الناشطان الإخوانيان يحرضان على استخدام العنف ضد الجيش
شهد موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، عودة كل من الناشطين الإخوانيين، عبد الرحمن عز، وأحمد المغير، واللذان اختفيا من على ساحة موقع التدوين القصير، منذ فض اعتصام رابعة العدوية، فى شهر سبتمبر الماضى، وسقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين.
عودة عز والمغير، المطلوبين على ذمة عدد من القضايا، منها المشاركة فى قتل المتظاهرين، والتحريض من على منصة رابعة العدوية، جاءت مختلفة هذه المرة، فبعد أن كانا يطالبان دوماً بتحرك المظاهرات بطريقة سلمية، فى وجه النظام الحالى، شهدت عودتهما، دعوة صريحة إلى استخدام العنف، فى المظاهرات، ضد قوات الأمن، والنظام الحاكم حالياً.
سلسلة من الهاشتاجات، التى دشنها كلا الناشطان، تعبر عن ريقة تغيير أفكارهما، ودعوتهما الصريحة، إلى استخدام العنف، كان أهمها هاشتاج عمل عنوان "تحولاتى الفكرية الأخيرة"، أكد خلالها عبدالرحمن عز، أن الإسلاميين جميعهم دون استثناء سيصلون حتمياً إلى قناعة أن صناديق الاقتراع ستؤدى بهم إلى صناديق الموت.
وكتب عز على صفحته، "كنت أؤمن أن صندوق الانتخابات والديمقراطية هى الحل حتى أدركت أنه لا حل إلا بصندوق الذخيرة احنا آسفين يا بن لادن".
وحاول عز التأكيد، على أن أى ثورة، ضد أى نظام حاكم، لا يجدر بها حتى تكون ثورة ناجحة، أن تكون ذات طبيعة سلمية، بل يلزم الثوار أن يستخدموا كل ما يمتلكون من القوة، كسبيل إلى النجاح، حيث عبر عن ذلك بقوله "دافعت عن سلمية الثورة كثيرا ولم أفوت موقعة ثورية واحدة، والآن أدركت كم كنت ساذجا" ما من ثورة إلا وحسمت بالقوة".
وصنف عز، الذى كان دائماً مثاراً للجدل، بعد شهرته الواسعة التى اكتسبها، إبان مشاركته فى ثورة 25 يناير، إلى ثلاث مراحل، بدأها قبيل الثورة بتأييد الدكتور محمد البرادعى، مروراً بتأييده، لما وصفه بشرعية الرئيس السابق محمد مرسى، انتهاءً باعتقاده أن الجهاد هو الحل لما آلت إليه الأوضاع فى مصر، على حد وصفه، قائلاً: "من أحد مؤيدى البرادعى 2009 مرورا بشرعية #مرسى 2012 وصولا إلى أن الجهاد هو الحل.. شكرا يا سيسى".
ولفت عز إلى أن طريقة تفكير أبناء تيار الإسلام السياسى، قد تبدلت، من قبل ما وصفه بالانقلاب العسكرى، إلى ما بعده، واصفاً هذا الأمر بأنه حالة وعى جديدة تتشكل لدى الإسلاميين، قائلاً: "إسلاميى ما قبل الانقلاب غير إسلاميى ما بعده، حالة جديدة تتشكل".
وشدد عز على أن التيار الإسلامى، بحاجة لإعادة هيكلة شاملة لكل المعتقدات الفكرية الخاصة بالحكم والسلطة، مضيفاً: "لن يكون للإخوان والمتحالفين معهم خاصة من الإسلاميين مستقبلا إذا اعترفوا بأخطائهم ويصححوا مسارهم الفكرى والحركى".
وأكد عز أن المقاومة بالقوة هى الحل، كنوع من التحول الفكرى، بعد أن كان يعتقد، أن السلمية، هى أفضل الطرق للمقاومة، معبراً عن ذلك بقوله، "صوت زخات الرصاص أقوى كثيرا من صوت الهتافات".
التحولات الفكرية لعبد الرحمن عز جعلته يؤكد، أن الديمقراطية كفر، وأن اللجوء إلى الصندوق خيانة، واصفاً التيار الليبرالى، بالأنذال، وأنهم مستعدون أن يتحالفوا مع الشيطان، كى يخسر الإسلاميون.
