الأقباط متحدون - بين الإتصال و الإنفصال
أخر تحديث ٠٧:٥٠ | الجمعة ٢١ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣١٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بين الإتصال و الإنفصال

 بين الإتصال و الإنفصال
بين الإتصال و الإنفصال
بقلم :  ماجد سوس     
 ما أصعب الخيانة و ما أقساها فبعد ان تكسر القلب ، تمزق النفس جدا فتكون كالعلقم الذي يدخل جوف الإنسان و تمرره و عليه اما ان يتقيأها او يبتلعها فتتحول الحياة الى موت بطيء . والخيانة أنواع كثيرة و كلها تدور حول كسر العهد والغدر و خيانةالآمانة سواء الآمانة المادية او النفسية ، ما أصعبها بين الحبيبين او الصديقين أو بين الأقرباء .
 
 و أكثر ما يشق المجتمع و يمزقه هي الخيانة الزوجية  المنتشرة بين الناس على كافة درجاتهم و انتماءاتهم و مستواهم الإجتماعي او المادي في الآونة الأخيرة وما يترتب عليها من تفكك الأسرة و إنهيارها بل و خرابها. 
 
 و للطلاق أسباب عدة كنت قد اشرت الى بعضها  منذ عدة سنوات في مقالة بعنوان " الطلاق يمزق جسد المسيح" و كنت ادافع فيها عن كلمات السيد المسيح حول ما جمعه الله لا يفرقه الإنسان و تكلمنا عن اسباب الطلاق في المسيحية باستفاضة. 
 
   على ان التطور المذهل في مجال التكنولوجيا و لاسيما الخاصة بمجال الاتصال الاجتماعي و التواصل أدي الى المزيد من حالات الطلاق و الانفصال فوجدنا انفسنا أمام تزايد حالات الخيانة الزوجية بصورة ملحوظة و التي تبدأ من مرحلة التعارف على الآخرين الذين يتسللون الى الحياة ليفسدوها. فكم من علاقةٍ دُمرت و كم من أسرةٍ تحطّمت بسبب الخيانة الزوجية عبر شبكة الإنترنت عن طريق وقوع احد الأشخاص في حب شخص آخر او يجد احتياجه الجسدي هناك ، لقد إستشرى هذا الوباء اللعين ، حاصداً معه عشرات الآلاف من الضحايا ، ليصبح اليوم السبب الرئيسي للطلاق حول العالم. الأرقامٌ مرعبة و الحقائقٌ مذهلة تُظهر خطورة الإستخدام الخاطيء للانترنت و محاذير "إدمان" المتزوجين عليه فهناك من يعمل لصالح ابليس اللعين لتدمير الأسرة و تحطيم كيانها و تشريد أبناءها حتى يتحقق حلم أبليس بخسارة الإنسان لحياته الأبدية و تبوءه مكانا مرموقا في الجحيم. أقولها بكل أسى اننانقف امام ظاهرة مخيفة فيها يضع الإنسان حياته بين كفي ميزان بين أختي أذين ، الحياة و الموت فيختار الموت .
 
ففي دراسة نشرت حديثا في العديد من المواقع و المجلات قرأت ما أذهلني عن نسب الطلاق الناتجة عن العلاقة غير المنضبطة الناشئة عن برامج التواصل الإجتماعي :
    في مصر : تبين من خلال دراسةٍ صادرةٍ عن جهاز التعبئة و الإحصاء ، أن مصر قد شهدت اكثر من 75 ألف حالة طلاق في العام الماضي . أما في ما خصّ دوافع هذه الطلاقات ، فتبين أن حوالي 40 الف حالة منها قد حصلت بسبب هوس الزوج أو الزوجة بالأنترنت و التعرف على شخص آخر ينحرف معه فينشغل عن أسرته وإنغماسه في مواقع التواصل الإجتماعي أو مواقعٍ أخرى غير أخلاقية . واشارت الدراسة عينها الى ان معدلات الطلاق إرتفعت خلال ال50 عاماً الماضية بنسبة 40%، فاصبحت مصر تشهد حالياً حالة طلاق كل 6 دقائق .
 
    في الولايات المتحدة الأميركية : يزداد إهتمام علماء النفس الاميركيين بظاهرة الإدمان على الأنترنت ، وقدمت أبحاث عديدة في هذا المجال و الذي أُعتُبر مرضاً نفسياً جديداً من قبل الاطباء النفسيين . وقدبينت الإحصاءات و الدراسات البيانية عن وجود ملايين الاشخاص الذين يعانون من هذا الإدمان الى حدّ جعلهم يفقدون حياتهم الزوجية ، و وظائفهم و الكثيرون دمرت حياتهم بسبب الخيانة الزوجية من خلال التعارف على أشخاص آخرين . 
 
