يتكلم بعد وليفرح ويسر بخلفته قداسة البابا تواضروس الثانى الذى يكمل المسيرة بكثير من الجهد والسهر والاستنارة والعمل الدؤوب.

من أخبار الكنيسة فى هذا العدد من الكرازة ، قرار بابوى القمص رويس مرقس المتحدث الوحيد عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى الإسكندرية ، قام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزاراء بزيارة قداسة البابا تواضروس الثانى وبرفقته عدد من رجال الدولة ، قدم سيادته التعازى فى شهداء الكنيسة بلبيا ، ايضا اقام المركز الثقافى القبطى بالقاهرة احتفالية بمناسبة العيد الثانى لانتقال مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وتوزيع هدايا باسمه.

وفى افتتاحية مجلة الكرازة يستكمل قداسة البابا تواضروس الثانى حديثه عن عمل الميرون المقدس ، حيث فى العدد الماضى من المجلة قدم عرضا مختصرا ، تقوم فكرة عمل الميرون على استخلاص الزيوت العطرية الموجودة فى 27 مادة نباتية صلبة بعمليات كيمائية من طحن ونقع وتسخين وتبريد وتصفية التقل ، ثم غسل التفل بزيت الزيتون، وهذه العمليات تسمى طبخ الميرون وهى تسمية شعبية تماما ، فالميرون يساوى عطور تضاف لزيت الزيتون وتقدس بالصلوات والقراءات ، وأساليب الاستخلاص تتطور بتطور العلم، وليس فى مسيحيتنا ما يمنع من استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور فى تسيير أمور كنيستنا ، دون المساس بعقائدنا وليس من الحكمة مثلا استخدام الهاون فى الطحن ونحن نملك الخلاط الكهربائى القوى ، فهذا بالتأكيد عبث وإضاعة للوقت الذى هو أثمن عطية ، والأسلوب الجديد يتيح لنا استخدام الزيوت العطرية والمستخلصة بكفاءة تامة وبنقاوة كاملة .

ينوه قداسة البابا تواضروس قائلا : نحن لدينا غيرة كبيرة على كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التى يطلقونها على أنفسهم والتى توحى للعامة أنهم فقط الذين يعرفون ، وأدعوهم الى الافصاح عن أسمائهم بدلا من النشر على النت والتستر وراء عبارات تهدم أكثر مما تبنى ، وسوف نتمم عمل الميرون والذى يتقدس بالقراءات الكتابية فى خطوات الإعداد الأولى ثم بقداس التقديس ثم قداس إضافة الخميرة المقدسة صباح يوم اثنين القيامة (شم النسيم) ، ثم يحضر الميرون قداسات الخماسين المقدسة، ليبدأ بعدها توزيعه على الإيبارشيات والكنائس .