وتابع عز قائلاً: "لم أعد أؤمن بـ"شرعية" يضع قواعدها النظام العالمى الصليبى وإنما الشرعية للمنهج وقاعدته الوحيدة "لا إله إلا الله".
عبدالرحمن عز، الذى بدأ نشاطه السياسى، بفكر ليبرالى، كناشط فى حركة شباب 6 أبريل، وعضوا فى جبهة التغيير، التى ترأسها الدكتور محمد البرادعى، فى عام 2009، يبدو أن الفكر الجهادى قد استهواه، بعد تحولاته الفكرية، وهو ما دلل عليه بقوله، "ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن التيار الجهادى كان وما زال الأكثر وعيا ودراية بالواقع وسبل مواجهته وآليات التغيير".
أما ما كان من أمر، أحمد المغير، الناشط الإخوانى، والذى اشتهر بلقب، رجل خيرت الشاطر، فقد عبر عن تحولاته الفكرية، فى مجموعة من التغريدات، قال فيها، إن "منهج الإسلام فى التغيير ليس عنوانه الإصلاح اللى كان عنوان الإخوان المسالمين لأربعة عقود..العنوان الصحيح هو "المقاومة".
ووصف المغير الجيش المصرى، بأنه جيش صهيونى، ومرتد، قائلاً: "الجيش المصرى بضباطه وجنوده وقياداته مش بتاعنا زيه زى السيسى بالضبط، الجيش المصرى جيش صهيونى عميل مرتد نقاتله كالصهاينة تماما لا فرق بينهم".
المغير هاجم جماعة الإخوان المسلمين، ووصفها بأنها انحرفت عن منهج الإمام المؤسس حسن البنا، معبراً عن ذلك بقوله، "الإخوان انحرفوا عن منهج حسن البنا ونسوا الجهاد والإعداد وأصبح كلامهم هتافات فارغة ولا حل إلا بالجهاد".
واعتبر المغير، أن الدخول فى العملية السياسية والديمقراطية خطيئة وانحراف عقائدى كان لا بد أن تحدث فى نهايته مجزرة مروعة كى نستفيق، على حد وصفه.
وحاول المغير توصيف المجاهدين، بأنهم أصحاب فكر ووعى، قائلاً "المجاهدين مش شوية ناس جهلة متهورين ومتطرفين بيقتلوا الناس بدون تمييز وإنما مفكرين واعيين أهل علم وبأس وهما اللى صح".
وفى تهكم واضح وصريح، على الشعار الذى أطلقه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، فى خطبته الشهيرة، بميدان رابعة العدوية، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى، حين وجه حديثه للنظام، قائلاً، "سلميتنا أقوى من رصاصاتكم"، كتب المغير قائلاً، "رصاصنا بس اللى أقوى من الرصاص أما السلمية فهراء وضعف وقلة حيلة وقبول بالذل والظلم والهوان".
وتابع قائلاً "إحنا مكناش على طريق إسلام رسول الله وإنما إسلام مشوه شعاره التوافق والسلمية وهراء ما أنزل الله به من سلطان".
المغير أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين، كشف عن أزمة موجودة بالفعل بين القيادات والشباب بالجماعة، وهو ما دل عليه قوله "إخواننا الكبار لا فاهمين ولا عارفين ولا عندهم خطط ولا عاملين حسابهم وإنما شوية دراويش وأكبر عقبة فى طريق تحرر الأمة".
وعبر المغير عن حبه لتنظيمى القاعدة، وجماعة الإخوان المسلمين، قائلاً "منهج القاعدة فى التغيير بدمجه مع منهج الإخوان فى التربية هو الطريق الوحيد الصحيح".
تغريدات عز والمغير لاقت استهجان النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما دعى أحد النشطاء، أن يعبر عن حجم إرهاب جماعة الإخوان المسلمين، بقوله، عبدالرحمن عز والمغير نجحا بتويتة فى اللى فشلت فيه الداخلية وهى إثبات علاقة الإخوان بالجماعات الإرهابية فى سيناء".