بقلم : مارك مكرم حربي
 
ظهرت في الفترة الأخيرة فئة جديدة  أطلق عليها الأعلام لقب " النخبة القبطية " تتمثل هذه النخبة في كل من السياسيين و الأعلاميين ورجال الأعمال من الأقباط وقد أنضم إليهم  في الفترة الأخيرة بعض من الشباب القبطي من الحركات الشبابية و الأحزاب الوليدة و قد ثبت مع مرور الوقت فشل  هذه النخب على أختلاف توجهاتها في الأضطلاع بمهمة تمثيل الأقباط في المجتمع السياسي المصري وتمثيل  مطالبه و أحتياجاته أمام السلطات المصرية مما أدى إلى تكبيد الأقباط خسائر أكثر مما يجب في حين أنهم لم يحصلوا على أي مكاسب تذكر بفضل هذه النخب ،
هذه النخب ذات الفكر العقيم كانت السبب الرئيسي في عدم وضع مطالب الأقباط على أجندة الحكومات المُتعاقبة قبل وبعد ثورتيّ 25 يناير و 30 يونيو فعلى سبيل المثال مازالت قضية كنيسة القدّيسين عالقة بلا حل وبلا  أي أهتمام فعلي من الدولة حتى الأن  كما أن الدولة لم تبدأ في ترميم الكنائس التي هُدمت وحُرقت على أيدي الأخوان إلا بعد أكثر من ثلاثة شهور كاملة على فض إعتصامي رابعة والنهضة  وبعد قيام كلاً من الأزهر والكنيسة بقيادة حملة لجمع التبرعات لأعادة أعمار دور العبادة ، أضف إلى هذا إستمرار إغلاق الكنائس التي كانت مُغلقة منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بدون سبب يُذكر إلا جُملة عقيمة تُدعى ( دواعي أمنية ) ،
 
جدير بالذكر أن وجود  ثلاثة وزراء أقباط في حكومة الببلاوي لا يعفي تلك النخب من مسئوليتها السياسية تجاه ترجمة الواقع القبطي للنظام وللمجتع كما أن تلك النخب أثبتت فشلها في جعل الأحزاب الليبرالية و المدنية تتبنى قضايا وحقوق الأقباط المهدورة منذ عشرات السنيين فبرغم كثرة  تضحيات الأقباط للحفاظ على هوية الدولة المصرية من التغريب و التصحير فنجد أن الأحزاب المصرية المدنية لم تتبنى مطالب الأقباط الرئيسية ألا وهي ( المواطنة ، إلغاء قانون الخط الهمايوني ، وضع قانون جديد لبناء الكنائس ، تصحيح الأفكار المغلوطة عن الأقباط في مصر ) ،
 
و ناهينا عن كل ما سبق ذكره إلا أننا لا نستطيع التجاوز عن الفشل الذريع لتلك النخب في الوصول الى البرلمان عن طريق الأنتخابات وخصُومتهم  المُستمرة  للكنيسة وكأنها السبب في فشلهم على الرغم من أنهم لم يقوموا بأي مجهود  يذكر لفرض أنفسهم على المشهد السياسي المصري قبل أو بعد الثورات العربية .
 
أما عن الحركات الشبابية القبطية التي ظهرت في الفترة الأخيرة بعد قيام ثورة 25 يناير فبرغم الأعتقادات التي سادت في أوساط الشباب القبطي بأن هذه الحركات  سوف تقوم بتجديد النخب القبطية وبث روح ودماء جديدة  بها فوجئنا بها تسير على نفس النهج الذي سارت عليه النخب القديمة من الأكتفاء بالبيانات و التصريحات الأعلامية دون أي إنجاز على أرض الواقع و مازال الأقباط يناضلون حتى الأن لنيل حياة كريمة لائقة في بلادهم في ظل فشل و تشرذم وأنانية من يلقّبون أنفسهم ب" النخب القبطية " تلك النخب التي لم تحدد موقفها من الأنتخابات الرئاسية أو البرلمانية حتى الأن في دليلٍ واضح على الفشل القاتل والغير مُبرر لتلك النخب التي تستحق لقب النُخب الكرتونية ذلك أنها تدعي المعرفة بكل شيء والوصاية على الأقباط بالرغم من ذلك فهي الأكثر جهلاً وحمقاً و تعجرفاً وأنانيةً وفشلاً بين الأقباط .