على زيدان يهرب إلى ألمانيا
كتب – نعيم يوسف
فوضى أمنية
بعد فوضى الأوضاع الأمنية في ليبيا، وسحب الثقة من على زيدان، أدى وزير الدفاع الليبي عبدالله الثني اليمين القانونية أمام المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مساء أمس الثلاثاء (11|3) وذلك بعد تكليفه بمهام تسيير أعمال الحكومة المؤقتة لحين اختيار رئيس وزراء جديد خلفا لعلي زيدان الذي تم سحب الثقة منه قبل أن يغادر الأراضي الليبية إلى جهة غير معلومة.
تصويت بسحب الثقة
وكان المؤتمر الوطني العام قد صوت بأغلبية أعضائه على حجب الثقة عن رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان ب 124 صوتا وتكليف وزير الدفاع عبد الله الثني بتسيير أعمال الحكومة لحين اختيار رئيس وزراء جديد خلال الأسبوعين المقبلين.
الهروب من ليبيا
وبعد إقالته من منصبه قبل أن يصدر النائب العام الليبي مذكرة بمنعه من السفر على المنافذ البرية والجوية والبحرية كإجراء احترازي بعد ساعات من قيام المؤتمر الوطني أعلن رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات أن رئيس الوزراء الليبي المقال، علي زيدان توقف في مالطا مساء الثلاثاء لمدة ساعتين بهدف تزويد الطائرة التي كان على متنها بالوقود، قبل أن يتوجه إلى "دولة أوروبية أخرى"، دون أن يحدد هوية الدولة، أو وجهة زيدان.
في حين أفاد مراسل العربية أن زيدان وصل إلى مطار دوسلدورف في ألمانيا.
وكان الادعاء الليبي أعلن أنه منع رئيس الوزراء المعزول زيدان من السفر للخارج بسبب تحقيق بالفساد. إلا أن أنباء ترددت حول نفي وزير العدل لذلك. ليتضح في ما بعد صدور مذكرة بهذا الشأن.
العبث بمستقبل البلاد
وقد اتهم إبراهيم الجدران، عضو المكتب السياسي لإدارة إقليم برقة، الإدارة الحاكمة في طرابلس بالعبث بمستقبل البلاد.
وأضاف: "لا نرغب في افتعال الأزمات، ونرحب بأي دور بنَّاء تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه الحفاظ على وحدة التراب الليبي وتحقيق تطلعات أهل إقليم برقا في العدالة والمساواة، فشعار الإدارة قائم على أن برقة الانطلاقة وليبيا الهدف، نحو الوصول إلى مستقبل متقدم في البلاد".
حادثة قصمت ظهر البعير
ويرى خبراء أن حادثة ناقلة النفط الكورية، التي كانت محملة بالنفط بطريقة غير شرعية من مرفأ بمدينة برقة شرق ليبيا، جاءت لتقسم ظهر حكومة علي زيدان التي تكن يوما مستقرة منذ تعيينها في أكتوبر تشرين الأول 2012.
ولتكشف عن أبعاد متعددة للتحديات التي تواجهها ليبيا بعد ثلاث سنوات من ثورتها التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، أولها عدم السيطرة على الحدود البلاد البحرية والبرية المترامية جغرافياً، وثانياً صعوبة الحفاظ على النفط وهو المورد الأساسي لاقتصاد البلاد، وثالثاً خروج الجماعات المسلحة والميليشيات عن سيطرة الجيش والأجهزة الأمنية، ورابعاً تنامي نزعات الاستقلالية عند الأقاليم مقابل ضعف مؤسسات الدولة المركزية.
الاضطرابات الأمنية
وترى الخبيرة الليبية الدكتورة آمال العبيدي أستاذة العلوم السياسية بجامعة بنغازي (شرق ليبيا) فإنه رغم نجاح ليبيا في تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية في 07 يوليو/ تموز 2012، انبثق عنها المؤتمر الوطني وكان ينتظر أن تسفر عن بناء مؤسسات دستورية ديمقراطية، لكن الاضطرابات الأمنية تساهم في تعثر عملية الانتقال الديمقراطي.
وتوضح الخبيرة الليبية، أن محاولة إعادة بناء الجيش الليبي والأجهزة الأمنية انطلاقاً من إقصاء المؤسسات التقليدية وتصفية بعض رموزها بدعوى أنها موالية للنظام السابق، جعل المجموعات المسلحة التي ساهمت في الثورة تسيطر على الأوضاع الأمنية على حساب بناء مؤسسة وطنية للجيش والأمن.
صوملة ليبيا
وقال الكاتب "احمد سيد احمد" في مقال له تحت عنوان "صراع النفط والسلطة يهدد بصوملة ليبيا"- نشرته صحيفة الأهرام – إن أزمة ناقلة النفط الكورية في ميناء السدرة, كشفت عن حجم المأزق الذي تعيشه ليبيا ويهدد بدفعها إلى طريق الدولة الفاشلة التي تنهار فيها المؤسسات لمصلحة الميليشيات المسلحة, وتطرح التساؤلات حول مستقبل البلاد في ضوء التحديات الضخمة التي تواجهها وتلقى بتداعياتها السلبية داخليا وخارجيا.
إدانة لسرقة النفط
كما كشفت مصادر إعلامية أن مجلس الأمن يستعد لمناقشة مشروع قرار تقدمت به بريطانيا يدين تصدير النفط بطرق غير قانونية ومشروعة في ليبيا.
يأتي هذا بعد ساعات فقط من وصف واشنطن للثوار المسيطرين على إقليم برقة بسارقي النفط، معتبرة أن عملية بيع النفط هي عملية غير قانونية.
تحذير للرعايا المصريين
وقال السفير بدر عبد العاطي "المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية": إن هناك دول تعبث بملف الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية على رأس أولويات الدولة المصرية خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أن الأوضاع الأمنية في ليبيا غير مستقرة وهو ما أثر على أوضاع المصريين هناك، قائلاً: "حذرنا المصريين في بيانات رسمية من السفر إلى ليبيا".
تحدي سلطة طرابلس
وترى صحيفة "الجارديان" في تقريرًا مصغرًا حول تطور الأوضاع في ليبيا بعد الإطاحة برئيس الوزراء علي زيدان في تصويت "حجب الثقة"، وتولي وزير الدفاع الليبي عبدالله الثني رئيسًا مؤقتًا للحكومة لحين انتخاب رئيس وزراء دائم.
وقالت الصحيفة: إن التصويت جاء نتيجة للأزمة التي دفعتها سيطرة ميليشيا على منفذ شرق ليبيا في تحدي سلطة طرابلس، ومحاولة بيع النفط.
سيطرة إخوانية على الأوضاع
وأكد كريم البرعصى، عضو اتحاد مؤسسات المجتمع المدني، أن الذين يسيطرون على السلطة في ليبيا الآن ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ومدعومين من قطر ماديا ومعنويا وهذه حقيقة واضحة لجميع المواطنين في ليبيا .
وأضاف "كريم"، أن تركيا استحوذت على النفط الليبي وتأخذه دون وجود عداد يرصد ما تحصل عليه، مشيرًا إلى أن تهريب السلاح من ليبيا يهدد أمنها مثلما يهدد امن مصر، مضيفًا أن إقليم بريقا نجح في بيع النفط بعد حصوله على موافقة المواطنين.