بقلم : مينا ملاك عازر
لم يقبل أحد قط أن تقيد سيدة ولدت لتوها طفلها بالكلبش في السرير، أياً كانت مصرية أو إخوانية، وقد يتساءل البعض عن إن كانت هذه المعاملة لسيدة بعد أو وضعت طفلها؟ فما بال بمعاملتها في القسم أثناء الاحتجاز وهي في أيام حملها الأخيرة. وفي هذا أيضاً، هم محقين، فمن المؤكد أنها كانت معاملة سيئة، إن لم يكن هذا لرغبة الشرطة فسيكون ذلك للظروف السيئة التي تمر بها من كثرة المحتجزين، وقلة الأماكن المعدة للاحتجاز لأمثال دهب من الحوامل وغيرها من الحاملين لأفكار كارثية وهدامة.
حمل دهب للجنين ليس هو المصيبة، وإنما حملها لأفكار إرهابية تشترك فيها مع أهلها وعشيرتها، دهب ليست الأولى التي تحتجز من جماعة الإخوان –هذا إن كانت حقاً إخوانية- ولن تكن الأخيرة، فسيدات الإخوان هن متصدرات المشهد، بدليل حركة سبعة الصبح وغيرها، لكن دعونا نتساءل على غرار أسئلة الإخوان التي دارت حول ست البنات، إللي سألوا إيه إللي نزلها؟ أحب بقى أسأل إيه إللي ينزل سيدة حامل في شهرها الأخير لتظاهرة إخوانية؟ تعرف معرفة اليقين أنها معرضة لمواجهات مع الشرطة، ولن أقل أنها معرضة لإلقاء القبض عليها أم أنها كانت نازلة للمتاجرة في دماء جنين لم يأت للحياة بعد؟ ولا أظن في ذلك عجباً على فكر الإخوان الذي اعتاد على المتاجرة بدماء البشر، فكم رأينا أصدقاء إخوان يقتلون بعضهم البعض ليلصقوا التهمة بالشرطة ولكنه يهون في سبيل الجماعة فما بالنا بروح لم تأت بعد للحياة.
وإن استبعدنا تلك الفكرة الشيطانية التي لا أستبعدها عن الإخوان، نعود لنجد أنفسنا أمام سؤال لم نجد له إجابة ما الذي حدى بسيدة حامل أن تنزل لمظاهرة إخوانية مهما كان السببب إلا إذا كانت نازلة لتمارس أوامر الطبيب بالمشي لمدة ساعة يومياً لتسهيل الوضع عليها، وهذا في حد ذاته كان ممكن حدوثه بعيداً عن التجمعات الإخوانية، عارفين لو دهب دي مش إخوانية كنا قلنا إنها قبض عليها بالخطأ لكن للأسف دهب إخوانية ووضعت حملها مبروك، لكن لم تزل أفكارها الحاملة لها تحتفظ بها، تلك الأفكار التي حدت بها ودفعتها إلى أن تخاطر بحملها وبحياة وليدها وكله في سبيل جماعة احترفت الاتجار بدماء البشر وبمشاريع الأمومة، وحتى في آلام المرضى بتسريب الصورة المؤلمة عنهم إن كانوا في الأخيرة أتت بمنفعة إذ لبى النائب العام النداء وأفرج عن دهب.