الأقباط متحدون - مشاعر إليكترونية
أخر تحديث ١٣:١٠ | الجمعة ٧ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣١٢١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مشاعر إليكترونية

تعبيريه
تعبيريه

 بقلم : مايكل دانيال

كنت قد تحدثت في مقالي السابق بعنوان (واقعية مجتمع وهمي) - المنشور في الاسبوع الماضي - عن (مواقع التواصل الاجتماعي) و كيف انها قد أصبحت ضرورة في حياه الكثيرين حيث اصبحت (روتين يومي) قد لا يستسيغ البعض مجرد فكرة عدم وجوده ، و اليوم أستكمل معكم الحديث عن نفس الموضوع و لكن من ناحية أخري ..
 
 فمن يتابع عالم (الفيس بوك) يجد مجموعات بعينها يتشاركون الافكار و يتبادلون وجهات النظر مع بعضهم البعض عن طريق التعليقات علي منشور لأحدهم او بحديث علي الخاص يجمع بينهم جميعاً او بين البعض منهم ، و الي هنا قد لا توجد مشكلة حقيقية  خصوصاً حينما يتعلق الامر بحديث يختص بالدين او السياسة .. الخ من الامور العامة ، رغم انهم قد لا يعرفون بعضهم البعض في الحياه الواقعية و لكن 
 
الامر يختلف حينما يكون الحديث بين شاب و فتاه ، فقد نجد في بعض الاحيان حميمية تنشأ بين طرفين لا يجمع بينهما سوي كلمات و بعض الصور ، بل و قد يتطور الامر لعلاقة خاصة قد تصل الي حد المشاعر المتأججه من أحد الطرفين او كلاهما في بعض الاحيان رغم تباعد المسافات بينهم .
 
دعونا لا ننكر احتياج الكثيرين (للحـــب) في عصر أصبح من اهم سماته (الجفاف العاطفي) و علي كل المستويات او فلنكن منصفين فنقول (الكثير منها) و عليه فأننا نجد كثير ممن هم علي صفحات التواصل الاجتماعي يبحثون عن المشاعر الالكترونية !!!
 
يبدأ الامر غالباً بأهتمام ينشأ بين طرفين كلاهما يبحث عن الحــــب و غالباً ما يكون الاهتمام أولاً من الشاب بكل ما تنشر (هي) علي صفحتها الخاصة ليتبع ذلك الاهتمام بحديث بينهما  - علي الخاص -  لأيام و أيام مع تبادل للصور الشخصية ليكون ذلك هو البداية لعلاقة نشأت من مجرد حروف !!
 
هنا نلاحظ أفتقار تلك العلاقة لأبسط قواعد المنطق وهي عدم وضوح الرؤيا المستقبلية لها الي جانب عدم معرفتنا بمقدار صدق من نحادثم ، و لكن غالباً ما يكون (الاحتياج) اكبر من مقدار (العقلانية) ، فنجد أهتمام قد يكون زائداً عن الحد من ناحية الشاب مع استسلام من الفتاه لتلك المشاعر التي بدأت تعتمل  بداخلها خصوصاً لو كان مميزاً بين كل من تعرفهم من خلال هذا المجتمع الوهمي ، الي ان يصل الامر حد تبادل ارقام الهاتف او الاتفاق علي موعد للقاء لو كان كلاهما من نفس المحافظة !!
 
((جملة أعتراضية بين قوسين))
- لا توجد مشكلة حقيقية في التعارف الشخصي في حاله ان يكون كلِ من الطرفين ناضج  فكرياً و مستقر عاطفياً لأنه ساعتها لن يتعدي الامر مقدار الصداقة المجردة .
المشكلة الحقيقية هي ان ألاطراف الذين نتحدث عنهم - و هم محور مقال اليوم - يفتقرون الي النضج الفكري و الاستقرار العاطفي مما يدفعهم كما قلت سلفا للبحث عن مشاعر الكترونية لأكمال ذلك النقص بداخلهم ..
 
و لهذا نجد مشاعر تنموا من خلال تلك المحادثات النصية و تزداد اشتعالا بالحديث عبر الهاتف حيث يرسم كلا الطرفين صورة للآخر قد تكون مغايرة تماما لواقعه الفعلي ، بل و قد يمتد الامر الي ان ينفصلا بحديثهم عن الواقع ليكون لهما (مدينتهما الفاضلة) و التي لا تمت للواقع بأي صله .
و قد لا يكتفي في أغلب الاحيان الطرفين بالحديث عبر الهاتف ليصل الامر الي لقاء واقعي و لكن ...  عند اللقاء حين يتكاشف الطرفين كلٍ بحقيقته المجردة ، غالباً ما يحدث تصادم ، قد يكون بسبب فارق ضخم في المستوي المادي او الاجتماعي بين الطرفين او بسبب كذب من أحدهم علي الآخر في شيء ما ، ... الخ و غالباً ما يتبع ذلك التصادم (صدمة نفسية) تكون بالاكثر من نصيب الفتاه و التي كانت قد تعلقت بهذا الشاب من مجرد حروف !!
 
خلاصة :
ليتنا نٌدرك جيداً ان مشاعرنا غالية جداً و أنها ليست قيد التجربة ، و ان تلك الحميمية و التي تنشا عنها مشاعر من مجرد كلمات علي صفحات التواصل الاجتماعي ما هي الا حميمية مزيفة و مشاعر ألكترونية جافة لن ترقي يوماً لمشاعر للحـــب الحقيقي - الا فيما ندر -  و عليه فطوبي لمن يحفظ قلبه و مشاعره جيداً فهي أثمن ما يملك .
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter