الشيخ د مصطفى راشد أستاذ الشريعة الإسلامية
وصلنا على موقعنا الإلكترونى عبر الإنترنت سؤال من الأستاذ \ م – ع يقول فيه : أنا مصرى أعمل بدولة قطر ، وتصادف حضورى صلاة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة ،وكان الخطيب وأمام المسجد هو الشيخ يوسف القرضاوى، وللأسف الشيخ فى خطبته تطاول على مصر ، وحكومة مصر وجيشها، وايضا الشرطة والإعلام ، ثم تمادى فى التحريض على الثورة داخل مصر، ودعوة المقاتلين لتحرير مصر ومقاومة الجيش والشرطة الكفرة ،كما تطاول ضمنا على الامارات والكويت والسعودية ، مما جعلنى أفكر فى ترك المسجد ، وعدم أداء صلاة هذه الجمعة ،ولكن الخوف من فوات الفريضة جعلنى أتحمل هذا التطاول المخجل ، فهل تصرفى كان صحيح ؟
نشكر ابننا صاحب السؤال وللإجابة علية نقول :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله
ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم اما بعد
خطبة الجمعة فرعاً من فروع الدعوة ، والأصل فى الدعوة أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة ، كما ورد فى قوله تعالى فى سورة النحل آية 125 (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ص ق
والدعوة العنيفة مرفوضة حتى لو كانت من النبى نفسه كما قال تعالى فى خطابه لنبيه فى سورة آل عمران آية 159 ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) ق ص
مما يعنى أن القرضاوى شذ وخرج تماماً عن كلام الله، وشَرَعَ لنفسه ماليس موجوداً بشرع الله ، سعياً ورغبة لهوى فى نفسه ، وإرضاءاً لنوازعهُ العنيفة الإجرامية ، لأن النفس تحمل الفجور والتقوى ، ويفلح من يزكى نفسه كما ورد فى قوله تعالى فى سورة الشمس الآيات 7 – 10 (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ ص ق
وللأسف القرضاوى لم يسعى لتزكية وتهذيب نفسه ( هداهُ الله )، وجعل من الشرع هو ماتمليه عليه نفسه من عنف وإجرام ومتبعاً لشريعة الشيطان، فتحرك لسانه بالتحريض على العنف والقتل والكراهية فى مراتٍ متعددة ، فكان الشيطان فى ثوب الواعظ – ( ولا أعلم ان كان يدرى أو لا يدرى لأن هناك من يقرأ ولا يفهم )
كما أن القرضاوى تحدى الله ، عندما دعانا الله لنشر دعوة السلم بين كل البشر فى قوله تعالى فى سورة البقرة آية 208 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) ص ق
مما يوضح عصيان القرضاوى لكلام الله وإصراره على تنفيذ شريعة الشيطان ( ولا أدرى إن كان مدركاً أو غير مدركاً لما يفعل) لأن الشيطان كما قال تعالى فى سورة الإسراء آية 53 (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًاً ) ق ص
كما أن القرضاوى لا يحق له أن يكفر أحد أو يحرض على العنف ضده حتى لو تيقن أنه كافراً لقوله تعالى فى سورة يونس الآية 99 (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) ق ص وهو إستنكار وتحذير من الله للنبى نفسه ثم يأتى القرضاوى ويتحدى الله والنبى ( ع )
ولأن شروط الإمامة وخطبة الجمعة سبعة قد تعارف عليها الفقهاء ومنها 1 – أن يكون مسلماً 2 – أن يكون عاقلاً 3 – أن يكون سالماً من البدعة المكفرة 4 – أن يكون القوم وراءه راضين عنه
وقد خالف القرضاوى هذه الشروط جميعاً، لأن القرضاوى حَرَضَ مسلم على قتل مسلم متحدياً الرسول عليه السلام حينما قال : - عن ابن مسعود قال : قال رسول الله :( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) متفق عليه ، كما أن قتل النفس محرم شرعاً سواء مسلم أو غير مسلم – وبذلك يكون القرضاوى عاصى ومرتكباً لمعصيةً كبرى
كما أن العقل والحكمة أنتفيا عند الرجل ، وهو ماذكره العديد من أهل الطب النفسى فى وسائل الإعلام – ايضا ً القرضاوى لم يسلم من البدعة المكفرة ، ايضا هناك جمعً كبير من المسلمين يرفض فِكرَهُ وإمامته ، لأنهم فهموا الرجل وعرفوا أنه ممن يتكلم بأسم الإسلام وهو ألد الخصام وإساءةً للإسلام والمسلبمين كما ورد فى قوله تعالى فى سورة البقرة آيات 204 – 206 (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) ص ق
لذا يكون قد ثبت لدينا بالدليل الواضح ، فساد القرضاوى وعصيانه المعصية الكبرى ، لخروجه عن الإيمان وإتباعة لشريعة الشيطان ، فتكون الصلاة خلفه فاسدةً وليست باطلة، لأن الصلاة فرض عين تقدر بنية مؤديها، والأفضل شرعاً هو الإبتعاد عن خطبةَ وإمامة الفاسد العاصى الداعى للعنف ، بل على كل مسلم فرض عين محاربة هؤلاء لنشرهم شريعة الشيطان عن قصد،
اما إذا كان بدون قصد لغياب العقل ، فعلينا حجزهم فى أماكن محددة لعلاجهم لدرء الناس شرهم ،وحتى تبرأ نفوسهم،ونحن من جانبنا نطلب الهداية للقرضاوى ونطالبه بالتوبة والندم قبل فوات الوقت .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه