ماجد الراهب
بعد إعلان أحد النوادى عن ترشيح فيفى عبده أم مثالية ، فجأة وكأن الحرب اشتعلت فى الفيس بوك سخرية وتريقة وتجريح وإستدعاء كل ما هو مشين فى تاريخ حياتها وكم اكره هذا التصرف فكتبت هذا التعليق على صفحتى على الفيس ( الأم المثالية فيفى عبده أحترمك .... إلى كل من تسابق وشهر بالفنانة فيفى عبده لأنها اختيرت أم مثالية فى احد النوادى ولم يراعى مشاعر إنسانة مثل إى إنسانة حتى ولو راقصة ، فيفى عبده لم تتنصل من كونها راقصة لذا احترمها ، فيفى عبده لم يتبرأ منها أبنائها لذا احترمها ، فيفى عبده لم تبع نفسها مثل كثيرين يحتلون مكانة كبيرة الأن فى كل الإعلام والميديا لذا احترمها .
فيفى عبده كم امتعت كثيرين بفنها وتسابق على دعوتها الوف لترقص فى افراحهم والتصوير معها والإفتخار بكونها احيت أفراحهم ، فيفى عبده كم امتعت الكثيرين بتمثيلها بعد إعتزالها الرقص وأشاد بها النقاد والجمهور ، بعض من الرحمة يا سادة )
ووصل عدد من علق حوالى 155 شخصا طبعا بين معارض ومؤيد ووصلت أن أحد الأصدقاء قال لى ( تقبل أن تكون فيفى عبده امك ) وطبعا من المعارضين خدام فى الكنائس ورواد فى العمل العام ومثقفين وأساتذة فى كل التخصصات .
ووصل عدد من عمل like 85 صديق ومن عمل share 12 صديق .
هذا ما دفعنى أن أكتب هذه المقالة وكتبت ذلك فكان من التعليقات الأتى ( فيفى عبدة وتعامللت المسيح مع الخطاة ,,,, بنعمل زى السلفيييييييييييييين بالظبط ... بندخل الدين فى كل حاجة )
وطبعا لأننا شعب متدين بطبعه ( هكذا يقولون ) لم أشير من قريب أو بعيد فى الفيس عن أى شىء دينى لكن هنا لى مساحة من الحرية أن اكتب ما أريد بعيدا عن الفيس وأتمنى مما كتبت لهم هذه المقالة أن يقرأوها .
" وأما نحن فلنا فكر المسيح " كو 1 ( 2 : 16 ) .
لو نظرنا إلى فكر السيد المسيح فى التعامل مع البشرية نجد رقى شديد وحرص على مشاعر من يتعامل معهم حتى الخطاة ولم يعمد أبدا إلى التشهير بهم أو السخرية منهم بل على العكس كان ودودا مثل الجراح الماهر يستأصل الجزء الفاسد بدون ألم ودعونا نتتبع فكره فى بعض المواقف .
المرأة الزانية التى أمسكت فى ذات الفعل
" 1 اما يسوع فمضى الى جبل الزيتون 2 ثم حضر ايضا الى الهيكل في الصبح وجاء اليه جميع الشعب فجلس يعلّمهم . 3 وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا. ولما اقاموها في الوسط 4 قالوا له يا معلّم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. 5 وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم. فماذا تقول انت . 6 قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. واما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض . 7 ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر. 8 ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض . 9 واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكّتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الآخرين . وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط . 10 فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المرأة قال لها يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك . أما دانك احد . 11 فقالت لا احد يا سيد . فقال لها يسوع ولا انا ادينك . اذهبي ولا تخطئي ايضا . 12 ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم . من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة . 13 فقال له الفريسيون انت تشهد لنفسك شهادتك ليست حقا. 14 اجاب يسوع وقال لهم وان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق لاني اعلم من اين أتيت والى اين اذهب . واما انتم فلا تعلمون من اين آتي ولا الى اين اذهب. 15 انتم حسب الجسد تدينون . اما أنا فلست ادين احدا . " ( يو 8 : 1 – 15 )
المرأة الخاطئة
" 36 وسأله واحد من الفريسيين ان يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ. 37 واذا امرأة في المدينة كانت خاطئة اذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب 38 ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر راسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. 39 فلما رأى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي.انها خاطئة. 40 فاجاب يسوع وقال له يا سمعان عندي شيء اقوله لك . فقال قل يا معلّم . 41 كان لمداين مديونان . على الواحد خمس مئة دينار وعلى الآخر خمسون . 42 واذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعا. فقل . ايهما يكون اكثر حبا له . 43 فاجاب سمعان وقال اظن الذي سامحه بالاكثر. فقال له بالصواب حكمت. 44 ثم التفت الى المرأة وقال لسمعان أتنظر هذه المرأة . اني دخلت بيتك وماء لاجل رجلي لم تعط . واما هي فقد غسلت رجليّ بالدموع ومسحتهما بشعر راسها. 45 قبلة لم تقبّلني . واما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجليّ . 46 بزيت لم تدهن راسي . واما هي فقد دهنت بالطيب رجليّ . 47 من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا والذي يغفر له قليل يحب قليلا. 48 ثم قال لها مغفورة لك خطاياك . 49 فابتدأ المتكئون معه يقولون في انفسهم من هذا الذي يغفر خطايا ايضا. 50 فقال للمرأة ايمانك قد خلّصك . اذهبي بسلام ” ( لوقا 7: 36-50 )
