الأقباط متحدون - أنطونيوس لصديقه بولا .. لماذا رحلت دون كلمة وداع؟
أخر تحديث ٠٠:٣٨ | السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣١٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أنطونيوس لصديقه بولا .. لماذا رحلت دون كلمة وداع؟

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

عرض / سامية عياد

مشادة بينهما تستغرق النهار بطوله فى من الذى يكسر الخبز
ظل الأنبا أنطونيوس منطرحا طالبا إذن الأنبا بولا بالدخول بعد منتصف الليل بقليل الى ما بعد الظهيرة ، أى أكثر من 12 ساعة من الإلحاح والمثابرة  ، قائلا له "ها أنا أقرع لعله يفتح لى ولكن إن لم أفلح فسوف أموت هنا على عتبة مسكنك ، ولا شك أنك سوف تدفننى حينما أموت " ، حتى فتح الأنبا بولا له الباب مبتسما وألقى الاثنان بعضهما فى أحضان بعض وحيا كل منهما الآخر وتشاركا فى تقديم الشكر لله ، وبينما هما يتحدثان معا لاحظا غرابا أخذ يطير نازلا بلطف حتى اقترب وترك رغيف خبز أمامهما ، وقد اعتاد الله أن يرسل هذا الغراب كل يوم الى الأنبا بولا بنصف رغيف لكنه ضاعف  الكمية بعد مجىء الأنبا أنطونيوس ليأكلا سويا.            
                         
قامت بينهم مشادة  فى من الذى يكسر الخبز ، وانقضى النهار بطوله فى هذه المشادة حتى المساء وكان بولا يحتج من وجهة نظره بواجبات الضيافة ، وأنطونيوس بكبر سن . وأخيرا اتفقا على أن يمسك كل واحد الرغيف من الجانب الأقرب له ويشد ناحيته ويحتفظ لنفسه بالجزء الذى فى يده ، ثم قدما لله ذبيحة التسبيح وقضيا الليل فى سهر معا ، ثم أعلن بولا للأنبا أنطونيوس أن ساعته قد اقتربت قائلا "لقد انتهى سعيى ، وقد أعد لى أكليل البر ، لذلك أرسلت أنت من قبل الرب لكى تثوى جسدى المسكين فى الأرض ، نعن ليعود التراب الى التراب" ، وطلب منه أن يأتى له بعباءة الأسقف أثناسيوس التى أعطاها له ليلف به جسده المسكين ، وقام أنطونيوس فى هدوء وهو يبكى وقبل عينى بولا ويديه وانطلق عائدا الى ديره ، وهناك سأله تلاميذه عن غيابه طوال هذه المدة ، فأجابهم أنطونيوس "ويل لى أنا الخاطىء ، أنا لا استحق اسم راهب ، لقد رأيت إيليا ، لقد رأيت يوحنا فى البرية ، لقد رأيت بولس بالحقيقة فى الفردوس" وحينما سأله تلاميذه عما يقصد أجابهما " للكلام وقت وللسكوت وقت " .                                 

عاد الأنبا أنطونيوس فى نفس الطريق الذى أتى منه مشتاقا الى صديقه الأنبا بولا ، وكان خائفا أن يسلم صديقه الروح للمسيح فى غيابه ، لكن حدث ما توقعه ، إذ بولا فى ثياب بيضاء كالثلج صاعدا الى أعلى بين جوفات الملائكة وخواراس الأنبياء والرسل، وفى الحال سقط على وجهه وقذف بالرمال الخشنة الى رأسه باكيا

ونائحا وكان يصرخ "لماذا صرفتنى عنك يا بولا ؟ لماذا رحلت دون كلمة وداع ؟ ، ثم دخل المغارة فوجد جسد القديس بولا فى وضع صلاة لله ، بدأ يفكر أنطونيوس كيف يحفر الأرض ليدفن جسد القديس بولا ، وإذا بأسدين يندفعان من بطن الصحراء ، ارتميا تحت قدمي الأنبا بولا، ثم شرعا ينبشان الأرض حولهما الى أن حفرا مكانا يسع جسد القديس ، ثم انصرفا وقام انطونيوس بدفن صديقه الأنبا بولا فى هذه الحفرة ، وأخذ ثوب صديقه الليفى وعاد الى الدير وقص كل شىء على تلاميذه وكان دائما يلبس هذا الثوب فى عيدى القيامة والخمسين.                                                                         

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter