الأقباط متحدون - ملكـة جمـال الحمـير
أخر تحديث ١٣:٥٠ | السبت ١ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣١١٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ملكـة جمـال الحمـير

ملكـة جمـال الحمـير
ملكـة جمـال الحمـير
بقلم : فايـز البهجـورى
 
قام الحمار العجوز مذعوراً من نومه على صوت نهيق عالى ينطلق من الزريبة المجاورة.
وقف على رجليه وهزّ جسمه وطرطق أذنيه وأخذ يستمع لما يدور حوله . وأدرك أن هناك مشاجرة - فى الزريبة المجاورة - بين الحمار الرمادى والحمارة البيضاء الشابة .
ذهب إليهما ليستطلع الأمر ويعرف سبب المشاجرة .
وأمام الزريبة ضرب برجله الأمامية اليمنى على الأرض ثلاث مرات وكأنه يطلب إذناً بالدخول .
وما كاد يدخل عليهما حتى توقفا عن الرفص والنهيق الصاخب.
 
      سألهما الحمار العجوز : ماذا حدث ؟ ولماذا تتشاجران ؟ 
قالت الحمارة البيضاء الحسناء الشابة : إن زوجى حمار أنانى. يريد أن يحجر على حريتى  ويحد من حركتى. 
إنه يريد أن يعتبرنى كأنى قطعة من الزريبة .
قال الحمار العجوز : أنا لا أفهم ما تقولين . ماذا تقصدين " بالحجر على حريتك والحد من حركتك" ؟
قالت الحمارة الشابة : أريد أن أسافر وهو يريد أن يمنعنى من السفر .
وهنا قال زوجها الحمار الرمادى فى غيظ : قولى للحمار العجوز إلى أين تريدين السفر ؟ ولماذا ؟
    قالت الحمارة الصغيرة الحسناء : نعم سأقول له . وماذا فى ذلك ؟
 
ثم نظرت الحمارة الحسناء إلى الحمار العجوز وقالت له : إننى أريد أن أسافر إلى " كولومبيا " فى أمريكا الجنوبية .
قال الحمار العجوز فى دهشة : إلى كولومبيا ؟ وما الداعى لذلك؟ .
قال الحمار الرمادى فى غيظ شديد : إنها تريد أن تصبح " ملكة جمال ".
قال الحمار العجوز : ملكة جمال ؟ 
قال الحمار الرمادى : نعم .. ملكة جمال .." ملكة جمال الحمير" .
 
لقد سمعت أنهم هناك يقيمون فى كل عام مسابقة لاختيار "ملكة جمال الحمير".
وهى تريد أن تكون الملكة .
قالت الحمارة الحسناء : وماذا فى ذلك ؟ أنا حمارة ... جميلة ... رشيقة ... نظيفة ... ومتناسقة القوام ... وأستطيع أن أفوز فى المسابقة .
ثم أضافت فى خيلاء : وأصبح ... ملكة ... جمال ... الحمير .
هزّ الحمار العجوز رأسه وهو يقول : ملكة ... جمال ...الحمير !!
 
ونظر إليها نظرة ذات معنى ثم قال فى سِرِّه بنهيق خافت : مِنَ حَقّـــِك . فأنت أجمل حمارة رأيتها فى حياتى . وعيب هذا الحمار الغبى أنه لم يقدّر جمالك .
ثم أتجه الحمار العجوز إلى الحمار الرمادى وسأله : وأنت .. لماذا تعترض على ذلك ؟ 
قال الحمار الرمادى : إنها  لو أصبحت " ملكة جمال الحمير" سوف يركبها الغرور .. ولا أستطيع التفاهم معها . ولا ........ 
 
وهنا قطعت الحمارة الحسناء نهيقه وقالت فى حــدة : قل له السبب الحقيقى الذى قلته لى . قل  له أنك خائف علىّ من أن يطمع فَىَّ  " بغـل العمـدة ".
 
وما كاد الحمار العجوز يسمع كلمة "بغـل العمـدة" حتى انطلقت منه نهقة عالية وهو يقول : 
بغل العمدة !! هذا موضوع خطير . فأنتما ستدخلان فى مواجهة مع الأكــابــر .
قالت الحمارة الحسناء فى تحـد صارخ : 
أنا لا يهمنى الأكابر أو الأصاغر. إن الذى يهمنى فقط هو أن أصبح " ملكة جمال الحمير"
ثم أضافت  فى دلال : ولا تنسى أيها الحمار العجوز،  أن  الكبير أمام الجمال صغير.
 
رد عليها الحمار العجوز فى هدوء : ولا تنسى أنت أيضا ،  أيتها الحمارة الحسناء المغرورة ، أن الشرف أكبر من الجمال  .
وتركهما الحمار العجوز يتشاجران وعاد إلى زريبته .
                            ***
       وفى زريبته وجد زوجته الحمارة السوداء فى انتظاره قلقة عليه .  ودار بينهما حوار آخر. 
  حكى لها  ما  رآه وما سمعه فى الزريبة المجاورة من الحمار الرمادى وزوجته الحمارة البيضاء الجميلة.
وعلّقت الحمارة السوداء على هذه المشاجرة بقولها: 
    أليس هذا الحمار، الذى دفعته الغيرة  على زوجته  الجميلة من بغل العمده ، أفضل من  بعض الآباء و الأزواج من البشر، الذين  يقدّمون بناتهم وزوجاتهم 
" متعة جنسية "  لبشر آخرين  لا يعرفونهم  ، تحت ما يسمونه " نكاح الجهاد "  ، الذى يقتلون فيه أفرادا آخرين من بنى جنسهم ، ليس بينهم  أى معرفة سابقة ، وليس بين  القتلة والمقتولين أى خصومة شخصية ؟
 
  وهنا قال لها  الحمار العجوز: انه لأمر يدعو  للأ سف . ومن رجاحة عقل الحمير أنها لا تفعل ذلك الذى يفعله الانسان.
 
  وأضافت الحمارة السوداء : أما عن الحمارة البيضاء الجميلة فمن حقها أن تسعد بجمالها وتصبح "ملكة جمال الحمير ". 
 
   ثم سكتت لحظة وقالت : ليتنى كنت فى  مثل جمالها  لما ترددت فى أن أفعل مثلها وأصبح بدورى " ملكة .... جمال ....الحمير" . 
         حسرة  علىّ .
-------------------------------------------------------- 
القصة منقولة عن مشروع " موسوعة الألف قصة: للبهجورى "  ( مجموعة  : الحكايات الطريفة )

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter