الجمعة ٢١ مارس ٢٠١٤ -
٣٩:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
للحياة طعم ومذاق خاص ، وقيمة عظيمة لمن يعرف معنى الحياة . هذه الأيام يعيش الأنسان في عصر أطواره غريبة ومبادئه شاذة ، وكل شيء فيه مقلوب رأسا على عقب .
ما توصل إليه الأنسان من انجازات صناعية وعلمية ، حولته من إنسان خصه الله بأهم صفة وهي صفة الأهتمام والمسؤولية ، الى إنسان غير مبال ولا يحب تحمل المسؤولية ، إنسان أناني يفكر في نفسه ومن بعده الطوفان .
قد يقول قائل ان الأنسان هكذا منذ الخليقة . وردي على ذلك أنه بالفعل الأنسان هكذا منذ الخليقة . لكن ليس هذا الأنسان مثل ذلك الأنسان . فأنسان الأمس القيم الأخلاقية عنده أساس ومحور حياته . فإن شذ البعض عن ذلك المحور أصبح محتقرا منبوذا من المجتمع والناس .
كان الرجل له صفة واحدة وهي صفة الرجولة والنخوة والخشونة والصلابة . وكانت المرأة لها صفة الأنوثة والأخلاص والتفاني من أجل زوجها وأولادها وبيتها ، وكانت ناعمة .
أما رجل اليوم فقد تحول إلى " مخنث " لا تعرف ان كان رجلا أم حرمة . ضاعت شهامته وأصبح لا يهتم إلا بنفسه ، ولم يعد خشنا صلبا . بل تحول الى نعومة وخلاعة فاقت نعومة المرأة . بل أخذ يتزين كالمرأة وينافسها العهر وبيع الهوى . وازدادت خشونة المرأة وأصبحت ترتدي زي الرجال وتهوى من تهوى من بنات جنسها لتفرض عليهن خشونتها وتظهر لهن أنهن قادرات على الأستغناء عن الرجل تماما ، حتى في الأنجاب ، تستطيع احداهن أن تشتري الأخصاب وتزرعه في جسدها فتنجب إبنا أو بنتا يسمى بأسم حبيبتها ولا يعرف من هو والده ، لأن الوالد مجهول لا يعرفه الطبيب ولا المعمل الكيميائي الذي باع الأخصاب ، ولا صاحب الأخصاب نفسه . مما لاشك فيه أن المولود سيصبح تماما مثل والديه لا هو بذكر ولا بأنثى . ولا أشك في القريب سيستطيع الرجل المخنث أن يزرع في أحشائه بويضة مخصبة ويحمل ويلد بعملية قيصرية ولدا أو بنتا ويسمى باسم المخنث الآخر رفيقه .
يعيبون على الحضارة التي ترفض الطهارة . ويشجعون العاهرة لتزداد عهرا . وهذه هي أخلاقنا الحميدة الجديدة . يلقون باللوم على الرجل لأنه تنازل كثيرا عن حقوقه للمرأة . يلومون المرأة التي أصبحت نهمة تطالب بحريات لا معنى لها ولا تخدمها ولا تخدم المجتمع .
سئم الرجل الحياة ولم يعد يهتم بها . أخذ يتنازل لمجرد محاولة العيش في سلام وأمان مع شريكة حياته . وجدها تعمل مثله ، فلا حاجة لها له .
وجدها تصاحب من تشاء رجلا كان أو امرأة ، ولا يستطيع أن يعترض أو يتدخل في شؤونها وحياتها .
البيت يشاركها في تنظيفه واعداده . وفي كثير من الأحياء يقع العبء الأكبر عليه " عن نفسي لا مانع في ذلك طالما كلاهما يعمل " . الأولاد منذ نعومة أظفارهم وهم أطفال صغار يذهبون الى مركز رعاية الأطفال ودور الحضانة لأنشغال الوالدين في أعمالهما ولا وقت عندهما لما يسمى بالأولاد فلذات الأكباد .
يكبر الأولاد ولا رباط يربطهم بأسره ولا يعرفون معنى كلمة بابا أو ماما أو أخي أو أختي . ولا عجب ما نرى هذه الأيام من حقد وكره بين الأشقاء والشقيقات وبين الأبناء ووالديهم . يتنكر الولد لوالده اذا كانت مصلحته الشخصية مع أمه . وكذلك الفتاة . والقصص والحكايات تملأ الدنيا عربيا وغربيا ولا إستثناء ولا حياء .
فقدت الحياة قيمتها وطعمها . فقد ضاعت المرأة بكامل حريتها مع امرأة أخرى . ووجد الرجل نفسه ضائعا مع رجل مثله ضائع . ولم يعد للأبوة أو الأمومة مكان . ولا معنى للأخوة بين البشر .
هذه ليست صورة سوداء مؤلمة . انما هي حقيقة مرّة نقرأ عن تفاصيلها كل يوم . ونشاهد مآسيها على شاشات التلفزيون أيضا كل يوم . ونلمسها في حياة إنسان هذا التطور السريع الذي قضى على المعنى الحقيقي لقيمة الحياة وطعمها .