الأقباط متحدون - كهنة الهراء..وسفلة الأفكار النبيلة | بقلم إبراهيم عيسى
أخر تحديث ٠٦:٤٠ | السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٥ | العدد ٣١٠٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كهنة الهراء..وسفلة الأفكار النبيلة | بقلم إبراهيم عيسى

ابراهيم عيسى
ابراهيم عيسى

ابراهيم عيسى
لو توقّف هؤلاء عن الإفتاء؟
لا شىء إلا الفشل والخيبة لاحَقَا الذين قعدوا على عقل المواطن المصرى فدهسوه ومرمغوه ولوَّثوه بخبالاتهم وخيالاتهم منذ خمسة وعشرين يناير.
طبعًا الكل أخطأ.
والكل تخبَّط.
والكل تلغبط.
والكل تعبَّط.

لكن الأنكد والأنكت هؤلاء الذين كانوا أسوأ على مصر من ثيران تنطلق فى محلات الحاج شحتة للزجاج، فأطلقوا عليها النظريات التى انكشف مع مرور الوقت وفوات الزمن أن مافيهاش بيبى!

إن أخيب ما شهدته مصر منذ الثورة هو محللوها ومنظِّروها وضيوف برامجها وندواتها ومقدمو الأوراق فى مؤتمراتها.
هؤلاء يمعنون فى النظريات بحثًا عن واقع، ويعمون عن الواقع فيفشلوا فى كل النظريات.

هؤلاء المنفصلون المفصولون التعسون المنغمسون فى العالم الافتراضى الذين لا يصلون ولا يتّصلون مع شعبهم بأكثر من «التشيير» على «الفيس» أو التقيّؤ على «التويتر»، وضعوا مصر بسفاهتهم تحت مقصلة الإخوان ثم عادوها وكرهوها وكرهوا شعبها وجيشها وشرطتها حين اتَّحدت وتوحَّدت وواجهت ومحقت حكم المرشد.

هؤلاء المتعولمون بوجدان لا وطنية فيه، بل انتماء إلى الفضاء الإلكترونى، حيث لا جوازات سفر، بل «باس وورد» أو «أكونت» الوطن صار شاشة محمولهم أو جهازهم اللوحى، شعبهم بات هو صفحتهم على «الفيس»، جمهورهم صار متابعيهم على «التويتر»، نظريتهم هى اللعنة على الجميع، وهى اللعنة على أصدقائى إن خالفونى، والبلوك فى صفحتى لمن عاندونى، والبذاءة لمن لم يعمل لى «لايك»، والسباب لمن عمل «لايك» لمن أكرهه.

لم يعد «الفيس» و«التويتر» مجالًا بل صار قفصًا.
قفص عقلى.
عنبر نفسى لنزلاء يغنّون لعنبر العقلاء، متهمين خارج حدود أسوار العنبر بأنهم هم المجانين.
لا شىء أسوأ من الاستمناء السياسى والفكرى الذى يُراق فى حمامات الروح الإلكترونية.

فى كل مرة الإخوان الإرهابيون بلجانهم الإلكترونية التى تعرف مفاتيح الجهاز العصبى ومغاليق الجهاز العقلى لمستخدمى الفضاء الإلكترونى من أبناء الاستخدام المُتخلّف للتكنولوجيا، يطلقون فكرة أو معلومة أو تعليقًاأو خبرًا فيجرى وراءه قطعان من لجان الكراهية فيرددونه كالببغاوات، ثم يظهر فى كتابات وبرامج وعلى أفواه فشلة التحليل ذوى المثانة الفكرية السائبة.

البعض يثرثر من باب الجهل أو الغفلة، فيقول إن الإخوان يكررون فى مصر سيناريو سوريا، أو يتقوَّل آخرون بأن مصر تدخل سيناريو الجزائر.
وهذا كله جهل بمصر، فلم يتعلَّم هؤلاء أن مصر لا مثيل لها وأنها فريدة لا شبيه لها ولا يمكن مقارنتها بأى دولة، وحين جرى توريث الحكم فى سوريا كانت الجملة الأشهر أن مصر ليست سوريا.

وبالفعل لم تكن مصر كسوريا، ونجحت مصر فى إجهاض التوريث والتثوير ضده، ثم إن شعب مصر استيقظ لسلعوّة الإرهاب الإخوانى سريعًا فطاردها وطردها، بينما نشفق على شعبنا العربى فى سوريا من حبال ديكتاتور تخنقه ومن خناجر إرهابيين تمزّقه.

وحين قيل إن مصر ليست تونس وقد ثارت مصر فعلًا مثل تونس لكن على طريقتها وطبَّقت سيناريو خاصًّا بها تمامًا.
اليوم، يفتى المفتون فى القصة الرديئة التى تزعُم أن مصر على طريق السيناريو الجزائرى، حيث مواجهات مسلَّحة عدة سنوات بين الحكم والإسلاميين.

دعنا أولًا نقُل إن الجزائر نجت من الحكم الظلامى وإنها أكثر دولة عربية إفريقية صعودًا فى الاقتصاد، وإن مشروعها التنموى ناجح، وإنها دولة عربية غنية الآن، فالحصيلة لم تكن سوءًا ولا انحدارًا.

ثانيًا، إن الجيش الجزائرى تدخَّل لإجهاض نجاح جبهة الإنقاذ الإسلامية فى الجزائر، بما يعنى وقتها أنه لم يسمح للإخوان بالحكم، بينما فى مصر سلَّم الجيش السلطة لحكم الإخوان سواء عبر البرلمان ثم عبر الرئاسة وأكملت ذراعهم الرئاسية عامًا فى الحكم، وكان يملك مقاليد البلاد كلها بين يديه ففشل فشلًا سريعًا مريعًا وذريعًا وراحت على مصر سبعمئة ألف جنيه قبضها وروح البلد التى قبضها فى عام.

ثالثًا، الجيش فى مصر عكس الجزائر لم يتحرَّك وحده ولا من تلقاء ذاته، بل كما جرى فى خمسة وعشرين يناير، انحاز إلى الشعب وإرادته، وفى ثلاثين يونيو انحاز إلى الشعب وإرادته التى عبَّر عنها فى ثورة رائعة وعرمرمية، لم يتصرَّف جيش مصر من تلقاء ذاته ولا من تلقاء أفكاره.

مرفوضة ومنبوذة ومكشوفة وعارية أى محاولات ميوعة وتخنّث من المتأسلمين أو سقط المتاع السياسى أو من الغربان البيض من أتباع الغرب أو قطعان فى النت الذين لا يُدينون الإرهاب ولا ينحازون للشعب فى مواجهة القتلة والمجرمين والذين يشمتون فى شهدائنا وقتلانا والذين لا ينتصرون لشرطتنا حين تواجه الإرهاب ولا لجيشنا حين يحارب الإرهاب، بل يغطسون فى مجارى الكراهية والغل والحقد.
حقوق الإنسان لا تتجزَّأ.

إدانة التعذيب إن حصل كما إدانة الإرهاب إن جرى.
محاسبة الشرطة إن تجاوزت كما التضامن معها إن تصدَّت للإرهاب.
الحق فى الحياة مُقدَّم على كل الحقوق وأصل كل الحقوق.
الحق فى الأمن لا يقل عن الحق فى التظاهر أهمية (بل يزيد ويتجاوزه، بل يمكن أن يتعطَّل الحق فى التظاهر مؤقتًا فى ظروف الحرب مثلًا بينما لا يمكن أن يتعطَّل الحق فى الأمن).

لكن هؤلاء كهنة الهراء وسفلة الأفكار النبيلة يقتلون كل الحقائق ويستهبلون على كل البدهيات مقابل الغىّ فى الغباء والسقم فى الوجدان والعملية فى النملية!!

هذه جماعات تريد أن تمنح الإرهاب مبررًا وأن تجد للإرهابيين سببًا فى إجرامهم، لا سوريا ولا جزائر تنتظر مصر، بل مصر «مش أى أىولا زى زى»، مصر تصنع مستقبلها المتفرّد دومًا وتقود لا تتبع مثلًا، بل تصير مثالًا ولا تكرر سيناريو أحد، بل تتحوَّل نموذجًا، هى البلد الذى تكلم فيه الله.
ليس مهمًّا أن تعرف خطة الإخوان للأيام القادمة، فالخطة لديهم أبعد من الاستمرار فى العنف وحرق مركبات الشرطة وأكشاك المرور فى صبيانية الإرهاب وسفاهة الصبية.

لا خطة إلا محاولة فاشلة حتمًا لبثّ الفوضى ومحاولة دفع البلد إلى مشاهد دموية يروّجها فى الخارج المتربّص.
خطة الإرهاب ضد «الداخلية» والجيش والسياح.

إنها خطة قذرة، ومتى كانت خطط الإخوان نظيفة؟!
وليس مهمًّا أن تعرف خطة الأمريكان والغرب، فهى خطة شريرة ملتاعة من أن مصر شعبًا وجيشًا أفسدت على أجهزة المخابرات الدولية مشروعها لإعادة تقسيم الشرق الأوسط.

إنها خطة الاستعمار الذى أمر بها أذنابه من الإخوان وأذياله من المتحالفين مع الإخوان وباتت مكشوفة حتى لِبَاعة المناديل فى إشارات المرور.
المهم هو أن تعرف خطتنا نحن. نحن الشعب، خطة عنوانها واحد وهدفها واحد وربّها واحد.
نحرّر بلدنا من الإرهابيين.
نحرّر بلدنا من الاستبداد.
نحرّر بلدنا من الجهل والمتاجرة بالدين.
نحرّر بلدنا من الفقر والمرض والعبط.
ولن نقدر على ذلك..
إلا عندما نحرّر العقول
نقلأعن أونا


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع