الأقباط متحدون - دكتور عبادة كحيلة..... وداعاً عاشق الأندلسيات (1942-2014م)
أخر تحديث ١٣:٥٤ | الاثنين ٣ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٤ | العدد ٣١١٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دكتور عبادة كحيلة..... وداعاً عاشق الأندلسيات (1942-2014م)

 د.ماجد عزت إسرائيل
 
   الدكتور الراحل" عبادة رضا كحيلة" نهر العطاء المتدفق ،أحد أبرز القامات في مجال التاريخ الإسلامي وتاريخ الأندلس،كان عالما يمتلك فــن مهارة الكتابة التاريخية والنـص الشعرى و الأدبى ،كان محللاً وناقداً أدبياً، وكاتباً  و جغرافياً ومؤرخاً وأديباً ومفكراً فذاً ومبدعاُ،ظل يعطى لتلاميـذه ومحبيه ووطنه الحبيب
مصر حتى رحل عن عالمنا الفانى.

    والدكتور "عبادة " ولد فى عام 1942م ،وكان والده هو الشاعر عبد الرحمن كحيلة ،الـذى ولـــد فى عام  1907م، وتعـود أصول عائلته إلى المغرب الأقــصى، وينتمى إلى الطبقة الوسطى المثقفة، عمل بالمحاكم ثم مصلحة الشهر العقارى،ولطبيعة عمل والـــده انتقل بعد ذلك إلى المنصورة ثم بنها، ثم عاد إلى القاهرة 1949م، وظل بوظيـــفته حتى وفاته عام 1954م،ولـذا تلقى عبادة تعليمه فى مدارس متعددة نتيجة تنقل أبيه،وخاصة فى المراحل الأولى من حياته.
      إلتحق "عبادة كحيلة" بكلية الآداب جامعة القاهرة 1959م ـ وفى ذات الوقت يعمل محرراً لبعض المجلات الثقافية لتوفير عائد مادى  ــو تخرّج في سنة 1963م، وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها سنة 1983،عُيّن مدرساً في قسم التاريخ وتـدرّج في مناصب هيئة التدريس، حتى عُـيّن أستاذاً سنة 1995، وهــو عضو مجــــلس إدارة الجمـــعية المصرية للـــدراسات التاريخية، ومسـؤول النشاط الثقــافي فيها، إضافة إلى عضويته في حركتي «كفاية» و(9 مارس – حركة استقلال الجامعات).

   من أهـم مؤلفاته: عن العرب والبحر، أندلسيات، تاريخ النصارى في الأندلس، قراءة جديدة في عهد عمر، العــــقد الثمين في تاريخ المسلمين، هــــوامش على دفتر الزمان، ورقات في الزمن الصعب،و تحقيقه لـــديوان والده، الشاعر عبد الرحــمن رضا كحيلة، الـذى أرتبط بجامعة الإخـوان المسلمين، وكان عضوا فى المؤتمر الثالث لتلــك الجماعة (1934م) ، وكان الإمام "حسن البنا" مؤسس الجماعة كثير الزيارة للعائلة بحكم الأنتماء للجـذور المغربية.

  أما كتابه الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2014م،فقدم فيه رؤيته وتنبئه بثورة 25 يناير 2011م،حيث أكد على أن الثـورة المصرية بدأت إرهــاصاتها قبل انـــدلاعها بعشر سنوات كاملة، لأنه استطاع أن يجمع المادة التاريخية بمـــهارة وصدق وتجرد كمؤرخ  من أنتمـــائه الشخصى ؛ فقدم رصدا تاريخياً لنضال حــــركة كفاية،وكان من حولهـــا آلاف المثـــقفين والكتاب والمـؤرخين    المـصريين، الذين بدأوا ثورة 25 يـــناير 2011م والتى انتهت بعــزل الرئيس السابق "محــمد حسنى مبارك" ومحاكمته وسجنه، على أن المؤرخ يمتلك أيضا أدوات كـــاتب موهوب جعلت من الكتاب نصا ممتعا وشائقا فى طريقة سرد الأحداث التاريخية.

   أما حياته العائلة فهو متزوج من سيدة فاضلة تعمل فى مجال الفنون،وله ولدا "أدهم" وأبنه،ويسكن بجوارى أحفــادى الفراعنة بمنطقة المريوطية بالجيزة،ويكفى أنك عندما تجلس فى مكتبه ترى خلفك الأهرامات التى تشهد على عظمة الإنسان المصرى.

      وعلى أية حال، كان الدكتور الراحل"عبادة كحيلة لكاتب هذه السطور أب وصديقاً عزيز،لا أنكر تشجـــيعه ومحبته ــ سوف ننشر فى القريب عـــدة مقالات تناول علاقتى بهذه القامة التاريخية والوطنية ــ ورغم غربتى كنت دائما الاتصال به بين وقت وآخـر، لم يكن شخصاً طائفياً متعصباً بل كان نموذجاً يحتذى به فى التعامل مع الآخــر ،وكـان وطنيناً مخلصناً محباُ لكل المصريين جميعاً بلا تميز.
     وفى الأول من مارس 2014 م رحل عن عالمنا الفانى الدكتور "عبادة كحيلة "عن عمر يناهز 72 عـــاماً قضى معظمه فى البحث العلمى،وقـــدم الكثير لتلاميذه ومريده ،  هـذه هى حياة الإنسان بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل، ولكن ذكرى الصديق تـــدوم إلى الأبد،رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter