بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
ترشح المشير السيسي للرئاسة.. بهدوء
هل هو واجب وطني ؟أم هي رغبة عسكرية للحكم ؟
انتهت الحكومة المصرية من إعداد قانون الانتخابات للرئاسة ، وتم إرساله إلى السيد رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور ، ليبدأ المترشحون بتقديم أوراق ترشحهم للاستعداد لخوض الانتخابات بالطرق الشرعية .
أول من أعلن رغبته للترشح كان السيد / حمدين صباحي . وتبعه كما سمعنا السيد/خالد علي الذي كان أيضا مرشحا للانتخابات السابقة، وبدون شك سيتقدم آخرون للترشح وخوض معركة الانتخابات .
هذه الانتخابات بالذات لها أهمية خاصة . لأن مصر في مهب الريح . الطريق إلى سُدة الحكم هذه المرة تتجاذبه صراعات غير عادية لما آلت إليه أحوال مصر منذ تولي الرئيس السابق محمد مرسي حتى تم إزاحته من الحكم وهو الأن مع قيادات الإخوان قيد الحبس بتهم كثيرة ومتعددة وخطيرة في الوقت نفسه لما تم في عهده من خيانات ضد الوطن مصر، وضد ما فعله الإخوان في تلك الفترة من محاولات بيع مصر لأصدقائهم ومُريدهم وأتباعهم وبقية الجماعات الإسلامية المتشددة التابعة لهم وعلى رأسهم حماس .
أشياء كثيرة قام بها الإخوان عن طريق الرئاسة التي لم يكن لها في " الطور ولا الطحين " كما يقول بسطاء الناس . بل أن الرئاسة لم تكن سوى متلقي للأوامر الصادرة إما من المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع أو نائبه خيرت الشاطر ، أو ما كان يُملى عليهما من قيادات الجماعة خارج مصر التي تتلقى أيضا الأوامر من الإدارة الأمريكية .
وضح الأمر وأصبح الشعب المصري يعيش حالة من التوتر وخيبة الأمل في من انتخبوهم لتولي شئون البلاد، ومن عصروا على أنفسهم " الليمون " وانتخبوهم نكاية في ترشح الفريق أحمد شفيق للرئاسة . لأنهم " الشعب " اعتبروه من فلول الرئيس المتخلي عن الحكم مبارك .
كان نفوذ الإخوان داخل المجتمع المصري قويا وفاعلا بحيث يمكننا أن نقول أن الإخوان قد تم لهم شبه السيطرة التامة على عقول كثير من الشباب والشابات في المدارس والجامعات وأيضا في الريف المصري، سواء في صعيد مصر في الجنوب أو الريف المصري في الدلتا في الشمال .
ضخت أميركا أموالا هائلة على الأخوان المسلمين الذين وجدت فيهم اليد الضاربة على كل من يقف في وجه ما أطلقوا عليه بالربيع العربي . وبدأ دم الأبرياء يسيل بغزارة ووحشية سواء من أطفال أو كبار أو عجائز على يد من أطلقوا على أنفسهم مثلا " الجيش السوري الحر " أو ما شابه ذلك . فعم الخراب مكان الربيع . ودم الضحايا لطخ أبناء الرئيس الأميركي إلى يوم القيامة .
لقد سمح الله لمصر وللشعب المصري أن تمر بتجربة حكم الإخوان المريرة . لكن شكرا لله على أن مدتهم لم تطل . لأنه " الله " يحب مصر وجعلها منذ القدم متميزة عن باقي شعوب العالم ولم يرضَ لها الهوان تحت حكم الإخوان الذين ظنوا أنهم ملكوا الدنيا بعد أن تحقق حلمهم بتولي حكم مصر . على الرغم أنهم كانوا على يقين أنهم ما إلا أداة شر يستخدمها الغرب للقضاء على دول الشرق العربي بداية بما أطلقوا عليه دول " الربيع العربي " حالمين أيضا باستخدام نفس الجماعة للسيطرة على دول الخليج العربي، أصحاب الذهب الأسود .
لم يستغل الغرب الإخوان فقط لتحقيق مآربهم، بل استخدموا دويلة صغيرة في الخليج العربي لا تقارن بأي من دول الخليج العربي أو دول " الربيع العربي " . لأنها دولة أطماع الإبن يعزل أباه من الحكم والأخ يهدد أخاه وإبن عمه وكل من يفكر في تولي الحكم . حكام سمحوا لأميركا إقامة أكبر قاعدة عسكرية لها على أرض حكام يطلقون على أنفسهم عربا . بالطبع نعرف من هي تلك الدويلة الذنب لأميركا والغرب .. إنها دويلة قطر التي لا تقارن بأصغر حي في مصر عددا سكانيا وثقافة وعلم وإيمان .
جميعنا سواء من يعيش على أرض مصر أو من يعيش على أرض غير أرض مصر لكنه مصري حتى النخاع يعرف ما حدث لمصر وللشعب المصري على يد تجار الدين من الإخوان والسلفيين وكل الجماعات الإسلامية المتشددة والإرهابية . لكن الله لم يترك مصر تتجرع كأس المرار حتى النهاية ، فأرسل لها إبنا بارا بها تشاء إرادته " الله " أن تجعله وسط الحدث وأحد المسئولين عن ما يحدث لوطنه مصر . ليس هذا فقط . لكننا وجدنا سُخط الشعب قد بدأ يظهر جليا واضحا فتمرد شباب مصر ضد حكم الإخوان وتجاوبت معهم جميع أبناء مصر ووقعوا على الإستفتاء الذي أظهر بكل وضوح عدم رغبة الشعب في إستمرارهم في الحكم . وهنا ظهر بكل وضوح رجل مصري إبن مصر الوطني المحب لمصر وهو المشير " الفريق أول " عبد الفتاح السيسي .
ونسأل هل كل ما قام به المشير عبد الفتاح السيسي واجب وطني ؟
لكي نجيب على ذلك السؤال دعونا نسير مع الرجل العسكري الذي عينه الرئيس السابق محمد مرسي وزيرا للدفاع . بمعنى أنه أصبح جزء لا يتجزأ من الإدارة الرئيسية التي تحكم مصر .
تاريخ الرجل العسكري مشرف على الرغم من صغر سنه . لم تظهر عليه أي علامة من علامات السخط أو الإعتراض على حكم الإخوان . فظن الناس أنه راضٍ عن كل ما تقوم به الحكومة الإخوانية . لكن على الرغم من وضعه نظارة ملونة حتى لا يرى أحد تعبيرات عينيه عندما كان يستمع إلى خطابات الرئيس السابق د. محمد مرسي . لكن إمتعاض عضلات وجهه لم يستطع إخفاءها . وهنا وضعنا علامة إستفهام لم نجد لها تفسيرا .
لكن بعد 30 يونيو 2013 ونجاح حملة تمرد . تلاها إجماع الشعب على تفويضه التدخل فيما يحدث في مصر ، وكان ذلك في 3 يوليو 2013 . إذن الشعب أعطى تفويضا صريحا له فلم يتخلى عن واجبه الوطني تجاه وطنه مصر والشعب المصري . حمل كفنه على يديه داخل نفسه وتوكل على الله وذهب إلى مقر الرئاسة وقبض على الرئيس الحالم الذي ظن أنه فعلا رئيسا لمصر هو وعصابته . وبقية القصة معروفة للعالم كله .
الإجابة على ذلك السؤال " هل هو واجب وطني ما قام به المشير عبد الفتاح السيسي ؟ " . من الطبيعي جدا أن تكون الإجابة بــنــعــم .
نأتي إلى سؤال آخر طرحناه .
أم هي رغبة عسكرية للحكم ؟؟؟
يردد أعداء مصر أن ما قام به الجيش المصري بقيادة المشير " الفريق أول " عبد الفتاح السيسي أنه انقلاب ضد الشرعية الانتخابية عن طريق صندوق الاقتراع .
ونسأل هل فعلا كانت تلك الانتخابات نزيهة ؟
الجميع أجمع على أنها لم تكن إنتخابات نزيهه . والجميع يعرف التزوير الذي حدث والتهديدات التي هددت بها جماعة الإخوان المشير طنطاوي ومن معه بإحراق مصر إن لم يتم إعلان النتيجة لصالحهم .
وهكذا كان شغل البلطجة هو الذي أوصلهم للحكم . وكان من المؤكد ما بُنيَ على باطل .. باطل هو . وكان يجب على القوات المسلحة التي هي الدرع الواقي للوطن أن تتحرك . وبالفعل تحركت، وإعادة تصحيح الخطأ ولم يكن ترشح المشير السيسي رغبة عسكرية للحكم .
لكن ما مرت به مصر سواء في فترة حكم الرئيس مبارك أو الرئيس مرسي لم تكن بالهينة لا على الشعب المصري ولا على القوات المسلحة .
قد يسأل سائل .. هل لا يوجد في مصر الأن من يصلح لتولي إدارة البلاد ؟
الإجابة أيضا ..نــعــم .
وهذا لا يعني عدم وجود أكفاء في مصر لتولي هذا المنصب لا سمح الله . لكن الفترة الحرجة التي تمر بها مصر تفرض عليها وجود رجل قوة وقدرة على مواجهة مشاكل مصر الداخلية والخارجية . رجل وثقت به الدول العربية ثقة لا حدود لها . ثقة تختلف عن ثقتهم في عبد الناصر في ذلك الوقت عندما قام بالإنقلاب الذي عُرف بعد ذلك بالثورة .
الثقة التي أولاها له الشعب المصري ليست ثقة يأس ويأتي من يأتي . لكنها ثقة أمل يحمل في طياته العمل الشاق المضني لكل من يحب مصر ويريد النهوض بها إلى المستوى اللائق بها .
الحكومة القادمة بدون شك ستكون حكومة إئتلاف بين الشعب والقوات المسلحة والشرطة .
شرفاء مصر ومحبيها سيكون لهم دور إيجابي مع الرئاسة لمواجهة المصاعب القادمة . وهي مصاعب ليست سهلة . صدقوني مصاعب لا تتحملها الجمال ولا الجبال ، لكن يتحملها رجال ونساء مصر من الشباب والشابات وذوي الخبرة من الكبار رجال ونساء .
المشير عبد الفتاح السيسي سيعلن عن ترشحه لرئاسة ربما قبل نشر هذا المقال وبهذا يبدأ الأمل لدي الشعب المصري يعود لهم بيوم كله إشراقه شمس الحرية البناءة، لتعود لمصر إشراقتها وابتسامتها في غد كله طموح وعمل .