الأقباط متحدون - دَعوهُ يَلتحم بالشعب
أخر تحديث ٠٣:٢٤ | الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣١٠٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دَعوهُ يَلتحم بالشعب

مدحت بشاي
مدحت بشاي

 صرخ المعزول» صرخة مدوية خلف الحاجز الزجاجى الذى يفصله عن هيئة المحكمة والدفاع والحضور.. قال بغضب شديد «إنتم مش عايزينى ألتحم بالناس ليه؟!».. ياه! معقولة!.. مش غريبة شوية إنك «المعزول» بأمر الشعب، وسماك بنفسه «المعزول» يا «معزول»؟.. هى الحكاية لوح قزاز؟!، وبتتهم المحكمة بأنها مش عايزاك تلتحم بالشعب.. طيب يا سيدى أفكرك، وعلى رأى الست «انشراح» إن كنتوا ناسيين اللى جرا، هاتوا الدفاتر تنقرا.. صحيح لما حكمت التحمت بالشعب يوم واحد، أول ما قالولك «روح إنت رئيس مصر»، وفعلاً، وفى أول أسبوع حكم رُحْت الاستاد، والتحمت بالشعب، وأزحت بعنترية حراسك شمالا ويمينا، وفتحت الجاكت وقلت بكل جسارة «أنا فاتح الجاكيت أهه، وكمان مش لابس قميص واقى ضد الرصاص».

 
لكن الأكادة، والحق يقال إنه بعد مرور شوية شهور كده، وأول ما ابتديت تلتحم بالشعب، وتتكشف عليهم، همه كمان من حبهم للزعيم جريوا عليه بعد صلاة الجمعة، وقبل مايوطى هو وحراسه يلبسوا الجزم بص لعيون الناس، فحس فيها الشر، وعنها وقال يا فكيك، ويا روح ما بعدك روح، والجرى هوه كل المجدعة.. حافيين حافيين مش مهم.
 
ما هو لو كان «المعزول» ورجاله وأهله وعشيرته شافوا وسمعوا باللى قاله الشيخ عبدالرحمن حسن الجبرتى، مؤرخنا العظيم، لما قال «ومما يمتاز به شعب مصر.. قوة التحمل وصلابة العزم والمراس..وشدة الحيوية».. قالها باختصار عبقرى، إزاى استئثار الحاكم بالسلطة بتجبر وغباوة بيخليه يتعمى ويُغيب عن الواقع والتاريخ والجغرافيا.. والأهم ما يعرفش طبايع وقدرات شعبه وكمان يعنى إيه كلمة «وطن»!.
 
وعليه، يا رئيسنا الجاى عندى ليك كلام (إن كنت فلان أو علان مش مشكلتى)، أول يا ريس ما يقعدك شعبك على كرسى الرياسة لازم ولا بد تقعد مع ناس أحزابنا الجديدة والقديمة، وكل من رأس حزب على أرض المحروسة، وكمان مجموعة من أهل الرؤية والفكر اللى بجد بعيد عن نخب الندامة والهبالة الخايبين والخايفين واللى باعوا فى فيرمونت، واتسلطنوا فى بلاط السلطان المغيب، واللى فسدوا وأفسدوا واللى انكشف سترهم فى زمن «المخلوع»، والأهم خونة زمن «المعزول» (اللى كان كل واحد فيهم عايز يلتحم بالشعب وفشل).. هات يا ريسنا الجديد الوطنيين بجد، وحيث كل شىء انكشف وبان، فالحكاية ممكن تبقى فعلاً على ميه بيضه، علشان نشوف هنفذ مثلاً المادة اللى فى الدستور اللى بتتكلم عن ضرورة ألا تكون هناك أحزاب بمرجعية دينية إزاى؟.. كيف لتلك المادة أن تتحقق بجد مش بإعادة تستيف أوراق بفهلوة مصرية.. مش هينفع ياريس حكاية «توفيق الأوضاع» اللى بيتكلموا عليها دى للموجود!!
 
مثلاً يا ريس، إزاى «الجماعة الإسلامية» بتاريخها ورجالها ورموزها يكون ليها حزب، لمجرد إن اللى عملوه قالوا إن ذراعهم السياسية ملهاش دعوة بالجماعة وتاريخها؟ أو نقبل إزاى «حزب النور» الذراع السياسية للدعوة السلفية اللى كان قال رجالها «لا خروج على الحاكم» وإن ديمقراطيتكم مش ديمقراطيتنا، وإن نجيب محفوظ ماجن هو وأدبه وإبداعاته، وهمه اللى ما خرجوش فى ثورة، لكن وقفوا فى «رابعة» وفى جمعة الشريعة والشرعية، ولبسوا أم كلثوم النقاب، وكسروا تمثال نهضة مصر، وفى البرلمان حدث ولا حرج؟.
 
طالبين منك كتير ياريس، بس حكاية الأحزاب عايزة وقفة أكيد.. وكمان قلنا هتحل أزمة وجود مؤسسات علمية وتعليمية واقتصادية وإعلامية بمرجعية دينية إزاى؟!.. قول لنا علشان نلتحم بيك بحب بجد.. وكمان لو فشلت فى إقامة دولة العدل والقانون.. دولة حديثة ديمقراطية، ساعتها هنلتحم بيك على طريقتنا، وهنصرخ فى وشك لو شُفنا إنك أهملت، ولا همك رزق ولادك، وتركت الغيط والمصنع، راح تبقى عدو بلادك، ونقولك يا خاين المسؤولية، هنزمرلك كده هو، ونطبلك كده هو..عايزين اللى يصون مبادئنا، وينور بالحب طريقنا.. ويغنى معانا للحليوة بلدى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter