الأقباط متحدون - بدون عتــاب ... سقطت الأحزاب ... في إختبار الحساب !!
أخر تحديث ٢٢:٢١ | الاربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٣ | العدد ٣١٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بدون عتــاب ... سقطت الأحزاب ... في إختبار الحساب !!

نبيل المقدس

 علي ما أظن أصبح لدينا حوالي أكثر من 15 حزب ليبرالي  ومدني في مصر . حاولت أن أسمع أي شيء عن نشاطهم في الشارع المصري فلم أجد .
كل ما أسمعه عنهم منذ 30 يونيو أن مجموعة منهم تشجعت وأعلنت أنها تبحث في القيام بتحالف عظيم يهز أرجاء مصر إستعدادا لإنتخابات الرئاسة بالإضافة إلي العمل المستميت في تجهيز رجال عظماء ليلحقوا بهم في انتخابات المجلس النيابي .. وأنتظرت كثيرا أن أسمع أي إصدارات من هذه الأحزاب ولم أجد أو أسمع أو أري أي تحرك منهم في وسط جموع الشعب , أو التوافق لمرشح رئاسي واحد من الذين ظهروا علي وجه المياه.

 أخذت أبحث فعلا  عن أعمال لهم لها تأثير فعلي علي الشعب المصري ... فلم أجد . أخذت أسأل عن برامجهم الإنتخابية أو طريقة مميزة في كيفية او اسلوب الحكم لهم فلم أجد إجابة . وما يدهشني أنهم يربطون ضعف وجودهم في الشارع المصري بسياسة حكم مبارك . الآن أصبح مبارك هو سلة التبريرات لكل واحد فاشل في سياسته .. مع العلم أن الأحزاب تم إلغائها علنا منذ عصر عبد الناصر .. لكن كان هناك أناس لها وجود تتحرك في الشوارع الخلفية للسياسة مما جعل  السادات بذكائه يحول هذه التحركات الخلفية علنية من خلال منابر .. أما في عصر مبارك فقد ترك لهم الحرية الكاملة , فلن يستغلوا هذا الوقت لممارسة الأعمال الحزبية ... حتي ولو مارس عليهم ضغوط .. لكنهم كانوا يتمتعون فقط بأنهم من ذوي الأحزاب .. وأنشغلوا في من له الحق ان يكون رئيس الحزب أو امين الحزب , وتركوا الحركات الإسلامية الساحة بغض النظر بإعاز من مبارك أو بتقربهم له .. أو بإرهابهم له .

هل نستطيع القول الآن أن الأحزاب في سكرات الموت .. والغريب نقرأ بين الحين والحين مانشتا عريضا يقول أن بعض الأحزاب سوف تجتمع غدا لتكوين حلف واحد والنزول إلي الشوارع لدعوة الناس للتعرف عليهم . من قال لهم أن الشعب المصري لم يعي أن هناك كمية من الأحزاب منتشرة ؟؟؟ .. الشعب يعرف تماما بوجودهم , لكن طال إنتظارهم في أن يجدوا أي عملا منهم يلفت الأنظار فلفظوهم ... حتي الحركات الشعبية الوطنية ومجموعات حقوق الإنسان فقدوا ثقة الشعب .. فلم يسمع الشعب عنهم إلآ جريهم وراء مصدر التمويل وتقسيم التركة علي القائمين عليها ... ربما هناك البعض من الأحزاب والحركات الشعبية ومجموعات حقوق الإنسان تعمل وتكد .. لكن لم يثق فيهم الشعب .. لأن الشعب أذكي بكثير ويستطيع أن يميز بين المجموعات المثمرة والمجموعات غير المؤثرة.

  هناك محاولات وتحركات من بعض الأحزاب المدنية التي تحالفت مع بعضها البعض لحفظ ماء الوجه أو لإظهار انهم ما يزالوا أحياء يرزقون .. فمرة نسمع عن إجتماع لهم بخصوص أمر هام اتخذته الحكومة .. لكن لا نسمع أي خبر أو نقرأ او نشاهد ما دار في هذا الإجتماع أو حتي صدور تصريح منهم بما إتخذوه من مواقف . كنا نأمل عملا جادا من هذه الأحزاب المدنية في الشارع المصري .. من خدمات ... ومن إعلانات عن فكرهم في المستقبل .. وعن برامجهم بالتفصيل إستعدادا للأنتخابات القادمة .. كما لم نري منها حتي الآن أي وجود حقيقي بين المجتمعات المتباينة والطوائف المختلفة وخصوصا الأقليات منها .. لم نسمع عن أي شجب للإرهاب الذي يتصدي له الأمن بكل وسيلة .. لم نري تشجيعا أو تكريما منها لهؤلاء جنود الأمن الذين يواصلون الليل بالنهار للقبض علي أخطر شبكات ارهابية يتم إدارتها من دول ومن منظمات ارهابية عالمية .

 لم تحسسنا هذه الأحزاب أنها تنتمي إلينا .. لكنها تشعرنا دائما بأنها شركات قطاع خاص , ولا تساعد او تساهم في وضع خطة لخروج الشعب المصري من هذه المرحلة .. بإختصار هي أحزاب بدون طعم .. ولا لون .. ولا حتي رائحة. كل ما فعلته هذه الأحزاب بعد ما تولي الحكومة رئيسها الجديد المهندس إبراهيم محلب .. هرع البعض من هذه الأحزاب بوضع مطالبها علي طاولة الرئيس الجديد .. وإختفت من المشهد , وكأنها بوضع مطالبها علي الطاولة هو آخر المطاف وقامت بالواجب . فوضع أحد الأحزاب مطلبه الذي يتلخص في وضع الحلول السريعة للأزمة الإقتصادية الخانقة ... ولم يضع افكارا جديدة في كيفية حل هذه المسألة . وحزب آخر كان مطلبه التشديد في عمليات الإنتخابات وعلي ان تكون شفافة..ثم يضع حزبا ثالثا بوجوب أن تصبح حكومة محلب حكومة حرب .. والكثير من المطالب المعروفة لدينا من أكبر واحد فينا إلي أصغرنا لكن بدون حل أو شركة او تحاور في كيفية التنفيذ. 

  باقي من الوقت القليل وسوف ندخل في معارك إنتخابات مجلي النواب .. وحتي هذه اللحظة لم نعرف اسماء لها قيمة عالية في العمل النيابي من أي حزب .. ولا أي نشاط يُذكر من هذه الأحزاب المدنية في الشارع المصري .. فهم في نوم عميق .. وإن لم يستيقظوا الآن ويعملوا بجدية لتعويض الأيام التي أكلتها الجراد سوف تنسحب السجادة من تحت أرجلهم , وسوف نكرر ما حدث في السابق وفوجئنا بأن الأحزاب التي تدعي انها دينية قد إكتسحت الميدان.

  فعلا الأحزاب فشلت وسقطت ولا مكان للفاشلين ... علي المصريين المستقلين يجب ان لا يعتمدوا علي هذه الأحزاب ولا تضيعوا وقتكم في انتظار الخير منهم ...  بل توحدوا انتم ضد هذا المارد الجبار الإسود القابع تحت الشجرة منتظر الفريسة لكي يقبع عليها و يلتهمها .. وساعتها لا ينفع الندم .
حفظك يامصر من ضمير الأحزاب والحركات الشعبية الهشة لكي لا تسقطي في بئر الخراب والتوهان مرة أخري.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter