الأقباط متحدون - نادية هارون.. جرح جديد لحزن قديم
أخر تحديث ١٣:٣٦ | الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣١٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نادية هارون.. جرح جديد لحزن قديم

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

بقلم : سليمان شفيق

منذ زمن طويل لم تطأ أقدام المصريين معبداً يهودياً، وبالأمس تجددت الأحزان فى عزاء الراحلة الكريمة نادية شحاتة هارون، ابنة المناضل المحامى اليهودى الديانة شحاتة هارون، عرفت الأستاذ شحاتة 1976 بعد تأسيس حزب التجمع وشغل عضوية اللجنة المركزية بالحزب، وأذكر أننى فوجئت بأنه أحد أشد المعارضين لزيارة السادات للقدس، وحينما سألته قال: اليمين الصهيونى سوف يسيطر على المنطقة ويفتح المجال للعسكرية الأمريكية أن تهيمن على منابع النفط ويعزل مصر، وقد تحققت نبؤة الرجل. فى ذلك الزمان كان اليسار فى المقدمة وكانت قيم الأممية والإنسانية هى الأساس، أحب عمنا شحاتة مصر أكثر من كثير من المصريين، وألف كتاب «يهودى فى القاهرة» وكتب فيه: «لكل إنسان أكثر من هوية وأنا مصرى حينما يضطهد المصريون وأسود حينما يضطهد السود، ويهودى حينما يضطهد اليهود، وفلسطينى حينما يضطهد الفلسطينيون»، وحينما نعاه الناعى كتب فى نعيه تلك الكلمات، ورفضت ابنتاه حينذاك نادية وماجدة أن يصلى عليه حاخام من إسرائيل، فاستقدموا حاخاماً من فرنسا، ووارى جسده التراب فى القاهرة التى كتب عنها: «حبيبتى التى لن أهجرها أبداً»، أذكر ما رواه عنه أحمد الخواجة نقيب المحامين الأسبق: «بعد هزيمة 1967فتحت النقابة باب التطوع، وتطوع شحاتة هارون، ولكن السلطات رفضت».

بالأمس كان عزاء نادية، تذكرت وجع عمى شحاتة، فى نهاية خمسينيات القرن الماضى، مرضت ابنته البكر منى بمرض خطير، حاول الحصول على تأشيرة علاج لها فى فرنسا، خيرته السلطات بين العلاج أو اللا عودة لمصر، وضحى شحاتة بضناه وماتت منى، ترى من منا يحب الوطن أكثر من عمى شحاتة؟

تبقت ماجدة هارون، زهرة صبار شامخة وبقايا طائفة كان منها وزراء مثل قطان باشا وفنانين مثل داود حسنى، ومناضلين مثل يوسف درويش، هؤلاء الذين ساروا على درب الآلام من أجل الوطن، وأرغم معظمهم خاصة الفقراء على الهجرة لإسرائيل، وحتى الآن لم نسمع عن وزير صهيونى ولا قائد عسكرى صهيونى من أصل مصرى، آه يا وطن لا يتحمل فيه المتطرفون لا المسيحيون ولا حتى الشيعة المصريين، من منا يعتذر لشحاتة هارون وأمثاله، من منا يمتلك الشجاعة ليعتذر لروح منى، ويضع يده فى يد ماجدة من أجل الدفاع عما تبقى من اليهود المصريين الذين تحملوا ما لا يتحمله بشر من أجل أن يدفنوا فى تراب مصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter