الأقباط متحدون - فرعون اكبر حرامي
أخر تحديث ٠٠:٢٠ | الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣١٢٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فرعون اكبر حرامي

فرعون اكبر حرامي
فرعون اكبر حرامي
بقلم : ابراهيم صالح 
 "سارقُوها مصر الحافية على جس من الذهب" 
هل كان حاكم مصر الرجل الأول والأخير فيها المدعو باسمه ووصفه ونعته فرعون نزيها عفيفا شريفا طاهرا زاهدا.. .. الخ لا ينظر إلى رغيف الخبز الذي تحمله يد شعبه هذا الشعب الفقير المسكين المحتاج الذي يعانى دائما وأبدا وباستمرار بسبب وبدون أم ترى إن فرعون هذا الذي سوف نتحدث عن جنابه حديثا مستفيضا كان مصابا بداء السعار داء مد اليد والفم وحتى العضو الذكرى إلى حاجات وأغراض الآخرين من باب كلنا أخوة والذي في يد أخي كأنه في يدي ولا فرق بين حاكم ومحكوم  في دولة حرة ديمقراطية  ؟! 

لاشك أن الإجابة على ذلك التساؤل المطروح لهو أمر يستحق منا بذل عناء البحث ثم التحليل إذا فلنبحث ونحلل لا يوجد لدينا مانع وفى كل الأحوال فالأجر على الله لنقول إذا بعد إن نسمى ونصلى على محمد " ص" بان المؤرخين عادة ما يؤرخون إلى إن بداية تاريخ الفرعونية في مصر يبدأ من عهد الملك مينا بتوحيده للقطرين  القبلي والبحري كما سبق ودرسنا ذلك بتعمق في كتب التاريخ المدرسية القديمة أيام الصبا الأولى نعم حقا هذا فلقد قال لنا مدرسونا هذا الكلام الشيق بل وأكدوا لنا أيضا إن مينا هو موحد القطرين لا يوجد ادني شك في ذلك إذا وبخصوص ذلك التوحيد الميناوى غير المشكوك في أمره فانه قد أشار الدكتور احمد رشاد موسى في كتابه " دراسات في تاريخ مصر الاقتصادي " أن هذا العصر ويقصد عصر مينا شهد بداية ظهور التفاوت في الثروة والدخل وقد ظهر ذلك واضحا جليا في نوع المساكن ومحتوياتها وكذلك المقابر ومحتوياتها كما اتسع نطاق الملكية الفردية في العقار والمنقول كما أكد الكاتب إن التفاوت في الثروة كان بداية لانقسام طبقي في المجتمع وهذا طبيعي يا دكتور رشاد بعد إذن سيادتك لأنه في أي مجتمع ناشئ جديد " نيو" ما إن يظهر ويعبر مرحلة نشأته الأولى بنجاح بحيث يصبح قوى العود والساعد فانه بعد فترة وجيزة من بداية هذا الظهور وتلك النشأة ما يلبث إن يتحول إلى مجتمع طبقي هذا لان الحياة لا تقوم إلا على اختلاف وصراع بين إرادات شتى فعلى سبيل المثال " الإخوة " رغم كونهم من أب واحد وميراثهم الذي أخذوه عنه أيضا كان واحد إلا انه بعد فترة قصيرة نقول  عام أو اثنين سرعان ما تبدأ الفروق بينهم في الظهور فنجد إن هذا الأخ الأكبر قد ازداد ماله وكثر عياله بينما الأصغر منه بسرعة أضاع هذا المال وبدده فعاد من حيث بدأ أما عما وصل إليه الأخير على فرض أنهم ثلاثة فقد اقتنع بما رزقه الله من والده فقبع في بيته لا يخرج منه ولا يدخل فنجده وقد ادخر المال كله ولم يتجه لان يفعل به شيئا أكثر بان يستثمره أو ينميه لكن من يشعر هنا بالاختلاف ويلمسه بين الأبناء الوارثين من يستطيع إن يرى الفروق