الأقباط متحدون - رجلّ الصلاة
أخر تحديث ٠٨:٥٦ | الجمعة ٧ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣١٢١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رجلّ الصلاة

 بقلم : نشــأت عــدلي  
 
لا زال عطرك يملا أرجاء الكنيسة الروحانية ... فبرغم قصر مدة رئاستك للكنيسة لكن تاثير هذه الايام لايزال في قلوبنا .
 
الصلاة الدائمة التي كنت ترفعها بحب وإشتياق للأب السماوي جذبت إلي الله كل البعيدين .. لم تكن تعظ كثيرا ولكن حياتك كانت عظة .. لم تكن تظهر إلا والبساطة كانت بجوارك .. في ملبسك وفي بساطتك وفي طريقة كلامك ... كانت مهابتك من الله وحب الناس من محبتك لهم ... كانت المحبة أسلوب حياة تعيشها مع الرب أولا وكانت تنضح علي كل شعبك .. لم تتكلم عن المحبة ولكن حياتك كلها كانت محبة ولا زالت .. لقد قال لك الأب المتنيح صليب سوريال ... أنت لست بطرك ... فضحكت وقلت له أمال انا ايه ياواد .. فقال لك والدموع في عينيه من فرط محبتك ... انت أب ... 
 
كنت بالحق أب بكل ماتحمله الأبوة من معاني .. 
 
أجيال واجيال تحاول أن تتعلم من أبوتك شيئا ... وأجيال اخري كانت تتفاخر بأبوتك لهم ولكنهم لم يتعلموا شيئا من هذه الإبوة .. الابوة كانت نهجا في كل تعاملاتك .. فاحدي بناتك سٌرق منها محفظة نقودها فإستلفت من جارتها لتأتي لزيارتك ومجرد أن رأيتها .. قلت لها .. مش عيب تستلفي من حد وأبوكي موجود وأعطاها مااستلفته لترده إلي جارتها .. وبرغم صغر المبلغ حاليا لكن مااريد أن اقوله هو مشاعر الأب وإحساسة بأولاده ... وكان عندما يغضب لايحقد وكان سريعا مايرجع عن غضبه .
 
وعندما تقابل مع جمال عبد الناصر أول مرة قابلة جمال مقابلة لاتليق ببطرك الكنيسة وغضب البابا .. ومساءا جاء مندوب الرئاسة لقداستة ليذهب إلي منزل عبد الناصر فوجدوه مستعد بكامل ملابسه وخرج معهم وذهب لمنزله ودون أن يحادث أحد صعد السلم المؤدي لحجرة هدي بنت عبد الناصر وصلي لها وشفيت ونزلت معه ومن هذا الوقت قال له جمال انت والدي لك الحق أن تأتي وقتما تشاء دون أية مواعيد ... هذه هي مواعيد الله لقديسيه الذي يذكرونه نهارا وليلا ..
 
كان يمكن لأي إنسان أن يقابل البابا في أي وقت وأن يأخذ بركته لم يكن هناك حرس حديدي يمنع الشعب من مقابلة باباه .. فقد منع من أول يوم له في البطريركية أن يمنع أحد أبناءة عن مقابلته مهما طال الوقت لمقابلتهم .
 
لقد أعطاه الله حكمة بالغة وهدوء عميق وكان هذا منعكس علي كلماته القلبية القليله وعلي الحنان الذي يعطيه لكل ابنائه .. لازالت الكنيسة تستنشق عبير قداستة وتجتر كل حياته كنبراس لهذه الايام التي إختلطت فيها مفاهيم كثيره .. كان الرجل بحق عظيم عند الله والناس ... الله كان ولا يزال يدعمه بمعجزات والناس حتي الاطفال الذين لم يروه يحبون سيرتة النقيه ... 
 
السيرة النقيه لاتفني ولا تنسي بل تظل دائما تسكن الذاكرة وترسل إشارات الإطمئنان لكل قلب يعاني .. 
 
كل الذين عرفوه عن قرب يرون عن بساطته ومحبته الشديدة الصادقة .. فيروي لي المرحوم الدكتور حنا يوسف حنا عن أشياء يعجز العقل البشري عن تصديقها عن مدي بساطتة وحبه لشعبه الذي لم يغلق أمامهم باب أو منع نفسه عنهم حتي وهو في شدة مرضة ولم يدع أحد من أن يقف عائق بينه وبين شعبه . 
 
لقد عاش وسط شعبه في حياته إلي نياحته .. كان الشعب داخل قلبه لذا لم يمنع أحد منه .. وهو للأن يعيش داخل قلوب كل الشعب الذين رأوه والذين سمعوا وقرأو عنه .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter