الأقباط متحدون - مخاوف القوى الكبرى تدفع أوكرانيا إلى الهاوية..«تحليل إخباري»
أخر تحديث ١٧:٣٤ | الأحد ٢ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣١١٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مخاوف القوى الكبرى تدفع أوكرانيا إلى الهاوية..«تحليل إخباري»

بوتين
بوتين

تتعدد الأطراف الدولية المتورطة والمؤثرة فى الأزمة الأوكرانية، لكن الأطراف الثلاثة الأبرز هى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وروسيا، وبدا واضحا أن لكل منها اتجاها وميولا ومصالح مختلفة خلال الأيام الأخيرة التى شهدت تصعيدا خطيرا فى الأزمة الأوكرانية ينذر بتحول الوضع إلى حرب مفتوحة بالوكالة.

ولعل روسيا هى الطرف الأكثر اهتماما، وربما تورطا فى المستقبل، ويشير إلى ذلك بوضوح قرار البرلمان الروسى بالموافقة على طلب الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، السماح بنشر قوات روسية فى شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وهو ما يؤكد استعداد روسيا الكامل لاستخدام الوسيلة العسكرية بوصفها آخر الوسائل المتاحة لضمان المصالح الروسية فى ظل الأزمة الحالية.

وتدرك روسيا أن تدخلها العسكرى المحتمل لن يتم بلا عواقب عليها، ولكنها تبقى بلا خيارات أفضل، خاصة من الناحية الاستراتيجية، فسماح موسكو بوجود كيان معاد على حدودها، متمثلا فى النظام الأوكرانى الجديد، يعنى قدرة الولايات المتحدة على نشر بطاريات الصواريخ التابعة لمشروع الدرع الصاروخى الأمريكى إلى الأراضى الأوكرانية وعلى الحدود الروسية مباشرة، مما يقضى تماما على نظرية توازن الرعب النووى، التى لا تزال تحتفظ لموسكو بقدر من التأثير العالمى وليس الإقليمى فحسب.

ولهذا ستكون روسيا حريصة للغاية على الاحتفاظ بمنطقة عازلة بينها وبين أى كيان معاد لها، بحيث يمكنها أن تشن حربا على أوكرانيا مثلا باسم منطقة القرم الراغبة فى الاستقلال، أو أن تنشر قواتها على الأراضى الأوكرانية أو تستهدف بعض التجهيزات العسكرية الأوكرانية باستخدام تلك المنطقة العازلة، ولا شك أن شبه جزيرة القرم وبعض المناطق الجنوبية فى أوكرانيا تمثل مناطق عازلة نموذجية، حيث يتحدث السكان اللغة الروسية، ويعتبر 60% منهم أنفسهم مواطنين روسيين.

وعلى الرغم من الخسائر الاقتصادية المنتظرة من مثل هذا التصعيد، حيث غالبا ما ستتجه واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية على موسكو لمواجهة التصعيد الروسى فى المنطقة، غير أن روسيا تعلم أن التصعيد الاقتصادى سيكون له حد أقصى، ولاسيما أن أوروبا ستخشى كثيرا على وقف موسكو إمدادات الغاز الروسى لها فى الشتاء وهو ما سيشكل أزمة خانقة لأوروبا ولأوكرانيا على حد سواء.

وسبق للرئيس الأمريكى الأسبق، ريتشارد نيكسون، أن وصف «أوروبا بأنها منافس غير محتمل على الريادة العالمية، لأنها تخشى على رفاهيتها أكثر مما ينبغى»، لذا فمن المنتظر أن تضغط أوروبا على الجانبين، فتسعى من ناحية إلى منع التصعيد الروسى فى مواجهة أوكرانيا للحد من التأثيرات السلبية، وتضغط على واشنطن لمنع التصعيد المبالَغ فيه ضد موسكو، مما قد يزيد الأمور تعقيدا ويضر بالمصالح الأوروبية.

أما الولايات المتحدة فتعتبر أوكرانيا فرصة سانحة بالنسبة لها لاستكمال مشروع جورج بوش الابن، الذى يهدف إلى محاصرة جميع بؤر التوتر فى العالم، لتتمكن الولايات المتحدة من مواجهة العملاق الصينى بصورة أكثر أريحية بعد ذلك، فأمريكا حاصرت إيران بالفعل من العراق والخليج وأفغانستان وباكستان، كما طوقت روسيا من أكثر من جهة، لتبقى أوكرانيا وجمهورية أوسيتيا الجنوبية التى أقامتها موسكو، فضلا عن مواجهتها قبل ذلك وحاليا بؤرا مثل العراق وأفغانستان وباكستان وفنزويلا وبوليفيا.

وجاءت مواقف كل طرف من الأطراف الرئيسية متفقة مع مصالحه، ففى الوقت الذى نزعت فيه روسيا إلى استخدام القوة المسلحة، استغاثت كييف بمن تعلم بأنهما قادران على تقديم العون العسكرى، وإن بقيت رغبتهما فى ذلك محل شك، وهما الولايات المتحدة وبريطانيا، لتبقى أوروبا هى الخاسر المؤكد من تلك الأزمة، فى ظل رفضها الخطوات الروسية والتصعيد الأمريكى المنتظَر بعد ذلك، وعجزها عن اتخاذ تدابير حقيقية من شأنها أن تنهى نزاعا يشتعل على أراضيها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.