الاثنين ٣٠ نوفمبر -٠٠٠١ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
مواقف الدكتور الأسواني مواقف نبيلة، كان ضد مبارك قبل الثورة وضد المجلس العسكري ثم مع مرسي قبل توليه ثم ضده بعدها، وظهور الخيبه القوية ثم مع ثورة الثلاثين من يونيو، والآن يكتب مقالاً به السم بالعسل، يرفض ممارسات الإخوان لكنه يتهم الداخلية بالتعذيب، وأنا أتفق معه أنه علينا أن نجتث من المعذبين في كل جهاز وأولهم من عذبونا حين عصروا الليمون وأتوا بمرسي رئيساً.
لكن أكثر ما ازعجني ترديد الأديب العالمي الأسواني أقاويل جماعة الإخوان المسلمين بأن هناك آلافاً قتلوا في رابعة، وتريديه قول كهذا، يجعلني أتساءل عما إذا كان دكتور مثله صدق أولائك الإخوان، فما بالنا بالجهلاء والتابعين، وإن لم يكن ترديده القول بناءاً على أقاويل الإخوان فمن المؤكد الأسواني لم يقل هذا إلا من خلال أسانيد، والسؤال هنا لماذا لم يبرز أدلته للعالم كله حتى نستطيع أن نحاسب كل من شارك في هذه الفعلة الشنعاء في حق المصريين المسلحين الذين اعتصموا فلا يجب علينا هنا وفي هذه الحالة أن نعصر ليمون.
الأسواني المحترم ذكر قصتين في مقاله الأخير يخصا صديقه عاصر الليمون حمدي قنديل- ذكرهم في كتابه الأخير- بخصوص موقفين حدثا له ابان حكم ناصر قبل النكسة وأثنائها، ليشر من طرف خفي أن السلطة المطلقة وزعيم يحتاجه الوطن ستؤدي لكارثة للبلاد والعباد، ليلقي بظلال القصتين على الحالة السيسية الآنية مع المصريين، وكأن طريقة التعامل مع السيسي قد تؤدي لكارثة ناصرية جديدة، قد أتفق معه في رفضي لتأليه السيسي وصنعه ديكتاتور جديد، وأقلق مثله بل أكثر، لكن ارفض مقارنة الحالتين لأن الشعب اختلف، فلم يعد ذلك الشعب الذي يقبل بإله جديد يحكمه بل لن يقبل إلا برئيس يحاسبه، وإن لم يكن السيسي أو غيره ذلك الرئيس الذى سيخضع لإرادة الشعب فلن يستمر، أم انك نسيت الشعب في تلك المعادلة لتي تخيف بها الناس أكثر مما تطمئنهم يا سيادة الأديب العالمي!؟.
الأديب العالمي يداري مغالطات الجماعة بين ثنايا كلامه المعسول ليجعل من اكاذيب الجماعة حقائق ذلك في مقاله بالمصري اليوم يوم الثلاثاء الماضي الذى ينضح بالمغالطات فالسيسي ليس زعيم الضرورة لكن هو الخيار الإستراتيجي الوحيد للأسف، وللأسف هنا لا تعني السيسي، ولكن تخص مصر التي تبدو وكأنها نضبت من الرجال القادرين على ملء فراغ غياب السيسي عن معركة الانتخابات الرئاسية، فأنا لا أدعم صباحي ولا عنان ولا خالد علي بالطبع، ومن كنت أتمنى ترشحه لم يترشح ودعم السيسي، فقل لي ماذا أفعل في هذه الحالة يا سيدي الفاضل لم يعد أمامي إلا أن أنتخب السيسي بل وأتمنى ترشحه بعد غياب المحترمين والجديرين بحكم البلاد وإن لم افعل هكذا سأكون مثل أولائك الذين عصروا ليمون وأتوا بإرهابي وجاسوس خائن ليحكم البلاد، وأنت أيضاً إن لم يعجبك الحال افعل ما اعتدت فعله واعصر ليمون.
المختصر المفيد يدهشني أولائك ذوي الوجوه الخشبية التي لا تتأثر بأفعال أصحابها فلا يبدو عليها الخجل حتى وهم متورطون في كوارث أدت لخراب البلاد.