المرأة السامرية
" 5 فاتى الى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه.6 وكانت هناك بئر يعقوب. فاذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر وكان نحو الساعة السادسة.7 فجاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع: «اعطيني لاشرب» - 8 لان تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينة ليبتاعوا طعاما.9 فقالت له المراة السامرية: «كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية؟» لان اليهود لا يعاملون السامريين.10 اجاب يسوع: «لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا».11 قالت له المراة: «يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة. فمن اين لك الماء الحي؟ 12 العلك اعظم من ابينا يعقوب الذي اعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه؟» 13 اجاب يسوع: «كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا.14 ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية».15 قالت له المراة: «يا سيد اعطني هذا الماء لكي لا اعطش ولا اتي الى هنا لاستقي».16 قال لها يسوع: «اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى ههنا» 17 اجابت المراة: «ليس لي زوج». قال لها يسوع: «حسنا قلت ليس لي زوج 18 لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الان ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق».19 قالت له المراة: «يا سيد ارى انك نبي! 20 اباؤنا سجدوا في هذا الجبل وانتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه».21 قال لها يسوع: «يا امراة صدقيني انه تاتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في اورشليم تسجدون للاب.22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون اما نحن فنسجد لما نعلم - لان الخلاص هو من اليهود.23 ولكن تاتي ساعة وهي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له.24 الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا».25 قالت له المراة: «انا اعلم ان مسيا الذي يقال له المسيح ياتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء».26 قال لها يسوع: «انا الذي اكلمك هو». 27 وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة. ولكن لم يقل احد: ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها. 28 فتركت المراة جرتها ومضت الى المدينة وقالت للناس: 29 «هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت. العل هذا هو المسيح؟». ( يو 4 : 5 – 28 )
مثل الفريسى والعشار
" 9 وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل. 10 انسانان صعدا الى الهيكل ليصلّيا واحد فريسي والآخر عشار. 11 اما الفريسي فوقف يصلّي في نفسه هكذا.اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. 12 اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل ما اقتنيه. 13 واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء.بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ. 14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك.لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع " ( يو18 : 9 – 14 )
أعتقد هذه النصوص لا تحتاج إلى شرح .
من خلال عرض هذه النماذج التى تعامل معها السيد المسيح أتمنى أن نعيد تصحيح مفاهيم تعاملتنا مع بعض
مفهوم قبول الآخر .
مفهوم التأنى فى الحكم .
مفهوم كيف أختلف وكيف أبدى رأيى وكيف لا أجنح للتعصب لفكرى .
مفهوم كيف أحتوى المختلف معى واحترمه مهما كان وضعه الأجتماعى أو المادى أو حتى الأخلاقى .
والغريب أننا نضع معايير لتعاملتنا وكأننا نمتلك كل الفهم وكل الصلاحية وكل الإدراك لإصدار أحكام على الغير ، نحن نعيش فى تابوهات محكمة ونتخيل أننا منزهون عن الخطأ ، وأننا فقط من يمتلك الضمير .
نحكم على الشىء من عنوانه دون الخوض فى صلب الموضوع ، أحكامنا معلبة لا تقبل النقض .
نحن نعيش فى أزدواجية عجيبة ، نحب الرقص ونكره الراقصة ، نحب المال ونلعن الأغنياء ، نحب السلطة ونهتف ضد سلطة الدولة ، نحب خشبة المسرح ونذدرى معتاليها ، نحب النقد ولا نحتمله .
واخيرا التدين ليس صفة أو صنعة بل هو سلوك وحياة معاشة ، هو إدراك لمعنى السمو الإنسانى عندما نعرف الله
سيدى المسيح كم أنت رائع فى تعاملاتك وأتمنى أن نتلمس خطاك .
فيفى عبده تبا لك أظهرت حقيقة ما بداخلنا .