   في فرنسا : أظهر استفتاء فرنسي اجراه موقع (طلاق اون لاين ) وشارك فيه 5 آلاف مطلّق ومطلّقة أن شبكة "الفايسبوك" كانت وراء طلب طلاق ثلث عدد هؤلاء المطلقين بسبب علاقات خاطئة . 
في بريطانيا : كشفت دراسة بريطانية أجراها موقع إجتماعي يُعنى بشؤون الزواج و الطلاق في بريطانيا أن 33 % من دعاوى الطلاق التي تمّ رفعها في السنوات الثلاث الاخيرة كان من أهم مسببابها موقع "الفايسبوك" و السبب علاقات جسدية .
 
 في ايطاليا: أظهرت دراسة حول مستخدمي غرف المحادثة والدردشة عبر شبكة الأنترت في ايطاليا،ان ثلاثة ملايين أيطاليّ يستخدمون هذا النوع من المواقع لمدة ساعتين على الاقل في اليوم،وان 70% منهم هم من النساء .و اشارت الدراسة الى إرتفاعٍ في نسبة حالات الإنفصال و الطلاق في المجتمع الإيطالي بسبب "الخيانة الزوجية " عبر الشبكة العنكبوتية. 
في المملكة العربية السعودية : قامت الاميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود ،وهي الوكيلة المساعدة للشؤون التعليمية بوكالة كليات البنات، ببحثٍ علميٍّ حول "التأثير السلبي للأنترنت على مشاكل النزاع الأسري الذي يؤدي الى الطلاق". وتبين من خلال هذا البحث ان معدّلات الطلاق في المملكة قد زادت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في العاصمة الرياض. وان حوالي 24% من حالات الطلاق كانت بسبب استعمال احد الشريكين للأنترنت "بالشكل السيء" من خلال الدخول الى مواقع الدردشة و التعارف . وتعلّق الباحثة بانه في حال "أدمن" أحد الزوجين على ارتياد هذا النوع من المواقع، فهو سوف يقلل من فرص التفاعل والنمو الإجتماعي و الإنفعالي والصحي بين الزوجين ،الامر الذي يتسبب بنزاعٍ أسريٍّ ،يؤدي في غالب الأحيان الى الطلاق. 
 
في إيران : أعلنت شرطة الأنترنت في أيران ان موقع التواصل الإجتماعي "الفيسبوك" يُعتبر المسبب الرئيسي لثلث حالات الطلاق في الجمهورية الأيرانية . و من الجدير بالذكر ان هنالك أكثر من 17 مليون مستخدم للفيسبوك في ايران ، ذلك على الرغم من صدور قرارٍ رسميٍّ من قبل السلطات الايرانية بحجبه وحجب خمسة ملايين موقع آخر، لاعتبارها جميعها غير اخلاقية. 
 
في الأردن : أظهرت الدراسات الرسمية الأخيرة في المملكة زيادةً ملحوظةً في نسب الطلاق التي بلغت نسبتها حوالي 25% في المجتمع الاردني واعتبرت هذه الدراسات ان انتشار وسائل التعارف و الإتصال الالكتروني أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في حدوث هذه الظاهرة. 
 
في الكويت: اعتبرت المراجع العدلية والقضائية في الكويت أن الأنترنت هو احد أبرز اسباب الطلاق، وهو يشكّل سبباً أساسياً لإنخفاض التفاعل الأسري،و العلاقات الإجتماعية . فاصبح الكويتيين بشكلٍ عام منطويين على ذواتهم . و قد اثبتت الإحصاءات في هذا المجال أن 63% من مستخدمي الانترنت في الكويت يعزلون أنفسهم في غرفهم لساعاتٍ يومياً في حين ان 8% منهم يستخدمون الانترنت في المقاهي المخصصة لذلك.
 
      أخيرا يا أحبائي ، علينا ان نستيقظ لأن ابليس خصمنا كأسد يجول يبحث عن فريسة يلتهمها ليلقي بها في جهنم حيث النار الأبدية و علينا ان نعظ انفسنا و نفيق من غفلتنا و لنحول هذا التقدم المذهل في مجال تكنولوجيا الإتصال الى مجال لبناء النفس لا لهدمها ، لمجد الرب لا لخيانته ، لتقوية اواصر الأسرة لا لتفكيكها ، افعل و افرح جداً حين اجد زوجان يحترمان بعضهما و يعلنون محبتهما امام الجميع حتى على شبكات التواصل الإجتماعي فيكونان مثالا للزيجة الناجحة التي تفرح قلب الله. علينا ان نساعد أنفسنا و الآخرين ليتمجد اسم الله عن طريق محبتنا ليسوع و اتباع تعاليمه التي أنارت لنا الحياة و علينا ان ننتهز هذه الفرصة الثمينة لنركز على الكرازة وليروا الناس أعمالنا فيمجدوا الله في أعمالهم بإيمان ما الاقدس و لنعلم انه هناك أشخاص دجالون يوقعون الكثيرون في الخطية و يتنقلون من شخص لآخر لإسقاط اكبر عدد من الناس في شباك الخطية. عزيزي القاريء للحديث بقية ان عشنا و احيانا الرب و ليكن هدفنا مع شبكات التواصل الإجتماعي هو الإتصال لا الإنفصال.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع