الأقباط متحدون - وهل تنال الكاتبة الثائرة حقها؟
أخر تحديث ١١:٤٩ | الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣١٠٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وهل تنال الكاتبة الثائرة حقها؟

د. نوال السعداوى
د. نوال السعداوى
رسائل القارئات والقراء تكسبنى القوة والتفاؤل فى مواجهة الشدائد وألوان القمع السافرة أو الخفية، تدفعنى إلى مواصلة الكتابة رغم المحاولات اللانهائية (قبل الثورة وبعدها) لقصف الأقلام التى لا تجيد النفاق لأصحاب المال والسلطة فى أجهزة الإعلام والدولة العميقة.
 
كثيرون يتكلمون عن النفاق، رغم أنهم هم النفاق ذاته، يتغير شكل نفاقهم وتتغير أساليب تلونهم من عهد إلى عهد، يعتمدون على أن الشعب المصرى سريع النسيان، سريع التفكك والضعف، بعد زوال قوة الثورة المتحدة، وضربها وتفتيتها بالقوى المضادة، داخلياً وخارجياً، وكثيرون يتكلمون عن الدولة العميقة وهم جزء من أغوارها الأعمق، لا ينفصلون أبداً عنها تحت أى نظام منذ الإله رع والملك مينا حتى اليوم، تمرسوا على القفز إلى المناصب والأحزاب والانتخابات، وانتهاز الفرص لإجهاض أى حركة تنشد الحرية والعدالة والكرامة، إنهم كتائب النخب التى تحمل اسم الثقافة والإعلام والأدب، الذين يحصلون على جوائز الدولة قبل الثورة وبعدها، ويكتبون ما يثلج قلوب الحكام فوق عروشهم، يجيدون المعارضة والتأييد فى آن واحد، يتحدثون عن الملايين المقهورة، ويتجاهلون مطالبهم فى الوقت ذاته.
 
وإليكم نموذجاً من رسائل جاءتنى مؤخراً:
 
عزيزتى د. نوال
 
لا أعرف لماذا تتعرضين لهذا الظلم والإهانة من الصحيفة التى تكتبين فيها وتسكتين على ذلك وتواصلين الكتابة فيها رغم أنها اختصرت مقالك إلى النصف وتهبط به إلى ركن صغير أسفل الصفحة، وأنا أعرف عنك أنك مناضلة ضد أى شكل من أشكال الظلم أو الإهانة لك أو لغيرك، وهم يفردون المساحات فى الصحيفة لأقلام تلونت مع كل عهد، واحتلت المناصب قبل الثورة وبعدها، وأنا أقرأ لك منذ كنت طالبة بالجامعة، وقد تربيت أنا وأجيال من الشابات والشباب على كتبك وأفكارك، فلماذا تواصلين النشر فى صحيفة لا تعرف قيمتك ولا تعطيك حقك يا دكتورة؟
 
د. كريمة فائق
 
عزيزتى د. نوال
 
أختلف مع د. كريمة فائق، فأنا أبحث عن مقالك وأقرؤه حيثما يكن فى أسفل الصفحة أو أعلاها، سواء كان ألف كلمة أو خمس كلمات فقط، مثلما أبحث عن العمل المبدع لأى فنان صادق سواء كان مشهوراً أو غير مشهور، خاصة أن الشهرة الأدبية والفنية لا تتعلق فى معظم الأحيان بالمواهب الحقيقية المدافعة عن الحرية والعدل والكرامة، وأعرف أنك كاتبة مستقلة عن أى حزب سياسى أو أى شلة ثقافية، ولم تكونى أبداً ضمن البلاط الأدبى لأى حاكم منذ أمسكت القلم، ولهذا لا يمكن لأى نظام أن يضعك فى مكانك الأدبى والفكرى الذى يليق بجهودك وأعمالك القيمة، لأنك لا تعبرين عن مصالح النظام الحاكم، أو مؤسسة أو شركة خاصة أو عامة، ولك قراؤك وقارئاتك يتابعونك حيثما تكونى وأينما تكتبى، ولا نتوقع أبداً أن تنالى حقك الأدبى فى ظل أى حكومة، ويكفينا أنك تواصلين الكتابة وتقولين كلمتك دون اعتبار لمكسب أو خسارة، تدفعين ثمن الصدق بعد الثورة كما دفعت قبلها، ولا يتسرب اليأس أبداً إلى قلمك، فالكاتب أو الكاتبة الثائرة ضد كل أنواع الظلم والقهر والزيف لا يمكن أن ينال التقدير الحقيقى إلا من قارئاته وقرائه، وأنا واحد منهم.

نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع