الأقباط متحدون | قيمة الحياة وطعمها
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:١٥ | الجمعة ٢١ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣١٣٥ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

قيمة الحياة وطعمها

الجمعة ٢١ مارس ٢٠١٤ - ٣٩: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
للحياة طعم ومذاق خاص ، وقيمة عظيمة لمن يعرف معنى الحياة . هذه الأيام يعيش الأنسان في عصر أطواره غريبة ومبادئه شاذة ، وكل شيء فيه مقلوب رأسا على عقب .
 
ما توصل إليه الأنسان من انجازات صناعية وعلمية ، حولته من إنسان خصه الله بأهم صفة وهي صفة الأهتمام والمسؤولية ، الى إنسان غير مبال ولا يحب تحمل المسؤولية ، إنسان أناني يفكر في نفسه ومن بعده الطوفان .
 
قد يقول قائل ان الأنسان هكذا منذ الخليقة . وردي على ذلك أنه بالفعل الأنسان هكذا منذ الخليقة . لكن ليس هذا الأنسان مثل ذلك الأنسان . فأنسان الأمس القيم الأخلاقية عنده أساس ومحور حياته . فإن شذ البعض عن ذلك المحور أصبح محتقرا منبوذا من المجتمع والناس .
كان الرجل له صفة واحدة وهي صفة الرجولة والنخوة والخشونة والصلابة . وكانت المرأة لها صفة الأنوثة والأخلاص والتفاني من أجل زوجها وأولادها وبيتها ، وكانت ناعمة .
 
أما رجل اليوم فقد تحول إلى " مخنث " لا تعرف ان كان رجلا أم حرمة . ضاعت شهامته وأصبح لا يهتم إلا بنفسه ، ولم يعد خشنا صلبا . بل تحول الى نعومة وخلاعة فاقت نعومة المرأة . بل أخذ يتزين كالمرأة وينافسها العهر وبيع الهوى . وازدادت خشونة المرأة  وأصبحت ترتدي زي الرجال وتهوى من تهوى من بنات جنسها لتفرض عليهن خشونتها وتظهر لهن أنهن قادرات على الأستغناء عن الرجل تماما ، حتى في الأنجاب ، تستطيع احداهن أن تشتري الأخصاب وتزرعه في جسدها فتنجب إبنا أو بنتا يسمى بأسم حبيبتها ولا يعرف من هو والده ، لأن الوالد مجهول لا يعرفه الطبيب ولا المعمل الكيميائي الذي باع الأخصاب ، ولا صاحب الأخصاب نفسه . مما لاشك فيه أن المولود سيصبح تماما مثل والديه لا هو بذكر ولا بأنثى . ولا أشك في القريب سيستطيع الرجل المخنث أن يزرع في أحشائه بويضة مخصبة ويحمل ويلد بعملية قيصرية ولدا أو بنتا ويسمى باسم المخنث الآخر رفيقه .
يعيبون على الحضارة التي ترفض الطهارة . ويشجعون العاهرة لتزداد عهرا . وهذه هي أخلاقنا الحميدة الجديدة . يلقون باللوم على الرجل لأنه تنازل كثيرا عن حقوقه للمرأة . يلومون المرأة التي أصبحت نهمة تطالب بحريات لا معنى لها ولا تخدمها ولا تخدم المجتمع .
 
سئم الرجل الحياة ولم يعد يهتم بها . أخذ يتنازل لمجرد محاولة العيش في سلام وأمان مع شريكة حياته . وجدها تعمل مثله ، فلا حاجة لها له . 
وجدها تصاحب من تشاء رجلا كان أو امرأة ، ولا يستطيع أن يعترض أو يتدخل في شؤونها وحياتها . 
 
البيت يشاركها في تنظيفه واعداده . وفي كثير من الأحياء يقع العبء الأكبر عليه " عن نفسي لا مانع في ذلك طالما كلاهما يعمل " . الأولاد منذ نعومة أظفارهم وهم أطفال صغار يذهبون الى مركز رعاية الأطفال ودور الحضانة لأنشغال الوالدين في أعمالهما ولا وقت عندهما لما يسمى بالأولاد فلذات الأكباد .
 
يكبر الأولاد ولا رباط يربطهم بأسره ولا يعرفون معنى كلمة بابا أو ماما أو أخي أو أختي . ولا عجب ما نرى هذه الأيام من حقد وكره بين الأشقاء والشقيقات وبين الأبناء ووالديهم . يتنكر الولد لوالده اذا كانت مصلحته الشخصية مع أمه . وكذلك الفتاة . والقصص والحكايات تملأ الدنيا عربيا وغربيا ولا إستثناء ولا حياء .
 
فقدت الحياة قيمتها وطعمها . فقد ضاعت المرأة بكامل حريتها مع امرأة أخرى . ووجد الرجل نفسه ضائعا مع رجل مثله ضائع . ولم يعد للأبوة أو الأمومة مكان . ولا معنى للأخوة بين البشر .
 
هذه ليست صورة سوداء مؤلمة . انما هي حقيقة مرّة نقرأ عن تفاصيلها كل يوم . ونشاهد مآسيها على شاشات التلفزيون أيضا كل يوم . ونلمسها في حياة إنسان هذا التطور السريع الذي قضى على المعنى  الحقيقي لقيمة  الحياة وطعمها .  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :