الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
تحية تقــــدير لقــــواتنا المصرية المسلحة على ما قامت به من قبل فى جنازة المتنيح"البابا"شنودة الثالث"فى 20 مارس 2012م، حيث نقلت جثــمانه الطاهرة،إلى مسواها الأخير بدير الأنبا بشوى بوادى النـــطرون ،واليوم 26 فبراير 2014م، أكدت على وطنيته ومحبته لكل المصريين؛ بأصدار المشير"عبدالفتاح السيسى" قـراراً بنقل ضحايا مذبحة ليبيا" بطائرة عسكرية إلى مسقط رأسهم بصعيد مصر.
تعدالجماهيرية الليبية ضمن الخمس مدن الغربية، التابعة للكنيسة المصرية القبطية،كم أنها الــــموطن الأصلى "لمار مرقس الرسول" أول البطاركة فى تاريخ الكنيسة (56-68م) ،والـذى نشر المسيحية فى مصر،وعلى اســــمه أسس الكرسى المرقسى فى مدينة الإسكندرية،ولايزال حتى اليوم يطلق عليه بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية فى كل ربوع مصر،والخمس مدن الغربية،وبلاد أفريقيا والمهجر.
وتأتي الجالية الأرثوذكسية القبطية في مقدمة الجاليات المسيحية في ليبيا وأغلبهم من العمالة المصرية الوافدة،والتى زادت عقب أحداث ثورة 25 ينايرة 2011م،وفترة حكـــم الرئيس المعزول"محمد مرسى"،كم ينضم إليهم الروس الإرثــوذكس،والصرب واليونان وبعض الإيطالين،ويصل تعدادهم نحو 160 ألف نسمه،وتوجــد العديد من المــــؤسسات الكنيـــــسية،خاصة فى المــــدن الساحلية لخدمة الجالية الأرثـوذكسية،بالإضافة إلى دور الكنيسة الكاثوليكية والإنجلية والتى كان من آخرها الأحتـــفال بعيد القيامة بمدينة البيضا فى عهد الرئيس الراحل"معمر القـــذافى" كما منح نفس الرئيس الراحــــل البابا" شنودة الثالث "(1971-2012م) جائزة تخص حقوق الإنسان،وظلت العلاقات ما بين اللبيين والمصريين الأقباط وغيرهم من الأجاتب فى محبة وسلام.
ولكن بعد ثورة ليبيا على الرئيس الراحل"معمر القـــذافى" والتى انتهت بقتله والتخلص من حكمه بعد أكثر من 40عاماً، زاد ثقــــافة الطائفية ضد المسيحين بشكل عام وأقبــاط مصر بشكل خــاص،فنذكرعلى سبيل المثال مقـــــتل السفير الأمريكى والهــــجوم على القنصلية الأمريكية، منذ أكثر من عام، وقتل مدرس بالجامعة الليبية أمريكى الجــنسية، وفى 25 فبراير 2014 قام نفس الجماعة الجهـادية التابعة للجــــماعة الإرهابية بمصر، بمذبحة بشرية بقتل سبعة من الأقباط وهرب الثامن منهم ،وقتلوا الجميع لأنهم مسيحين؛ وكالعادة ادعت الجماعة أن هؤلاء يقومون بالتبشير بالمسيحية فى ربوع ليبيا،ولكن من الــــمؤسف أن السفير المصرى باسم وزارة الخارجية"بـــدر عبــــد العــاطى" وجد لهم مبرراً آخر وهو أن السبعة القتلة كانوا فى طريقــــهم إلى إيطاليا فى موجــــات الهـجرة الغير شرعية،فى حين أكد أحد شهــــود العيان وهو مسلم مصرى يدعى"كـــريم رزق أحـــمد" قائلاً"إنه وقت الحادث حضر مجموعة من ملثـــــمين، وسألوا عن المسيحيين الموجودين واقتادوهــم بدعوى أنهم من رجال الشرطة وقتلوهم،وأكد أنهم لا عـــــلاقة للموضوع بالهجرة الشغير شرعية لإيطاليا"
وفى ذات السياق استنكر عــــددٌ كبيرٌ من المـــثقفين والكتاب والإعلاميين الليبيين هذه الجريمة، حيث عبر الإعلامي" بشير زعبــية"، رئيس تحرير جريدة الوسط الليبية، عن خجله من هـذه الجريمة قـائلاً: "إنهــــا تــدلّ على أن فاعليها تجردوا من أي مشاعر إنسانية وإنهـم إرهابيون قتلة لا مكان لهم سوى السجون في انتظــار القــصاص، مضيفًا أنه يخشى أن تحسب الجريمة على الليبيين".
وهنا علينا أن نسجل دور الجيش المصرى العظيم والقادة فى التدخل،فى نقل جثامين ضحايا بنغاذى الأقــــــباط من مطار إلماظة إلى مسقط رأسهم بـمدنية سوهــــاج بجنوب بمصر،كما نذكر الموقف المتخاذل من المتحدث باسم الخارجية المصرية،والسؤال الذى يطرح نفسه أين دور وزارة الخارجيــــة المصرية؟وهل دم المصرى القبطى رخيص ؟ وهل يظل الأقباط فى سداد الفاتورة داخل مصر وخارجها؟