الأقباط متحدون - جريمة العصر باسم الإسلام.. والمصريون الأقباط فى ليبيا
أخر تحديث ٠٤:٠٩ | الجمعة ٧ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣١٢١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جريمة العصر باسم الإسلام.. والمصريون الأقباط فى ليبيا

محمد الغيطي
محمد الغيطي

أقسم بالله العظيم أن الصور التى أرسلوها لى من ليبيا ضجت مضجعى وجعلتنى أعافى النوم وأتسربل بالكوابيس.. ولم أجرؤ على إذاعتها وبثها عبر برنامجى «صح النوم» حتى لا أجعل النوم يطير من عيون المشاهدين ولديهم ما يكفيهم من «البلاوى» ومصادر الغم والهم والاكتئاب.. الحكاية بدأت مع ناشطة ليبية شابة وكاتبة اسمها وعد إبراهيم هاتفتنى وأرسلت لى صور المصريين السبعة الأقباط بعد قتلهم وذبحهم والتمثيل بجثثهم، وأول صورة أرسلتها لم أجرؤ على تأملها لحظة، لأنها لأحد الضحايا، وقد قتل بالرصاص، ثم ذبح من رقبته، ثم حطمت رأسه فى مشهد مأساوى، حتى الحيوانات المفترسة لا تتدنى لمستواه الإجرامى.

وحتى هذه اللحظة أسأل من هؤلاء؟ وهل ينتمون للجنس البشرى؟ من العبث السؤال هل هؤلاء مسلمون حقا؟ وبالبحث والتحرى عرفت أن هؤلاء أعضاء تنظيم يسمى «تنظيم دالم» أى دولة الإسلام فى ليبيا ومصر، وأن قائد هذا التنظيم ثروت صلاح شحاتة وهو الذراع اليمنى لأيمن الظواهرى قائد تنظيم القاعدة، وأنه جمع حوالى خمسة آلاف جهادى أى إرهابى من إخوان ليبيا ومعهم أنصار بيت المقدس، وأنهم على صلة بإخوان مصر، بل إنه قد انضم لهم عشرات من إخوان مصر فى الأسابيع الماضية عبر اتصالات يومية مع ثروت شحاتة، وتنسيق تام اعتمد على تصفية أقباط مصر فى ليبيا من العمالة التى ذهبت للبحث عن لقمة عيش، ومعظمهم من الصعايدة الغلابة الذين ضاقت بهم سبل الرزق فى مصر، وبدلا من سؤال اللئيم والتلطع على المقاهى هاجروا نجوعهم وقراهم وسافروا إلى ليبيا ليأكلوا بشرف، ويكسبوا بكرامة، ويرسلوا ما تجود به القربة - إن جاءت - لأولادهم وزوجاتهم فى الصعيد، وللأمانة هؤلاء وبحسب اعتراف الليبيين أنفسهم هم الذين يبنون ليبيا ويعمرونها بعد أن هجرها أهلها والأفارقة الذين سكنوها فى عهد القدافى لأن أهل البلد - خصوصا - النخبة يتطاحنون على السلطة وملايين الليبيين فضلوا الذهاب إلى دول محيطة مثل تونس ومصر والجزائر والمغرب وتشاد، والآن يوجد 2 مليون مصرى فى ليبيا يتعرضون للتنكيل، وخصوصا الأقباط يتم ذبحهم على الصليب، وهذا وفق خطة إخوان مصر وليبيا الذين أطلقوا على أنفسهم تنظيم «دالم» برئاسة ثروت شحاتة، هذا الإرهابى العتيد الذى كان مسجونا ضمن المتهمين بقتل السادات عام 1981 مع زميله أيمن الظواهرى، ثم أفرج عنهما بعد قضاء العقوبة مع آخرين، وسافروا إلى بيشاور، وجمعوا أنفسهم فى أفغانستان تحت إشراف وتمويل المخابرات الأمريكية، إذن ما الهدف من هذا؟ الحقيقة هناك عدة أهداف:

1 - نشر الرعب فى ليبيا وتصوير جماعة «دالم» أنها الأقوى وسط كل تنظيمات الإرهاب هناك، خصوصا إذا علمنا أن هناك فرقا عديدة تتبارى فى بسط نفوذها على الساحة الليبية.
2 - إظهار الموضوع على أنه انتقام وتأديب لمصر والمصريين بعد عزل الشعب المصرى لمرسى والإخوان.

3 - تعمد هذه المجزرة شبه اليومية لأقباط مصر لهدف خبيث جدا وهو إحداث فتنة طائفية فى مصر بأن يقوم المسيحيون فى الصعيد للانتقام من المسلمين وهو هدف أسمى لدى أمريكا وإسرائيل والإخوان، والحمد لله أن الكنيسة المصرية واعية بدرجة كافية بل أقباط مصر جميعا لهذا الفخ اللعين.

4 - إظهار ضعف الدولة المصرية وعدم قدرتها على حماية رعاياها فى ليبيا، وبالتالى تحدث هبات غضب شعبية فى الداخل تؤدى لفوضى يريدها الإخوان، هذه هى الأسباب، فهل وعى لها النظام، وهل تستوعبها حكومة محلب الجديدة.. نحن رأينا طائرة ألمانية تنزل فى شرم الشيخ لتأخذ 500 سائح ألمانى فقط لمجرد القلق عليهم، فلماذا تترك حكومتنا السنية رعاياها فى ليبيا لهذه الجماعة الإرهابية؟! أم أنها ترى فى وجودهم هناك فرصة للتخلص من التكدس السكانى وهموم المواطنين؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.

نقلا عن اليوم السابع


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع