أحب الأستاذ «فهمى هويدى» لما يغالط، ويغافل القراء بأكاذيب ملونة كالمخدرات، لذة للشاربين تحت تأثير «الهبو»، مقالات فهمى أفندى فى «الشروق» تضحك، كاتب كوميدى ضل طريقه إلى التحليل السياسى، عامل فيها هيكل وهو عدلى كاسب بتاع «البالالم»، نموذجا فى المغالطة السياسية فى الحقائق الأساسية فى القضايا المصيرية.
مقال «الهزار والجد فى مسألة السد»، نموذج للمسخرة الكوميدية، فعلا مبارك لم يكن أفريقيا بحال، منه لله، والدبلوماسية المصرية نست لون بشرتها السمراء، منهم لأحكم الحاكمين، ولكن الحقيقة المرة أن سد النهضة لم توضع طوبة واحدة فى بنائه العالى، لا فى عهد المغدور (السادات) ولا فى عهد المخلوع (مبارك)، الخراب والبوار كان على قدوم الإخوان المسلمين، ورئيسهم أبوجلد تخين.
لم يجرؤ الإثيوبيون على تحويل مجرى النيل الأزرق طوال تاريخهم الأسود، إلا بعد زيارة العياط الطليعية لأديس أبابا التى عاد منها بانتصار الفاتحين، وقبل أن يحط الرحال كانت إثيوبيا تعلن عن تحويل النيل الأزرق فى هذا اليوم الأسود، فعاد يجر أذيال الخيبة، جته خيبة، حتى قيل إن ما تم باتفاق، وهذا جائز فيمن اتهم بالخيانة، إنت عارف يا فهمى أفندى الأبواق الأمنية الإثيوبية بتلسن على مرسى وجماعته!!
ولعلك تذكر فضيحة اجتماع الهوا الطاير الذى أذاعته «حصريا» باكينام هانم الشرقاوى على الهواء، مجموعة من العابثين يتداولون ملف السد بطفولية، والعياط مزأطط وفرحان ونازل كتابة، والله ولا اجتماع قريش فى فيلم «فجر الإسلام»، ومن كل حزب شابا جلدا لنضرب السد ضربة رجل واحد فيتفرق ماؤه فى الحوض، وتغرق الخرطوم.
هل أعيد على مسامعك كيف جرى التهديد بغزو إثيوبيا عسكريا من عيل تافه هربان فى قطر الآن، قال أحدهم نهوش على إثيوبيا بطائرتين ورق، وقال قائل منهم نرسل لهم أبوتريكة، لديه شعبية فى منابع النيل الأزرق.. ونجيب جوووول، وفوت له بريزة يا معلمى.
أعلم سيادتك مطّلع على ملف السد وحويط، حلوة مطلع وحويط، راجع مواقف «قطر» المخزية، وكيف تتبنى الموقف الإثيوبى وتدعمه بالمليارات، واسأل وزير الرى السابق (أبودقن)، كيف باعت (الخرطوم) التى يحكمها إخوانك القضية لإثيوبيا، وتركتنا نغرز فى الوحل.
بالمناسبة تعرف ليه مرسى سامح إثيوبيا فى بناء السد، لأنهم أقنعوه أنهم قرروا تسمية السد بسد النهضة تيمنا بمشروع النهضة، آسف يا فهمى أفندى، الهزار قلب بجد فى مسألة السد، سد يا فهمى سد.
نقلا عن المصري اليوم