المالية التي حدثت بينهم لا شك أنهم هنا أبناءهم وزوجاتهم فهم وحدهم القادرون على استشعار الاختلاف ونحن نقول ذلك لنؤكد إن الاختلاف في المال والثروة قانون علوي تفرضه الطبيعة بقوتها التي لا دافع لها فقد قال الله عز وجل في محكم آياته: "وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ" ولكن الفاعل هنا في مسألة اختلاف الأرزاق هو الله لا نحن إراداتنا ليس لها وجود في الفعل لكن في موضوعنا هذا فإننا قد لاحظنا اختلافا في الأمر لأنه مع بداية ظهور مصر الفرعونية كانت لفرعون وجهة نظر أخرى في مسألة تقسيم المال والرقعة الزراعية المصرية وقد يكون هذا الذي فعله فرعون حتى لا نظلمه ونتجنى عليه اتقاءا لشر النفوس فيكون مبرره من إعادة تقسيم الأموال والأرزاق بينه وبين العباد منطقيا كيلا ينحرف الشعب ويعربد  في الشوارع والطرقات أي حتى يحميهم من شر نفوسهم وما اجهل وأحمق هذه النفس كما نعلم إذا فلا عجب أن نراه وقد اتجه إلى تأسيس نظام اقتصادي جديد مختلف عن اى اقتصاد عالمي أخر وصفه الدكتور رشاد موسى بنظام "الاحتكار الاقتصادي"

أو "رأسمالية الملك" فكانت شخصية الدولة فيه مشكلة على هذا الأساس الملك هو الذي يوزع الثروات ويوجهها من منطلق انه يجمعها ويباركها بيديه الشريفتين فان أراد أعطى هذا ومنع هذا وضرب هذا هو فيما يفعله تماما كالأب الذي يعطى احد عياله ويغدق الخير علي شخصه ويمنعه عن الابن الآخر لأنه ليس بولده أو ليس ببار به إلا إن السيد فرعون هنا في مسألة التوزيع نراه وقد شارك معه الكهنة أو رجال الدين " الأسطوات الكبار" لماذا؟ سؤال نبيه منك عزيزي أجاوبك فورا عليه عليه فأقول لك انه قد فعل ذلك حتى يضمن إن تكون سرقاته شرعية نعم مصبوغة بالصبغة الدينية المقدسة وان في ذلك لذكاء كبير من فرعون هذا لان الكهنة رجال دين ورجل الدين كما نعلم كلامه كله مصدقا عليه من الشعب أليسوا هم من قالوا لهذا الشعب أن فرعون يحكم باسم الله " في جيبه منه تفويض رسمي عام شامل " أليسوا هم من ربطوا فرعون بالسماء إذا فلابد من طاعة الجميع العمياء له إذا فلا عجب أن نجد الفرعون الإله الحاكم يأخذ من مال هذا ليعطى هذا أو ذاك بل حتى لو لم يعط ذاك وأعطى بدلا منه نفسه فلا ريب في ان كل يفعله صحيح فيه المصلحة والخير للجميع ويؤكد صدق كلامي هذا انا روبنز في كتابه " روح مصر القديمة " فقد قال الرجل :

" قامت الحضارة المصرية القديمة بالكامل على الدين " اى إن مصدر كل شيء في مصرنا القديمة كان الدين أو بالمختصر المفيد " الكهنة " واستنادا إلى مافعله الكهنة لجلالته فقد منحهم فرعون اموالًا كثيرة بل وأغدق عليهم العطايا والمنح الفرعونية ولكن مع الزمن مع مرور السنين ودورانها توحش سلوك الكهنة المالي صاروا ذئابا لا تشبع وبعد إن كانت الأراضي الزراعية التي هي للإله وكانوا هم فقط مجرد مشرفين عليها فقد تحولت الملكية من الإله إليهم بل والأكثر من ذلك أيضا ازدادت سيطرتهم السياسية على البلاد فاحكموا قبضتهم عليها وذلك عندما وصلوا إلى منصب الوزير وتوارثوه رغم انه كان حكرا على أمراء البيت المالك في بداية الأمر و من كل ما سبق بيانه وتبيانه نستطيع إن نقول بأمانة إن فرعون قد لعبها صح نعم قد أجاد اللعب مع الشعب والكهنة وحتى الرب فهو من اجل إن يأخذ أموال الشعب ويضمها إلى حساباته المصرفية التي لا يعلم كم عدد ملياراتها إلا الله وقف خطيبا في الشعب مرددا عليهم قولته المشهورة بأنه يحكم بأمر الإله واستنادا إلى تلك الاسطوانة المشروخة التي غناها فرعون ووزعها على الجميع اخذ المال والأرض والخيرات كلها إلى قصره وقسمها بينه وبين الإله حيث ابقي لنفسه النصف ومنح النصف الآخر من الثروة للإله وعين الكهنة مشرفين عليها لكنهم سلبوها من الإله فيما بعد ولم يستطع فرعون السارق إن يقول للكهنة السارقين إن هذا عيب لا يصح منكم هذا يا رجال الدين فتمادوا في الأمر لما ازداد نفوذهم فاستولوا على الوزارة وتوارثها أولادهم بل والأكثر من ذلك كله أنهم قد استولوا على الحكم نعم تمادوا في الأمر وجدوا انه لا مانع إن يصبحوا حكامًا باسم الإله أيضا لا باس " أشمعنا فرعون يعنى " حيث فعلها الكاهن حريحور وأسس الأسرة الحادية والعشرين أو أسرة الكهنة فأصبحوا فراعنة وكأنهم أرادوا إن يقولوا لأنفسهم وللجميع نحن أولى من فرعون بالحكم  السنا كهنة ولدينا اتصال مباشر مع الإله لا يوجد بيننا وبينه وسيط ولى هنا تساؤل أود أن اطرحه  لكم أيها السادة العظام أين كان الشعب من كل هذا الذي حدث وصار ؟  لماذا لم نسمع له وجهة نظره في الأمر ؟

لماذا لم نشاهد صورته إلى جوار صورة الملك والكهنة ؟ وذلك حتى تكون الصورة التاريخية الملتقطة صحيحة مكتملة لا شك إن هناك سرًا وراء عدم السماع أو المشاهدة اغلب الظن انه لم يشأ إن يتدخل بين الكبار  من باب الأدب والذوق وعلى ما يبدو كذلك انه لم يحاول إن يستفسر عما يحدث من حوله وكأن ما حدث لا يعنيه ولا يخصه في شيء حيث اكتفى فور علمه بالواقعة واقعة سرقة الملك والكهنة إلى قبلة أوزوريس الإله فعبده واخلص في عبوديته ويبدو إن تلك كانت هي حيلة المصريين منذ القدم الهروب من الواقع الأليم إلى الغيبيات المريحة للنفس نعم كان هذا هو رد فعلهم البحث عن اله جديد عن ملحمة أسطورية ومأساة يعيشون فيها واله من وحى ذلك يعبدونه ويتوجهون إليه بقلوبهم فثمة علاقة طردية إذا ما بين ازدياد الظلم وبين الدين أو التدين فمتى بلغ الظلم مبلغه تضاعف الإيمان والتسبيح وهذا عين ما فعله المصريون حقا إلا أنهم والحق أقوله لكم ثاروا نعم ثاروا وان كانت تلك الثورة التي قاموا بها جاءت متأخرة إلا أنهم على اى حال ثاروا وان كانت ثورتهم كما قلت متأخرة جدا وفى ذلك يذكر رشاد موسى إن الظلم عندما وصل مداه قامت ثورة فكانت على نحو ما أشار إليه الرأي الراجح للمؤرخين أنها كانت في أواخر أيام الأسرة السادسة في عهد آخر ملوكها وهو " بيبى الثاني " ولتنظر معي ولتمعن النظر فيما سأقوله لك يا عزيزي هنا بخصوص ثورة المصريين الأولى ضد الظلم انظر وتأمل كلامي جيدا حتى تشعر بالمأساة الحقيقية أنهم فقط أحسوا بضرورة الانتفاضة والثورة عندما تأكدوا إن الإله لم يفعل لهم شيئا طيلة عقود كثيرة  وأكررها عقود كثيرة هنالك قرروا أن يثوروا إن يقولوا لا للظلم لا للسرقة لا لفرعون الحرامى ولكن متى حدث ذلك ؟ بعد إن استبدت بهم وسرقتهم خمس اسر متتالية تعاقبت الحكم عليهم في هذا التوقيت المتأخر وفى جنح الظلام التاريخي عقدوا العزم و توكلوا على الله وثاروا يا الهي انه لأمر غريب ومستنكر هذا من المصريين إنهم لم يثوروا في عهد السارق في حقبته وأقول في الوقت المناسب بل ثاروا ثورة متأخرة نعم ثورة فات أوان ثورتها ثورة كان لا بد لها

إن تقوم قبل ذلك بزمان إلا أنهم رغم حرقة دمى هذه على اى حال فعلوها عندما تأكدوا تمام التأكد إن الملك اخذ أموالهم هو والكهنة بحجة استثمارها للصالح العام باسم الإله فإذا بالإله بريء من هذا الاستثمار لم يحصل منه على شيء فعلوها عندما اكتشفت عقولهم إن هذا الكلام كلام " اونطة" ضحك به فرعون وكهنته على عقولهم لسنوات طوال هذا وقد قاموا بثورتهم المجيدة في عهد الأسرة السادسة في أواخر أيامها في عهد الملك بيبى ويبدو إن بيبى هذا كان بيبى بحق صغيرا ضعيفا لا حول له ولا قوة لم يستطع إن يروض شعبه جيدا كما فعل إسلافه وروضوهم لهذا نراهم خرجوا عليه وانقلبوا وعلى حد ما قاله الحكيم ايبوور إن الثورة كانت قاسية وقوية فقام الناس بنهب الأموال من القصور والقبور كما تحدث الكاهن نفرتى عن أحوال البلاد والعباد في تلك الفترة فقال : " لقد قلت مساحة الأرض الزراعية ولكن عدد ملاكها تضاعف ومن كان يملك الكثير أصبح لا يملك شيئا ما اقل كمية القمح سأريك البلاد وقد أصبحت شذار بذرا وصار من لا حول له صاحب سلطة ويملك السلاح سأريك البلاد وقد أصبح في القمة من كان في الدرك الأسفل وسيعيش الناس في القبور وسيتمكن الفقير من الأثرياء، والمتسولون هم الذين سيأكلون خبز القرابين بينما يبتهج الخدم بما حدث " انظروا إلى هذا المشهد إلى مشهد الثورة الفرعونية القديمة لقد أصبحت الأمور في البلاد عشوائية فوضوية دون نظام أو قانون فأصبح من كان يسكن القاع فوق ونزل إلى أسفل إلى الدرك من كان على القمة من احتلها دهورا وأزمنة وسكن الناس في المقابر ويبدو لي إن حب المصريين لسكن المقابر وولعهم بهذه السكنى وليد القدم فسكن المقابر فيه حماية للأرواح من الموت وفيه هروب من الواقع وابتعاد عنه وهذا ما نحبه ما نرغبه بشدة عدم الاصطدام بالواقع وآلامه حتى لا يصيبنا هما وحزن من وراء ذلك وحتى لا يتكشف لنا فرعون على حقيقته مجردا من الإلوهية ليصبح مجرد  لص حرامي كبير استطاع أن يخدعنا لقرون من الزمان ونحن منه في غفلة لم نستيقظ له لنحاسبه إلا بعد أن كان قد شحن كل المال والذهب والفضة إلى الخارج في تابوت فرعوني صحيح ما أذكاك يا فرعون واني لأقولها لك وأنت في دار الحق وأنا هنا في ارض الباطل ما أظلمك ما اقسي قلبك الحجر صحيح صدق من سماك فرعون!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع