الأقباط متحدون - فى عيد الحب
أخر تحديث ١٦:٣٢ | الاثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣١٠٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فى عيد الحب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم   عبدالرحمن شاهين   
ليتنا نعرف من نحب! عندما نقرأ كلمة حب من الشمال لليمين تصبح «بح» أى خلص. هل حقيقة أن الحب أوشك أن ينتهى من حياتنا؟ لم نعد نحب بالقدر الذى يسمح لنا بالحياة أو بمعنى أكثر دقة «الاستمتاع بها».

لم نعد نحب بعضنا البعض. زادت الخلافات بيننا ومع أقرب الناس إلينا داخل الأسرة الواحدة، مع جيراننا، مع رؤسائنا ومرؤوسينا. أصبحت الثقة مفقودة بيننا. اعتدنا على العصبية والعنف فى معظم تصرفاتنا حتى أصبحنا نكره من حولنا وربما أصبحنا نكره أيضا أنفسنا. أصبحت الكآبة تكسو وجوهنا، والكثير منا اختلت بداخله عناصر البهجة والسرور والطمأنينة.

هذه حقيقة لا نستطيع أن ننكرها. زادت معدلات الاكتئاب والتوتر العصبى فى مجتمعنا، وأصبح الكثير منا يفتقد متعة النوم الهادئ ويلجأ إلى المهدئات ليستطيع أن ينام. هذا رغم أننا نعلم من تاريخنا وتراثنا أن الحب يقهر الأنانية وينشر السلام ويوطد معنى التسامح. لقد ظلمنا أنفسنا وظلمنا الحب بأيدينا، صدقت كوكب الشرق أم كلثوم حينما شدت: «ظالمه ليه دايما معانا». ليتنا نعيد النظر فى قضية الحب. ليتنا نراجع أنفسنا مع من يجب علينا أن نحب، لقد خُلقنا لنعبد الله عز وجل ونسعى فى الأرض بالمعروف ونتصدق بالكلمة الطيبة.

أمرنا الخالق بألا نفسد فى الأرض، وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان. دعونا نبدأ بحب أنفسنا أولاً وأن نُقبل على الحياة وأن نتقن العمل وأن نحب الخير لأنفسنا ولغيرنا. ربما يدفعنا ذلك إلى أن نحب بعضنا البعض. دعونا ننبذ الفُرقة والتعصب وندعو إلى السلام لا إلى التناحر والخصام. لقد قست علينا ظروف الحياة ويجب ألا نقسو على أنفسنا أكثر، وكلنا ينشد حياة آمنة هادئة بلا عنف ولا كراهية، فالدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى.

والآن ونحن نحتفل بعيد الحب علينا أن نغير من مفاهيمنا ونظرتنا إلى المعنى الحقيقى لهذا الإحساس النبيل. ما هو قائم الآن هو الاحتفال بمعنى العشق بين شاب وفتاة وتبادل الورود والدباديب الحمراء والهدايا وانتشار اللون الأحمر فى محال وشوارع المدن. هذا هو المفهوم الضيق لمعنى الحب. أصبح الآن لا يكفينا عشق الشباب فى مجتمعنا الملىء بالكراهية والقسوة والعناد. نريد أن يملأ الحب ربوع هذا الوطن وأن نعود كما كنا من قبل يعطف الغنى على الفقير ويحنو الكبير على الصغير ونغيث الملهوف، ويحترم الصغير منا الكبير. هذه القيم هى قيم مجتمعنا وهى الشىء الوحيد الذى علمناه للآخرين ولم نستورده من الخارج. ليتنا نحافظ عليه.
نقلأعن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع