الأقباط متحدون - المرآة لا تجمّل الوجه القبيح وتقبّله موقوف على حلاوة لسان صاحبه
أخر تحديث ٠٠:١٧ | الاربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٢١ | العدد ٣١٠٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المرآة لا تجمّل الوجه القبيح وتقبّله موقوف على حلاوة لسان صاحبه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 قصة طريفة للشاعر فايز البهجورى
      فى يوم من الايام نظر شخص قبيح الوجه الى المرآة  فرأى فيها " وجها قبيح الملامح" .
ولاحظ أنه فى كل مرة ينظر اليها يرى هذا الوجه القبيح. ضايقه ذلك كثيرا.
 وفى احدى المرات قال للمرآة غاضبا :  لماذا كلما نظرت اليك أرى هذا الوجه القبيح ؟
 انه لأمر يدعو الى الاشمئزاز .

   قالت له المرآه :  معك فى ذلك حق . ولكن هل تسمح لى أن أسألك سؤالا .
قال الرجل وهو فى حالة غضب  : اسألى   .
 قالت المرآة : أنا أيضا  كلما نظرت أنت الىّ  ينطبع على سطحى " صورة وجه قبيح".
 ما ذنبى أنا  أن يحدث لى ذلك ؟
انه  أيضا " أمر يدعو الى الاشمئزاز" .

لم يجد صاحب الوجه القبيح  ما يرد به على سؤال المرآة  ، فقام وأحضر شاكوشا وحطّم به المرآة .
                        
    رأه ببغاء بداخل قفص كان بالقرب منهما ،  واستمع الى الحوارالذى دار بينهما .
  رفرف الببغاء بجناحيه  وأطلق صيحة عالية ،   وقال فى استنكار لما سمعه وشاهده:
 وما ذنب المرآة  حتى يحطّمها الرجل !!!

   كان يجب عليه ، بعد أن كشفت له المرآة عن قبح ملامح وجهه ، أن يعوّض قبح وجهه " بحلاوة لسانه " لا أن يحطّم المرآة .
    انه مثل الكثيرين غيره عندما يكشف لهم الآخرون عن عيوب فيهم ، بدلا من أن يصلحوا هذه العيوب،  يهاجمون من لفت نظرهم اليها .

نصف الحقيقة خداع مقنّع
    كان  صادق عبد الحق  يتعامل مع  من حوله بطريقة غريبه  .
 كان يدّعى  دائما أنه صادق فى كل ما يقوله . وأنه لا يحب الكذب ولا يحترم الأشخاص الذين  يكذبون .
   ولكنه كان هو نفسه يتعامل مع الآخرين بطريقة فيها خداع مقصود ،  مغلّف بغلاف البراءة .

  كان يتعمد فيما يعلنه أن يخفى نصف الحقيقة . ويذكر فقط نصفها الآخر  المثير للجدل . ليحقق أهدافه  دون أن يلجأ الى الكذب .
 سأل مرة أحد أصدقائه : ماذا يمكن أن يحدث لشخص لو كان بين عحلات القطار  ؟.
 رد عليه صديقه قائلا : مؤكد أنه  سيموت . سيفرمه القطار .
  وعلّق صادق على رد صديقه قائلا :
وما قولك فى أنه حدث لى شخصيا ذلك .

 لقد مرّت من فوقى كل عربات القطار، ولكنّى لم أمت .
وأؤكد لك أنّى لم أكذب فى ذلك .

  ارتسمت علامات الدهشة على وجه صديقه . كيف يصدّق ذلك حتى ولو أكّد له صادق أنه لم يكذب فيما قاله ؟ فهذا أمر لا يصدقه عقل .
   تركه صادق لفترة فى حيرته  ثم قال له : قلت لك أن هذا حدث معى .
 لقد مرّ من فوقى القطار بكل عرباته ،  ولم يحدث لى أى ضرر.
  لأنى " كنت تحت النفق ".   

  وهنا ضرب الصديق كفا على كف وهو يقول: حقا أنت لم تكذب . ولكن حجبك نصف الحقيقة أسوأ  من الكذب نفسه .
 فمن يقول الكذب يوجد احتمال كشفه بقرائن أخرى.

 ولكن  " قول نصف الحقيقة "  و "التعتيم على نصفها الآخر" من الصعب اكتشافه .


   وفى مرة أخرى كان صادق يتريّض مع بعض أصدقائه على كورنيش النهرفى الضفة الشرقية منه. وهنا قال لأصدقائه :
 فى يوم من الأيام عبرت هذا النهر من هذا الشاطئ الى الشاطئ الاخر ذهابا وايابا عشرة مرات متوصلة ولم أشعر بأى تعب  .
 قال له أحد أصدقائه هل هذه كذبة أبريل ؟

 رد عليه صادق قائلا " قلت لكم أنا لا أكذب . ونحن لسنا فى شهر أبريل .
 وسأله صديق آخر: اذن كيف حدث ذلك ؟
   قال صادق فى بلاهة :  لقد كنت مرافقا لصديقى فوق  سطح  مركب والده التى تتولى نقل الركاب  من البر الشرقى الى البر الغربى للنهر .
وضحك الحاضرون من طريقة صادق عبد الحق فى رواياته للأحداث .

 يذكر نصف الحقيقة ، يعبّر بها عن بطولة مزيفة قام بها .
 ويتجاهل نصفها الآخر  الذى يكشف زيف بطولته .
كثيرون يفغلون ذلك.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter