الأحد ٢ مارس ٢٠١٤ -
٤٨:
٠٧ ص +02:00 EET
ارشيفيه
عرض/ سامية عياد
الوصية بين المعرفة والتنفيذ
معرفة الوصية وحدها..لا تكفى
قد نعرف وصايا الله بل نحفظها عن ظهر قلب ، لكن هل هذه الوصايا نهجا لحياتنا المسيحية ، بمعنى آخر هل ننفذ هذه الوصايا فى سلوكنا وعلاقاتنا بالآخرين ؟ ، الوصية بين المعرفة والتنفيذ حدثنا القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو قائلا ، أخطر ما يفسد مسيحيتنا أن تتحول وصية المسيح الى مجموعة من التعاليم والمثل الراقية البعيدة عن التنفيذ فى واقعنا العملى ، وهذا هو أهم ما كان الملحدون يعتمدون عليه لإثبات خطأ المسيحية "أن المسيحيون فشلوا فى أن يحيوا وفقا لتعاليم مؤسس ديانتهم" ، معلمنا بولس الرسول اكتشف الحقيقة الأساسية لحياة الإنسان "لى الحياة هى المسيح" ، أن يلتصق الإنسان بالمسيح ويحيا به فى شركة لا تنقطع لأنه هو "الطريق والحق والحياة " ، فالمسيحيون لا يستمدون اسمهم فقط من المسيح بل يستمدون حياتهم ايضا وفى نفس الوقت يعلنون حياة المسيح فيهم بسلوكهم فى الحياة .
وحياة المسيح تسرى فينا عن طريق كلماته التى إن عاشها إنسان يحيا بها ، فلابد من تحقيق أمرين لكى نشهد لمسيحيتنا ، الأمر الأول أن نعرف الوصية ونحفظها ، الأمر الثانى أن يكون لدينا القدرة على تنفيذها فى سلوكنا ، فإذا اكتفى المسيحى بما يعرفه من بعض تعاليم السيد المسيح ولم يسعى لكى ينال قوة التنفيذ بشركة صلاة حية فى المخدع والكنيسة فستصير مسيحيته عقيمة غير قادرة على تقديم ثمرة حية مفرحة للعالم تعبر عن حياة المسيح فيه ، ويصير غير قادر على الارتقاء لمستوى الدعوة المدعوين لها مستوى أبناء الله.
ومن هنا تأتى أهمية الصلاة والمواظبة على الليتورجيات "صلوا بلا انقطاع" ، تلك الممارسات التى ليست فروضا بل هى وسائل الاتصال بين الإنسان والله يجب أن تكون مستمرة بلا توقف ، بها نستمد قوة من عند الله على تنفيذ وصاياه وبدونها نشعر بالعجز والضعف ويصير إيماننا ميتا ، وما أجمل العشرة مع المسيح حينما تختفى الحدود بين قراءة الكلمة والصلاة ، نقرأ بروح الصلاة ونصلى بما نقرأه ، أى يصير ما نقرأه وقودا لصلاتنا ، وهنا تصير قراءتنا وسماعنا وصلاتنا بالكلمة المقدسة بمثابة الوجود فى معمل إلهى تتشكل فيه حياتنا فتصير تدريجيا على صورة المسيح وشبهه ، "إن كان أحد يحفظ كلامى فلن يرى الموت الى الأبد" ، "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى".