الأقباط متحدون - الصوم بمعناه الروحي
أخر تحديث ١٩:٠١ | السبت ١٥ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣١٢٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الصوم بمعناه الروحي

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

عرض / سامية عياد

الصوم ليس هو جوعا للجسد بل هو غذاء للروح
أنا يا رب من أجلك آكل ومن أجلك أصوم، من أجلك آكل لكي آخذ قوة أستطيع بها أن أقف للصلاة، وأن أؤدي عملي بطريقة أمينة، وأن أعمل خيرا مع كل أحد، وأنا أصوم لكي تستطيع روحي أن تقترب إليك بدون عائق من الجسد.

هكذا يجب أن يقول الصائم لله ، كما يعلمنا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث في مقاله الصوم بمعناه الروحي.
يقول البابا أن الصوم هو فترة مقدسة ، يحتاج فيها الصائم إلى تدبير روحي من نوع خاص يتفق مع قدسيتها ، في حياة لها سموها ، ولا يجوز أن تمر كباقي الأيام ، إنها صفحة جديدة في علاقتنا مع الله ، الصوم هو فترة للتوبة الحقيقية والحرص على نقاوة القلب والله يريد القلب النقي أكثر مما يريد الجسد الجائع.
 والإنسان الذي يصوم فمه عن الطعام ولا يصوم قلبه عن الخطايا ولا لسانه عن الأباطيل ، فصوم هذا الإنسان باطلا ، الصوم أيضا يرتبط بالصلاة ، ليست الصلاة الشكلية وإنما الصلاة التي يرتفع فيها القلب إلى الله بكل حرارة وبكل عمق.

 كما ينبغي في صومك أن تهتم بفضيلة العطاء ، وما دام الإنسان يشعر في الصوم بالجوع فعليه أن يهتم بالجائعين ويطعمهم ، والصوم يرتبط باستمرار بفضيلة ضبط النفس وفيما يضبط الإنسان نفسه عن الطعام والشراب ، إنما يأخذ من ذلك تدريبا لضبط إرادته بحيث لا تنحرف ، بل يقدم الصائم إرادته إلى الله ويقول في نفسه "لا أريد إلا ما  يريده الله في حياتي" .

أن الصوم وصية من الله ، ولكنك في صومك لا تصوم لمجرد طاعة الوصية ، وإنما بالأكثر لأجل محبة هذه الوصية التي تعطيك فرصة لغذاء الروح وتقويتها ، والروح إذا تغذت تستطيع أن تحمل الجسد فلم يشعر بالجوع ، وغذاء الروح يكون من خلال الصلاة والتأمل وقراءة الكتاب المقدس والترانيم والتسبيح والقراءات الروحية ، وكن واثقا أن غذاء الروح سيعطى الجسد قوة يحتمل بها الصوم .

في الصوم لا تجعل مشغوليتك تطغى ، ولا يبقى في ذهنك موضع لله ، لذلك اجعل لمسئولياتك حدودا وأعط لربك مجالا تفكر فيه ، وكل فكر لا يرضى الله أبعده عنك، الصوم ليس هو فقط صوم الجسد، وإنما صوم اللسان وصوم الفكر وصوم النيات وصوم القلب عن كل شيء لا يرضى الله.
 فالصوم الحقيقي هو عمل روحي داخل القلب أولا في علاقة الإنسان بخالقه ، الروح تسمو فوق مستوى المادة والطعام ، فتقود الجسد معها في موكب نصرتها ، الصوم ليس جوعا للجسد بل هو غذاء للروح والصائم حينما يصلى لا يصلى فقط بجسد صائم ، إنما بنفس صائمة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter