الأقباط متحدون - إذا طلع العيب من أهله
أخر تحديث ٠١:٢٢ | الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣١٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إذا طلع العيب من أهله

أمين إسكندر
أمين إسكندر

عند قراءتى للصحافة فى الأيام الفائتة، وجدتنى محاطاً بعناوين عديدة لفكرة واحدة كلها تدور حول تنحى مبارك، وعلى سبيل المثال لا الحصر جاء بجريدة «المصرى اليوم»: «٣ سنوات على التنحى» وفى جريدة «الشروق»: «فى ذكرى تنحى مبارك» وفى جريدة «الأهرام»: «ملف عن تنحى مبارك» وفى جريدة «الوطن»: «ذكرى التنحى» وقد ذكرتنى تلك العناوين بحوار دار بين الفريق سامى عنان وبينى عندما كنت فى حوار ممثلاً لحزب الكرامة مع المجلس العسكرى، وبالطبع حضر هذا الحوار المتصل لمدة ٦ ساعات آخرون منهم د. رفعت السعيد ورئيس مصر ٢٠٠٠ ممثلين لأحزاب أخرى أما المجلس العسكرى فلقد كان يترأس جانبه الفريق سامى عنان، وبجواره كل من السادة لواء ممدوح شاهين ولواء العصار وآخرون، المهم فى هذا الحوار بدأ الحديث الفريق سامى عنان قائلاً أنتم تعلمون أن الفلسطينيين لا يريدون حل مشكلتهم فهم بياكلوا منها عيش، وجدتنى مندفعاً للرد عليه قائلاً: يا سيادة الفريق هذا كلام لم يقل من المخلوع فكيف يقال من ثورة؟ عندها رد قائلاً: أولاً الرئيس مبارك تخلى عن موقعه ولم يعزل. فقلت له إذا يا سيادة الفريق لا شرعية لوجودك معنا الآن فشرعية وجودك تأتى من خلع مبارك. وتفرع بنا الحديث طوال الجلسة ما بين صدام وصدام وقد تذكرت ذلك كله عندما قرأت عناوين التنحى، وحاولت الربط بين ما قاله سامى عنان المعبر فى ذلك الوقت عن المجلس العسكرى بعد المشير طنطاوى.

تساءلت بينى وبين نفسى وأطرح ذلك على القراء الكرام: هل هناك علاقة بين ما قاله سامى عنان وما قام به المجلس العسكرى وجهات التحقيق، وبالذات جهات جمع أدلة اتهام مبارك، والتى فعلت ما هو أزيد من واجب الولاء للرئيس بإخفاء أدلة الاتهام، وبين ما كتب فى الصحف فى الذكرى الثالثة للتنحى فى ظنى هناك علاقة، وهى أن حلف المصالح من قادة عسكريين ورجال شرطة ورجال قضاء ورجال إعلام ورجال مال ورجال سياسة فى الحزب المنحل هم الواقفون خلف فكرة التنحى، والغريب أنهم يطلقون صفة التنحى على رئيس أجبر على التخلى وتم عزله وإذا كان قد ترك الأمر للشعب لحاكمه وكان الإعدام مصيره، وبعد محاكمة عادلة تقدم فيها اتهامات جادة، فيكفى أن نذكر منها تهميش مصر ودورها فى خلال الثلاثين سنة، أما السياسة الداخلية فيكفى أن نتحدث ونتهم رغبته فى توريث ابنه النظام الجمهورى والفساد الذى عم البلاد والأراضى المنهوبة والأموال المنهوبة والخصخصة التى باعت شركات القطاع العام ملك الشعب لحفنة من الأفاكين السارقين لأموال الشعب وهنا الأرقام التى تم تداولها فى تلك الفترة، تؤكد ذلك وبالطبع إهانة المواطنين فى لقمة عيشهم وفى أمنهم فى أقسام الشرطة والتعذيب الذى أصبح منهجاً للتعامل مع المواطنين فى أقسام الشرطة لدرجة أن ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت دعوة ضد الشرطة ومنهج التعذيب السائد من قبلها للمواطنين، وعلينا أن نضيف إلى ذلك استشهاد ٣ آلاف فى الثورة وإصابة ١٥ ألف مواطن، بعد ذلك كله تتحدث الصحف عن تنحى مبارك وليس عن تخل أو خلع أو عزل، الإعلام يريد أن يوهمنا بأن هذا الفساد التابع قد تنحى بإرادته وترك السلطة إذاً ما الداعى لقيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ومن بعدها ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وما الداعى لإدخال محمد مرسى السجن بعد محمد مبارك، فعلاً اللى اختشوا ماتوا يا حلف المصالح، وإذا جت العيبة من أهل العيبة فلا غرابة، بالتأكيد المسألة ليست بسيطة هكذا حيث هناك إصرار وتصميم من حلف المصالح المتعاون مع بعض الأجهزة فى الدولة المصرية للعمل على استعادة نفوذ ومصالح ذلك الحلف فى أجهزة الدولة، وأولى المعارك هى عدم اتهام مبارك بل من الممكن أن يعطوه قلادة النيل ونجمة سيناء وكل أنواط الشجاعة إن أمكن ذلك، إنها المصالح.

وفعلاً اللى اختشوا ماتوا.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع