الأقباط متحدون - فى ذ كرى عودة طابا 19 مارس 1989م
أخر تحديث ٠١:٢٤ | الاربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣١٣٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فى ذ كرى عودة طابا 19 مارس 1989م

د.ماجد عزت إسرائيل

يونان لبيب رزق (1933-2008م) من فرسان عودة طابا لمصر!
 
ولد يونان  لبيب رزق فى 27 أكتوبر 1933م، بمدينة زفتى التابعة لمحافظة الغربية بدلتا مصر،لأســـرة قبطــية متوسطة الحال،وتلقى تعليمــه حتى المرحلة الثانوية بـذات المدنية،حتى إلتحق بكلية الآداب قسم التاريخ،بجامعة عين شمس فى منتــصف القـــرن العشرين،  وتخـرج فى عام 1955م، وواصل دراساتــه العـــليا في هـــذا المجال بنفس الجامعة حتى حصل على ماجستير التاريخ الحديث في عام 1963 م، بينما حصل على شهـادة الدكتوراه في التاريخ الحديث من نفس الجامعة عام 1967م.

بدأ يونان لبيب رزق حياته العملية فى عان 1969م كمدرس للتاريخ الحديث بكلية الآداب جــامعة عين شمس،وواصل درســاته وأبحـــاثه التاريخــية حتى رقــى فى عـام 1979م ،إلى درجة أستاذ مساعد ثم أستاذاً ورئيس قسم التاريخ بـذات الكلية،وظل يعمل بها حتى خروجه على المعاش في عام 1994م،وبعـــيدا عن المناصب الجامعية شغـــل منصب مدير مركز تاريخ الأهــرام، عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة‏،عضو المجالس القومية المتخصصة، عضو المجلس الأعلي للصحافة،عضو بمجلس الشوري، عضو اتحاد المؤرخين العرب.

 و كان اختـياره للتدريس فى كلية البنـات بجامعة عين شمس فرصة أتاحت له أن يشكل مدرسة تاريخيــة شكـــلها وفـق رؤيتــــه، فـــركز على محـورين أساسيـــين، فيها المؤسسات كالأحـزاب والـوزارات والجمـعيات وغيرهـا، والشخـصيات العامــة، مـــثل محمد باشا محمود وبطرس باشا غــالى، ومصطفى باشا النحـــاس، ثم ذهـــب لاستكمال تاريخ مصر من خـلال رسائل الماجستير والدكتوراه، وهى بالمئات أشرف عليهـا،وهـذه المدرسة، كانت مكمـله لزملائه فى الجـــامعات الآخرى، نـذكر هــتنا على سبيل المثال مدرسة الراحـل الدكتور "رءوف عبــاس حامـــد " (1939-2008م)  بجـامعة القــاهرة ،ومدرسة الـدكتور "عاصم الـدسوقى"بجامعة حلـوان"ـ أطـال الله عمره عـدة ــ وكلاهما أهـتم بالتاريخ الاقتصادى والاجتماعى لمصر،فـإذا وضعت هذه الرسائل للثلاثة مدارس، جنبًا إلى جنب وجـدتها فى نهـاية الأمر موسوعة تاريخية لمصر الحديثة و المعاصرة.

 على أية حـال، أشاع "يونان لبيب" المعرفة التاريخية بين أوساط الشعب المصري؛ فبسط اليهـــم التاريخ المصري وقــدمه سهلا مفـــهوما من خلال كتاباته فى الــعديد من الجرائد والمجالات خصوصا في الأهـــرام والمصور وغيرهــما من الصحف الاخرى، فضلا عن حضوره الدائم بفكره وثقافته ورؤيته الدقيقة الثاقبة،أستطاع الدكتور يونان أن يمزج بين الصحافة والتاريخ من خلال مقالاتة الاسبوعية منذ عام 1995م في جريـــدة الأهــرام" ديــوان الحياة المعـــاصرة "، والتي عمـل من خـــلالها علي التــوثيق لبعض مجريات وقائع التاريخ المصري الحديث منذ بدايات القرن المنصرم.

 وقـدم للمكتبة المصرية والعربية والعالمية العديد من المؤلفات التاريخية بلغت نحو 70 مؤلفاً،وهى تعد اليوم من أهــم مصادر تاريخ مصر الحديث والمعاصر،فنـذكر على سبيل المثال الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطانى ،وحرية الصحافة في مصر(1778-1924م)، الأحـــزاب المصرية قبل الثــــورة ، مصر والحرب العـــالمية الثانية، الوفد والكتاب الأسود، الأصول التاريخية ومســألة طابا (دراسة وثائقيـــة، طابا قضية العمر، قراءات تاريخية على هامش حـرب الخليج، مذكـــرات فخرى عبد النور، مذكرات عبد الرحمن فهمى، الأهرام ديوان الحــياة المعاصرة ،والغـــلاقات المــصرية المغربية، ومعظم أصدراته كانت صادرة عن مركز تاريخ الاهرام .

 كما دافــع" يونان رزق" عن حق مصر في طابا ــ كان ضمن فريق الدفاع والبحث فى قضية طابا ــ  فكان لكتابه "الأصول التاريخية ومسألـــة طابا" الذي قـــدمه في عام 1983، دور بارز في التحكيم بأحقية مصر بمنطقة طابا التي أثبت أنهــا أرض مصرية وليست إسرائيلية كما كانت تدعي إسرائيل، وذلك في التحكيم الدولي الذي جرت وقائعه في عام 1981م وشارك فيـــه،وحكمت المحكــمة لصالح مصر وعـــادت طابا لمصرنا الحبيبة، ورفع علم مصر عليـها فى عهد الرئيس السابــق"محمد حسنى مبارك" فى 19 مارس 1989م.

  ولنبوغه فى مجال الدراسات التاريخية، وموقفه فى قضية طابا، كرمته مصر فمنحته جائزة الـــدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقـافة عام 1995م، جائزة مبارك في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004 م.

  أما حياته العــائلية فكان متزوجاً ولديه بنتين متزوجين،وجد لأربعة أحفاد،ويعيش فى حى مدنية نصر فى شـرق القاهـــرة العاصمة لمصر،وبعد صراع طويـــل مع المرض، توفى فى 15 يناير 2008م ،ورحل عن عالمنا الفانى فى عن عمر يناهز 75 عاماً،نيـح الله نفسه فى فــردوس النعيـــم و بين أحـضان القـديسين ،حـــيث كان مثلا يحـــتذى به، ورمزاً من رمـوز مصر وعالمنا العربى الحبيب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter